هبت المدارس الابتدائية وقتها في سبعينات القرن الماضي لجنى (لقيط) القطن حيث كان الإنتاج وفيرا يقابله قلة في الايدي العاملة فما كان من مدير مشروع الجزيرة وبالتنسيق مع وزارة التربية والتعليم الا وان تم اعلان التعبئة العامة لجميع المدارس في الريف لتلبية نداء الوطن ، وكان التنافس شريفا والتحفيز وقتيا واتت الحملة اكلها. هذا تكون المبادرات الإيجابية. ما نراه اليوم من تعطيل لحركة العمل والعالم ينظر الينا وهو في نمو وازدهار والوطن في نفس الوقت يعاني من أزمات واحدة تلو الأخرى ، وأيدي شبابية عاطلة لا يوجد لها برنامج سوى مسيرات ومظاهرات وتظاهرات وغناء ورقص… الخ وهكذا يلهون أولئك الهدامون هذه الطاقات . لقد اتتهم الفرصة ليحكموا ويجنوا ثمار الثورة الا انهم فشلوا فشلا زريعا (؟) ولم نر منهم شيئا يذكر ، بل ونشاهدهم على الشاشات بأفعال ومواقف وتصرفات لا تليق بمكانة الوطن How to put it وأخر يتناول(س) على مرأى من العالم والثالث والرابع والى اخرهم أتوا بأيدولوجيات لا تناسبنا ولا نعرفها وأصبحوا يتربصون بالوطن حتى سرقوا الثورة من امام اعيننا وانكشف المستور. لا شك ان الثورة حدث بالغ الضخامة والتأثير والانعكاسات على المستوي المحلي والإقليمي والدولي ويتسم باتساع نطاق المشاركة والمفاجأة وليس من السهل معالجة 30 عاما من خراب الإنقاذ بين ليلة وضحاها وان التغيير الجذري الى الأفضل سيشرق مع صباح اليوم التالي لسقوط النظام . صحيح أن هناك مرارة فوضى ما بعد الثورة ، لكن في المدى المتوسط والطويل هناك هواء الحرية والكرامة واحترام الذات فللنظر للمستقبل بوعى وادراك وان الوطن في حاجة الى تلاحم فالنعطي انفسنا استراحة للفترة المتبقية ونبنى أحزابا جديدة – بعيدة عن التقليدية – مستلهمة من روح الثورة افاق التغيير ومن التجارب ما يحفزها لبناء وطن يسع الجميع فالبلد خيراته ولله الحمد كثيرة تحتاج إدارة صادقة فاعلة فالشباب هم من يفجرها . حفظ الله الوطن [email protected]