دخلنا علينا العام الجديد 2021، وقد تباطأ شرآ ويعد لنا مفاجأت مذهلة قادمة في الطريق، حمل معه عند الدخول للسودان تحذيرات قوية بانه سيكون عام الساحق الماحق، ومنذ لحظة دخوله في ايامه الاولي فوجئنا على حين غرة بعد غياب طويل اشتعال الحدود بين السودان واثيوبيا وسقوط قتلي وجرحي، وفقدان عشرات المزارعين السودانيين بعد هجوم لمليشيا إثيوبية بالفشقة، ومصرع واصابة جنود بانفجار قوي هز معسكر للجيش السوداني على حدود ولايتي القضارف وسنار، وما كدنا نلملم انفاسنا من هول المصيبة حتي وقعت الكارثة الاخري في الجنينة وسقوط (161) قتيلآ و(202) مصابآ، واعترفت الحكومة ان "الأوضاع الامنية غرب دارفور هي الأسوأ منذ العام 2003″، وجاءت بعدها حصيلة من الاحداث المؤلمة منها ارتفاع معدل الوفيات من جراء تفشي مرض "الكرونا"، وتسجيل (56) حالة إصابة جديدة بمرض شلل الأطفال، واخفق مجلس الأمن في التوصل إلى بيان مشترك حول دارفور، واصبح عندنا لاول مرة في التاريخ نظام بيع الخبز بالكيلو!!، ومظاهرات شعبية غاضبة بسبب رفع اسعار الوقود، كل هذا الاحداث وغيرها من احداث اخري اشد المآ وقعت خلال الاسابيع الثلاثة من شهر يناير. 2- لا احد في السودان يعلم بالضبط ماذا تخبئ لنا الاقدار، وماذا كتب لنا خلف ابواب السماء؟!!، وماهي الاحداث المتوقع حدوثها، فالله سبحانه وتعالي وحده علام بالغيوب، ولكن هذا لا يمنعنا – بعيدآ عن دجل العرافات والعرافين ضاربي الودع – ان نتصور"سيناريوهات" مختلفة لوقوع احداث سلبية او ايجابية ربما ستقع خلال شهور عام 2021، وهي ليست بدعة او من الممنوعات ان يشطح المرء بخياله بعيدآ في عالم الغيب، ويؤلف ما شاء له من"سيناريوهات" وتوقعات. 3- في هذا المقال اليوم، رصد لعشرة "سيناريوهات" قوية متوقع حدوثها بنسب متفاوتة، وكلها محبطة بسبب غموض مستقبل السودان الغارق في مشاكل ورزايا لا تحصي ولا تعد، وتشد ازماته يوم بعد. 4- (أ)- "السيناريو" الاول المتوقع حدوثه: هناك احتمال قوي بنسبة (80%) ان يرفض الجناح العسكري في مجلس السيادة تسليم الرئاسة للجناح المدني – كما نص الاتفاق االمبرم بين الموقعين علي اتفاق تشكيل مجلس السيادة عام 2019 -، وان جنرالات الجناح العسكري في المجلس قد يلجؤون الي القيام ب"انقلاب ابيض" يعدلون فيه تسليم السلطة مناصفة بين الجناح العسكري والمدني، وان يبقي الفريق أول/ عبدالفتاح البرهان في مكانه كرئيس للبلاد حتي قيام الانتخابات القادمة. (ب)- "السيناريو" الثاني المتوقع حدوثه: ان يقوم مجلس السيادة بجناحيه العسكري والمدني باصدار قرار بتمديد الفترة الانتقالية حتي عام 2026، وان يكون مجلس السيادة هو من يمثل رأس الدولة حتي انتهاء الفترة الانتقالية. (ج)- "السيناريو" الثالث المتوقع حدوثه: لن يهدأ بال مجلس السيادة طالما الحكومة المدنية الانتقالية تعمل باستقلالية وحرية تامة بمعزل عن المجلس، وسيكون عام 2021 ملئ بالمشاحنات الشديدة والضرب تحت الحزام بين الطرفين، يحاول فيها الجناح العسكري في المجلس لوي يد الحكومة لاخضاعها ان تكون فرع من فروع المجلس، سنقرأ في الصحف المحلية علي مدار العام اخبار المعارك والمناوشات، والفساد الذي سيتوسع في ظل الفوضي العارمة. (د)- "السيناريو" الرابع المتوقع حدوثه: تقرير لجنة التحقيق في "مجزرة فض الإعتصام" لن يري النور!!، ولن يتم الاعلان الرسمي عن فحواه!!، وسيتم ابعاد المحامي/ نبيل أديب من رئاسة لجنة التحقيق وتعيين اخر عسكري!! (ه)- "السيناريو" الخامس المتوقع حدوثه: تزداد نقمة الشعب علي مجلس السيادة والحكومة بسبب الاغتيالات بالجملة والقطاعي، وانفلات الامن وحالات اختطاف المواطنين واختفاء المئات في ظروف مريبة…ويزداد الغضب اكثر علي تصرفات وسلوكيات ضباط وجنود قوات "الدعم السريع". (و)- "السيناريو" السادس المتوقع حدوثه: لن يتم تقديم السجناء السياسيين القابعين في سجن كوبر والهدي وموسي هلال في السجن الحربي لمحاكم تنظر في قضاياهم ، يظلون في سجونهم لتتسلمهم فيما بعد الحكومة القادمة عام 2026. (ز)- "السيناريو" السابع المتوقع حدوثه: لن يستقر حال سعر الجنيه السوداني، ويظل يتقلب دومآ بسبب عدم وجود غطاء له بالذهب، وقد يرتفع الي رقم مخيف. (ح)- "السيناريو" الثامن المتوقع حدوثه: لن تتحرك الحكومة لاسترداد الاموال المهربة للخارج، وستكتفي كما هو الحال الان بالتصريحات تلو التصريحات من اجل طمأنة المواطنين!!، من رابع المستحيلات استرداد عائدات النفط من الامارات وماليزيا بسبب ضعف السلطة الحاكمة في الخرطوم. (ط)- "السيناريو" التاسع المتوقع حدوثه: لن تستطيع الحكومة في الخرطوم وقف اصرار حكومة اثيوبيا ملء خزان "النهضة"، ولن تجرؤ علي اتخاذ موقف قوي وواضح غير التصريحات مثلها ومثل حال حكومة القاهرة. (ي)- "السيناريو" العاشر المتوقع حدوثه: حتي انتهاء الفترة الانتقالية، لن يتم رسم الحدود بين السودان والسودان الجنوبي وحل مشكلة ابيي، ولن يتم رسم الحدود بين السودان واثيوبيا، وحل النزاع حول حلايب. 5- اعلم مسبقآ انها "سيناريوهات" محبطة للحد البعيد، ولكن لم اجد لها بدائل إيجابية!! بكري الصائغ [email protected]