حامد أحمد عمري أن التقدم التكنولوجي والشغف الشديد نحو المعرفة، والتعطش في الاكتشافات في ضروب المعرفة العلمية المختلفة،كانت ثمارها التقدم المعرفي والرقي الحضاري للانسانية، ونجد أن هذه الاكتشافات العلمية اليوم فاقت من حيث الكم والكيف حصيلة إنجازات آلاف السنين، ولكن معظمها يعود وبالا علي البيئة البشرية، تلك النشاطات التي تقوم بها البشرية أحياناً تأخذ منحنيات شريرة تنعكس باثار مدمرة للبشر نفسه، وهذا الأفعال لم تقتصر علي فتك البشر ببني جنسه وهضم حقوقه، بل تعدتها الي البيئة التي تمثل مهد الحياة للكائنات الحية جمعاء، وان الضرر علي البيئة البرية والبحرية أصبح كمتوالية هندسية، سيما بعد الثورة الصناعية، فالقاعدة البيولوجية تقول: أن الإنسان ماهر ذكي في ابتداع التقنية لكن غير بصير بمعقباتها. فمثلاً: مركبات الكلوروفلوروكربون التي اكتشفت لتستخدم كموبيدات وتدخل في كثير من الصناعات الكيميائية، وهذا فائدة إيجابية في نفس الوقت تشارك مع غازات أخري في تأكل طبقة الأوزون التي تعمل علي حماية الأحياء من الأشعة فوق البنفسجية الضارة، أن الشجع الذي تمارسه الدول الصناعية في تسابق التسلح باستخدام المفاعلات النووية والتجارب الصاروخية التي تحمل رؤوس نووية خلفت آثار سالبة علي البيئة البرية البحرية، عدم قدرة الدول الصناعية في التوصل إلي اتفاق في الحد من انبعاثات الغازات يمثل تحدي تواجه البشرية وعجز اخلاقي، وتعتبر وصمة عار تلاحق تلك الدول وذلك أن الغازات المتصاعدة الي الهواء الجوي لا تعرف الحدود الجغرافية لدول، لذا دول العالم الثالث هي الضحية لمشكلات بيئية وصحية كبيرة لم تساهم في ايجادها، زيادة السكان تعني زيادة حاجياتهم من السكن والكساء والدواء، والبيئة تمثل المصدر لتلك الحاجيات، فالإنسان من أجل تحقيق رغباته أستغل البيئة المحيطة به استغلال بشعا القي بظلال سالبة علي حياة الإنسان نفسه، فالتغييرات المناخية، قلة الأمطار، قلة التنوع الحيوي Biodiversity، التلوث البيئي، كلها نتائج طبيعية لاستخدام الإنسان غير المرشد للبيئة، فالحياة علي كوكب الارض أصبحت مهددة وذلك بالاستخدامات غير المتوازنة لعناصر البيئة، أن صياغة رؤية أساسية مشتركة حول كيفية تحدي الحفاظ على البيئة البشرية وتعزيزها، بالإضافة إلي رفع مستوى الوعي البيئي والمخاطر التي تحدق بالبشرية نتيجة للتدهور البيئة من واجبات المرحلة، ميثاق الأممالمتحدة حول البيئة 1972ظل حبيسا في منابرها ولم يري النور الي الدول النامية التي تعتبر الأكثر حفاظاً علي البيئة الطبيعية، وغدوتنا الكريم يحثنا بقوله: إذا قامت الساعة وكان بيد أحدكم فسيلة فليغرسها. فالحث علي الغرس من سبل المحافظة على البيئه. حامد عمري – كاتب وباحث [email protected]