كشف وزير النفط والطاقة السوداني، أمس السبت، عن دخول الخرطوم في محادثات مع محتجين لرفع حصار الميناء، الذي أوقف شحن نفط جنوب السودان ويهدد اقتصادي البلدين، وذلك وفقا لما جاء في "سبوتنك" عربي. وقال وزير النفط والطاقة السوداني، جادين علي عبيد، في مقابلة، إن "السلطات تحاول حل مشكلة إغلاق الميناء (بورتوسودان)"، حسبما ذكرت وكالة "بلومبيرج". وصرحت الوزارة ببيان في وقت لاحق يوم السبت، بأن السودان لم يتبق له سوى 10 أيام من احتياطيات الوقود، وقد يؤدي الحصار إلى إتلاف خطوط الأنابيب المهمة التي تصدر نفط جنوب السودان إذا لم تُحل الأزمة قريبا. أجبر المتظاهرون غير الراضين عن أجزاء من اتفاق السلام الذي تحاول الحكومة الانتقالية في السودان إبرامه مع المتمردين وحركات المعارضة، على وقف بعض عمليات الميناء على ساحل البحر الأحمر، مع تعذر تحميل نفط الجنوب على السفن. اتهم مستشار لرئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك، الجمعة، جهات مجهولة باستخدام تلك الاحتجاجات للإضرار بالاقتصاد والضغط على الحكومة الانتقالية التي تحكم بعد الإطاحة بالرئيس عمر البشير عام 2019. تصاعدت وتيرة الأحداث في ولايات شرق السودان، على خلفية إعلان قبائل البجا، إغلاق بعض المرافق الاستراتيجية والحيوية في المنطقة خلال الأيام القليلة الماضية. وأعلنت القبائل البيجاوية، في بيان نشر على حساب إعلام المجلس الأعلى لنظارات البجا والعموديات المستقلة، إغلاق الخط الناقل للبنزين من منطقة هيا، الواقعة شرقي السودان إلى العاصمة الخرطوم. كما أعلنت رفع حظر رحلات الطيران جزئيا إلى مطار بورتسودان أمام الحالات الإنسانية الطارئة لمدة ثلاثة أيام، اعتبارا من أمس الجمعة. وقال مستشار رئيس الوزراء ياسر عرمان، في بيان، إن وقف صادرات النفط "سيؤدي إلى خسائر اقتصادية كبيرة"، وقدر الأضرار المحتملة للتوقف المطول بأكثر من مليار دولار. من جانبه، قال عضو مجلس السيادة السوداني، الصديق تاور، في مقابلة مع "سبوتنيك" إن التصعيد من جانب المحتجين في شرق البلاد "غريب ومفتعل"، مؤكدا أنه لا يستبعد ضلوع أطراف خارجية وداخلية في تلك الأزمة. وأضاف تاور: "مازلنا ندعوهم للتفاوض حتى بعد أن خرج الاحتجاج عن السلمية ووصل إلى مرحلة تخريب الاقتصاد عن طريق تعطيل الميناء وخط الأنابيب الناقل والمطار، هذا يمثل نهج جديد في الممارسة السياسية وغير مقبول في كل الأحوال".