استضاف المقهى الثقافي بمعرض الخرطوم الدولي للكتاب الشاعر الكبير محمد طه القدال، في أمسية للمؤانسة، والحديث عن تجربته الشعرية والقراءات، استهلها القدال بالترحم على شهداء الثورة، وتمنى الشفاء للمصابين والعودة للمفقودين، كما ترحم على الشعراء محجوب شريف، ومحمد الحسن سالم حميد، وعمر الدوش، والفنان الراحل مصطفي سيد أحمد. وقال القدال عن محجوب شريف: زاملته في مدرسة المدينة عرب الوسطى، وكان أمامنا في الدراسة وقادنا لأول مظاهرة ضد الحكم الديكتاوري لنظام ابراهيم عبود في ثورة أكتوبر المجيدة، وقال إن شريف كتب كل أغنياته وقصائده وهو في سجون الدكتاتوريات المختلفة التي حكمت البلاد بقبضة من حديد، وكان يكتب قصائده داخل رأسه وهو بالمعتقل، فلا ورقة ولا قلم في المعتقلات، وكان يردد قصائده على اسماع السجناء حتي يحفظونها عن ظهر قلب، وأضاف: كان السجناء في معظم الأحوال يخرجون من المعتقل قبله فيقومون بتدوين القصائد لتسير بين الناس وتأخذ حظها من الإنتشار قبل أن يخرج محجوب من المعتقل، بل وتغنى في بعض الأحيان. أما مصطفى سيد أحمد فلم يكن فناناً فحسب، بل كان شاعراً و تميز بملكة لحنية عالية تجعله يتفجر إبداعاً، وأن علاقة صداقة حميمة كانت تجمعه به عندما جمعتهما العاصمة الخرطوم بالعمل والسكن، وقال القدال إنه لا يكتب الشعر بهدف الغناء، ولكن كل من رأى في شعره شيئاً يمكن التغني به فهو مبذول من أجل الشعب، فالشاعر يكتب وكلٌ يغني على ليلاه. وعن لغة الشاعر؟ قال: إن اللغة العربية هي الأصل في تجربته الشعرية، لكنه يؤمن بتعدد الألسن التي تنطق اللغة العربية، مضيفاً أنه كتب الشعر بلهجة مخلوطة بين لغة دارفور وكردفان، كما كتبه بطريقة الزجل المصري والنبض الخليجي وباللهجة الشامية، ولكن تظل اللغة هي نفسها صحيحة في قواعدها ومتعددة وثرية باختلاف الألسن واللهجات. القدال قدم أيضاً مجموعة من أشعاره،كما قدم له الفنان عامر الجوهري أغنية (صابرين يا حزن الغنا) وقد شهد الأمسية جمهور غفير أغلبه كان من الشباب شارك بمداخلات ثرة.