المجتمعات ِ المريضة هي التي تقع ضحايا الحروبات، والأنظمة الأستبدادية ، والعنف بكل أشكاله ِ ، ونآتي الي أهم الأمراض التي استفحلت في المجتمع السوداني، وهي : العصبية ناتجة عن افكار رجعية، والقبيلية العنصرية، والجهل والتخلف؛ ولكنْ يبقي سؤال يطرح نفسه ُ، لماذا فشلنا في بناء دولة..؟؟ . لماذا فشلنا في تحقيق أستقرار أمني ، اقتصادي، سياسي …؟؟ . وتبقي ابجّديات الحكمة، أننا نعيش جذور ازمة أجتماعية في مقام ِ الأول، هذه الإزمة اصبحت سرطان في جسد الدولة وعدم خروجها من دائر الحكم الفردي والشمولي القاصر ، لذلك لا دولة في استمرار الأمراض … كيف نخرج آجيال قيادية من صلب مجتمع مريض؟؟ كيف نواجه الجهل والتطرف، والعنصرية ونحن لا نملك قيم التسامح …؟ ، كل هذا العبث الذي تمر به ِ البلاد هو أجهاض لكل الأمراض المزمنة التي غرسها المستعمر الأول وحتي حلقات الأستمعار المحلي من أنظمة أستخدمت الأمراض كي تحكم شعوب بلا وعي،، بلا توافق، بلا رؤية، تحكم شعوب متنازعة فيما بينها، شعوب تذهب الي الموت بلا انسانية، شعوب جرداء من كل شيء يلبس الأنسان ثيابه ِ كي يكون صالحاً للحياة … استفادت الأنظمة الشمولية في تقنين الجهل للمجتمع حتي يسهل التحكم فيه، ثمة الاعتماد علي الأدارة الاهلية كقواعد لها مهام الكسب السياسي والحشد وعزل الشعب بعيداً عن الحياة ليكون كالقطيع فقط ، وهنا اصبحت قيادات القبائل هي أس الأزمة في البنية الأجتماعية ، لذلك تعتمد قراءات من يريدون السيطرة علي الحكم أنهم ينظرون الي الشعب بدونية وجهّالة، لا ينظرون الي الشعب بأته ُ صاحب الراي والحق الذي يستحق الحماية والخدمات ، وهنا تبدد دالة الصراع بين الظلم الذي تمثله ُ دائر الحكم وبين الحق الذي يآخذ المجتمع بصورة ٍ عامة ، هذا هو نتيجة للظلم الذي يصاحب المجتمع في تدفع تكلفة اجيال متتالية بنفس المنوال ، وهكذا تسقط الشعوب؛ لانها لم تدرك معني الحياة ، لم تستفيد من الدروس القاسية والمتكررة، لم تفهم قيم التسامح ، لم تؤمن بالأختلاف والتنوع، كيف للشعوب مريضة حد النخاع. أن تبني بيتاً، او تبني وطن سليم، نحن كشعب لم نعيش الحياة بصورتها الطبيعية ولكننا ندفع أخطاء اللصوص، والعملاء، والظالميين، والأشرار، والمرتزقة ، كل ما جعلتهُ القوي أن يكون حكيماً علي الجهلاء … [email protected]