1- مقدمة :- في يوم الخميس 11/ ابريل عام 2019م ، وجد البرهان نفسه فجأة بلا مقدمات رئيسآ يحكم البلاد من دون غيره من القادة العسكريين ، وتم تفويضه من قبل رفقاء السلاح بشرط ان يكون عادلآ امينآ في حكمه ، وان يجنح للسلم وينشرالامن والامان في كل ربوع البلاد التي نكبت بالحروب والانقلابات ومعارك القبائل ، البرهان كان لزامآ ان يعرف ما هو واجب عليه تجاه شعبه الذي اكتوي بنيران الظلم والجبروت طوال ثلاثين عام بلا توقف … كان لزامآ عليه ان يقدر المسؤولية الملقاه علي عاتقه ، ويحافظ علي القسم الذي اداه في يوم 11/ ابريل بعد ان وضع اصابعه علي الكتاب الكريم. 2- لكن نسي نفسه في نشوة سكرة السلطة ، ان هناك شعب يحصي عليه تصرفاته وسلوكياته ، راح هذا الجنرال الجديد في السلطة منذ لحظة تسلمه زمام امور البلاد يرواغ ويبدل مواقفه عشرات المرات وانفرد باصدار قرارات فردية دون استشارة معاونية ، وقام بعزل مئات القادة العسكريين من جنرالات كانوا اصحاب كفاءات وخبرة ، وايضآ مدنيين كانوا هم ماكينة الخدمة المدنية ، اطاح في مدة قصيرة بحكومتين مختارة من قبل الشعب ليقوم هو بتشكيل حكومة تمشي علي هواه!!، لقد كان كل هم البرهان منذ ان استلم السلطة الي اليوم الامل الكبير في البقاء اطول فترة ممكنة بالحكم ، ولهذا السبب سعي جاهدآ في تفتيت وحدة الامة ونشر ثقافة التقتيل وجر القبائل الي ارتكاب المجازر ، واجبر المؤسسة العسكرية ان تكون اداة قمع وترهيب وتنكيل بالمتظاهرين الذين خرحون للشوارع مسالمين كل ما عندهم من ادوات التعبير لافتات واغصان الاشجار … لقد حكم البرهان البلاد (43) شهر باسلوب لا يختلف كثيرآ عن اسلوب ادولف هتلر النازي وموسيليني الايطالي ونيكولاي شاوشيسكو الروماني. 3- الشيء الذي فات علي البرهان انه قد تجاهل عن عمد حقيقة انه فعلآ لا يحكم السودان لا من قريب او بعيد!!، وانه رئيس (مهمش) الي حد لم تعرف البلاد لهذا التهميش مثيل من قبل ، فلا سمعنا او قرانا في كتب التاريخ ، انه كان هناك رئيس سوداني سابق تعرض الي مثل هذا الحال المذل!! . 4- (أ)- وكما قالوا في المثل "مَا بين غَمضَةِ عَينٍ وانتباهَتِها يُغيِّرُ اللهُ مِن حَالٍ إلى حالِ"، فجأة وجدنا رئيس جديد يحكم البلاد بدل عن الحالي المهمش الذي اصبح (…لا "يهش ولا ينش"، ولا يفك ولا يربط ، وكل ما يقوم بها من اعمال هي مقابلته لسفراء دول ووفود اجنبية جاءت لازالة الخلافات بين المدنيين والعسكر ، وفود جاءت ورجعت خائبة لبلادها بلا تحقيق اي قدر ولو قليل من النجاح بسبب الغباء والمعاندة من السلطة العسكرية الحاكمة التي يهمها في المقام الاول قبل كل شيء البقاء اطول مدة في الحكم). (ب)- وجدنا – ويا هول ما وجدنا- رئيس يحكم الان البلاد اسمه محمد حمدان دقلو "حميدتي"!!..اما كيف؟!! وبماذا صعد للسلطة؟!! فلا احد من الشعب يعرف خفايا واسرار صعوده من راعي ابل الي فريق أول الي قائد جيش خاص .. واخيرآ سيد البلد بلا منافس!!. 5- بعض الناس قالوا ان "حميدتي" عنده "كجور" قوي:- (الكجور ممارسة روحية منتشرة لدى قبائل أفريقية وفي السودان تمارسها قبائل النوبة في منطقة جبال النوبة، ولا تكتسب بالتعلم والموهبة وصاحب الكجور حسب ما يعتقده أهل النوبة هو شخص صالح قريب من الله وكل مايقوم به هو أن يطلب الشيء من الله فيحققه الله بواسطته واذا مات تنتقل روح الكجور إلى شخص آخر. وهناك أسطورة تقول أن الكجور هو في الأصل مخلوق سماوي أو هو الوسيط الروحي أو شخص تقمصته الأرواح وتعلقت به وأكسبته مقدرات خارقة كعلاج المرضى وإنجاح الزراعة والحماية من الأرواح الشريرة.)-. 6- اخرين قالوا، ان "حميدتي" عنده (حجاب كارب) شديد القوة يحقق له كل احلامه وامانيه. 7- فئة ثالثة استشهدوا بما في سُورَةُ آلِ عِمْرَانَ : الآية/ 37: ﴿إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾.. ومن قصص القران الكريم وكيف ان قدرة الله تعالي انه يرزق من يشاء ويعز من يشاء ويذل من يشاء .. ويؤتي الملك من يشاء وينزع الملك ممن يشاء ، بيده الملك وهو على كُلِّ شئ قَدِير. 8- مجموعة رابعة من المواطنين اكدو ، ان شخصية البرهان الباهتة وخلو شخصيته من (كاريزما) فيها الهيبة والقوة والكبرياء هي التي عجلت بنهاية حكم البرهان ، وان سطوع نجم "حميدتي" علي حساب افول نجم الرئيس "المهمش" كان اكبرعامل في نجاحه تسلم السلطة بلا انقلاب او اجبار البرهان علي التنحي. 9- وهناك من اكدوا ، ان "حميدتي" انتهز فرصة تدني مكانة البرهان محليآ وعالميآ ، وقفز لاستلام السلطة عملآ بالمثل المعروف : "إذا هبَّت رياحك فاغتنمها". 10- اما السؤال الصعب الذي لم نجد له اجابة هو : لماذا تعمد البرهان منذ لحظة استلامه السلطة عام 2019م وحتي اليوم – اي طوال مدة (1335) يوم – ان يهمش نفسه كثيرآ ، ويقلل من هيبته ويصعد "حميدتي" علي حسابه وبقية الجنرالات في المؤسسة العسكرية ؟!! . 11- واخيرآ اسال ، في ظل هذه المعطيات والحقائق التي وردت اعلاه ، هل اخطآ الجنرال/"حميدتي" ان يكون هو بالفعل رئيس البلاد بدل عن البرهان ؟!! .