يصادف اليوم ذكرى الاحتفال باليوم العالمي لحرية الصحافة الذي يعود تاريخه إلى مؤتمر عقدته اليونيسكو في مدينة ويندهوك في الثالث من مايو 1991م بهدف تطوير صحافة حرة وتعددية. لتعلن فيما بعد في ديسمبر 1993م الجمعية العامة للأمم المتحدة اليوم العالمي لحرية الصحافة الذي يحتفل به سنوياً في جميع أنحاء العالم في الثالث من مايو. ويعد هذا اليوم تذكيراً للحكومات بضرورة احترام التزامها بحرية الصحافة والاحتفال بمبادئها الأساسية. والأممالمتحدة في خطابها بمناسبة اليوم العالمي من مكتب الأمين العام عن حرية الصحافة، أشارت فيه للتحديات الاقتصادية التي واجهت الصحافة بعد جائحة (كورونا) وكشفت عن المضايقات التي يتعرض لها الصحافيون من مخاطر شخصية كثيرة تشمل (فرض قيود جديدة والرقابة وسوء المعاملة والمضايقة والاحتجاز وحتى الموت، لمجرد قيامهم بعملهم. ومازال الوضع يزداد سوءاً). وقد ألحقت الآثار الاقتصادية للجائحة ضرراً بالغاً بالعديد من وسائل الإعلام، مما يهدد بقاءها ذاته.وتقلصت مع تقلص الميزانيات إمكانية الوصول إلى المعلومات الموثوقة. وأخذت الشائعات والأكاذيب والآراء المتطرفة أو المثيرة للانقسام تتصاعد لسد الفجوة. وتهدف خطة عمل الأممالمتحدة المتعلقة بسلامة الصحافيين إلى تهيئة بيئة آمنة للعاملين في وسائل الإعلام في جميع أنحاء العالم، لأن المعلومات منفعة عامة. وضع الصحافة عربياً بجسب تقرير (مراسلون بلا حدود) عن حرية الصحافة في العام الماضي، يشير التقرير إلى أن أفضل وضع لحرية الصحافة في العالم العربي في تونس التي احتلت المرتبة ال (73) عالمياً رغم تراجعها درجة عن عام 2020م، وتقول المنظمة: (تعد حرية الصحافة والإعلام أهم إنجاز لثورة الياسمين في تونس)، لكن منذ انتخابات عام 2019م (أصبحت هذه الحرية رهاناً سياسياً أكثر من أي وقت مضى، حيث لم يعد البرلمانيون والسياسيون اليمينيون يترددون في مهاجمة الفاعلين الإعلاميين علانية). وتلي تونس في التصنيف الكويت، وبعدها لبنان التي تراجعت خمس درجات إلى المرتبة (107) عالمياً. وجاء في تقرير (مراسلون بلا حدود) عن هذا التراجع (أنه ورغم وجود حرية حقيقية في التعبير في وسائل الإعلام اللبنانية، إلا أن هذه الأخيرة تظل مسيسة للغاية ومستقطبة إلى حد بعيد، إذ تعتبر الصحف والمحطات الإذاعية والتلفزيونية أدوات دعاية لبعض الأحزاب السياسية أو رجال الأعمال). أما تصنيف باقي الدول العربية، فتأتي وعلى التوالي: قطر (128)، الأردن (129)، الإمارات (131)، فلسطين (132)، عمان (133)، المغرب (136)، الجزائر (146)، السودان (159)، الصومال (161)، العراق (163)، ليبيا (165)، مصر (166)، البحرين (168)، اليمن (169) بسبب تحقيقات تتعلق بموضوعات مثل الفساد أو الجريمة المنظمة أو التدهور البيئي. قتل وتنكيل ويشير التقرير الى أن خمسين صحافياً لاقوا حتفهم في عام 2020م، وفي تقريرها السنوي عن حرية الصحافة أفادت منظمة (مراسلون بلا حدود) بأن (50) صحافياً لقوا حتفهم هذا العام، والغالبية العظمى منهم قتلت عفوياً. وانخفضت نسبة الصحافيين الذين قضوا في مناطق نزاعات من 58% في عام 2016 إلى 32% هذا العام في بلدان مثل سوريا واليمن أو في مناطق تشهد نزاعات منخفضة أو متوسطة الحدة (أفغانستانوالعراق). وكانت المكسيك الدولة التي قتل فيها أكبر عدد من الصحافيين (8) تليها أفغانستان (5) والهند (4) وباكستان (4) والفيليبين (3) وهندوراس (3). ومن بين إجمالي عدد الصحافيين الذين قتلوا في 2020م تم استهداف 84% منهم عمداً، مقارنة ب63% في 2019. وأكدت (مراسلون بلا حدود) أن عدداً منهم (قضى) في ظروف وحشية. وفي الهند تم إحراق الصحافي راكيش سينغ بعدما رشت عليه مادة كحولية سريعة الاشتعال، فيما قُتل الصحافي إسرافيل موزيس مراسل محطة تلفزيونية في تاميل نادو، بالسواطير. وفي إيران حكمت السلطات بالإعدام ونفذت الحكم في حق روح الله زم الذي كان يدير قناة على تطبيق تلغرام تحمل اسم (أمد نيوز). وقتل قرابة (20) صحافياً استقصائياً هذا العام عشرة منهم كانوا يحققون في قضايا فساد محلية واختلاس أموال عامة، وأربعة يحققون في قضايا متعلقة بالمافيا والجريمة المنظمة وثلاثة كانوا يعملون على مواضيع مرتبطة بمسائل بيئية.وأوردت المنظمة أيضاً مقتل سبعة صحافيين كانوا يقومون بتغطية تظاهرات في العراق ونيجيريا وكولومبيا وهو (واقع جديد)، حسبما قالت. ومن بين إجمالي عدد الصحافيين الذين قتلوا في 2020م تم استهداف 84% منهم عمداً، مقارنة ب63% في عام 2019م. وأكدت (مراسلون بلا حدود) أن عدداً منهم قضي في ظروف وحشية. وأشارت المنظمة إلى صورة الصحافي المكسيكي خوليو فالديفيا رودريغيس من صحيفة (إل موندو دي فيراكروز) الذي عثر على جثته مقطوعة الرأس في شرق البلاد، وزميله فيكتور فرناندو ألفاريز تشافيز مدير تحريدر موقع إخباري محلي عثر على جثته مقطعة في مدينة اكابولكو. وضع السودان في الحريات الصحفية ويلاحظ أن وضع السودان في الحريات الصحفية وفق (مراسلون بلاحدود) جاء متأخراً رغم الحريات الواسعة التي تتمتع بها الصحافة، حيث انتفت كل اساليب التضييق التي كان يمارسها النظام البائد المتمثلة في الرقابة والمصادرات للصحف واعتقال واستدعاء الصحافيين لمكاتب الأمن، بجانب ايقاف الصحف وإلغاء تصريح صدور بعضها.