1. في الحرب التي يرى البعض قدسيتها ، تهدمت مصانع واحتلت دور عبادة ، في هذه المعركة التي كان يمكن تفاديها ويرى أنها حتمية فقدنا المئات من القتلى حسب ما استطاعت الجهات الصحية أن تحصي والجثث تبحث عن من يقوم بسترها أو بالأحرى ستر عوراتنا نحن الذين اهدرناها في الحرب ، في هذه الحرب التي ظن قادتها وكورال المشجعين أنها حرب خاطفة لن تستمر الا لساعات تخرج بعدها كرنفالات انتصارهم الساحق خسر الاقتصاد السوداني مليارات الدولارات وسيخسر ضعفها ولو توقفت الحرب البارحة ، في هذه الحرب الخاطفة فقدنا الأقرباء وتبعثرت الأسر داخل وخارج السودان ، هذا النقاش الذي ارهقنا به حول عدم جدوي الحرب كان أولى به ايجاد صف مدني قوي لايقافها كان سينجح بالتاكيد في نزع مشروعيتها وإضعاف سندها الاجتماعي ، عموماً هذا النقاش سيكون ترفا بعد قليل إذا استمرت الحرب فهي منهجية البصيرة ام حمد كنا ذكر العديد من الناس لن تبقي (زير ) ولا بهيمة ، فلن تصبح حرب السودانيين حتي يحددوا مصيرها بل هي الحرب التي في السودان أو السوداناوات . 2. تأخذ نفس طويل قبل الكتابة عن انتهاكات الحرب حتى لا تخضع فقط للابتزاز ،وقد تحدثنا عنها منذ البداية ، هذه الحرب حافلة بالانتهاكات وكأنها نشأت بين دولتين لهم عداء مستحكم وليس جيش وطني وقوات اصطنعها لنفسه ليخوض بها حروب الداخل ، القتل هو ابشع الانتهاكات حيث يفقد الإنسان روحه في صراع سلطة وثروة ليس إلا ، والاغتصاب حيث يتم التعامل مع أجساد الناس باستباحة وكأنها ممارسات جيش غازي وفي هذا السياق فإن قوات الدعم السريع مسؤولة عن ما وثق من هذه الانتهاكات لا يجدي التعذر المستمر بوجود أطراف ترتدي زي الدعم السريع ، النهب للممتلكات واحتلال المنازل هذه انتهاكات لا مبرر لها ولا تسقط بالتقادم ولا يغطيها شعار محاربة الإسلام السياسي وتحقيق الديمقراطية ، علي صعيد آخر فإن قصف المدنيين بطيران القوات المسلحة وكان الانتصار في المعركة التي لن يحقق فيها أحد انتصار كامل هو الأهم لا حماية أرواح الناس ، فضيحة إضافية لهذه الحرب الحافلة بالإجرام دخول الحرب لشهرها الثاني ولا توجد ممرات آمنة للمدنيين ولم يلتزم طرف بهدنة واحدة مما تم الاتفاق عليه ، وجود مرصد وطني لهذه الانتهاكات وتوثيقها غاية في الأهمية حتي لا يفلت محرم من العقاب . 3. احتلال دار للعبادة للأخوة المسحيين اي دار الكنيسة الأسقفية بالعمارات شارع واحد من قبل قوات الدعم السريع .هذا انتهاك عظيم لحقوقهم في التعبد وهو أمر لا تقره حقوق انسان ولا دين ولا عرف اجتماعي ، وهو ما يجب أن ينتهي الآن وليس غداً . 4. هذا حرب لا منتصر فيها، ولا تحقق غاية، لن توحد الجيش ولن تحقق الديمقراطية، ونحن عندما نرفض الحرب نرفضها لأنها مسرح الانتهاكات الأعظم في تاريخ البشرية، فلامعنى لأن تطالب من يدعو لوقف الحرب بموقفه من الانتهاكات فقط لأن رفض الحرب هو في الأصل رفض لانتهاكاتها ، فقط لأنك تبحث عن جعله مساندا لموقفك أو تحشره في زاوية دعم الطرف الآخر هذه بؤس شديد، لا يعكس رفض حقيقي للانتهاكات بل هو استغلال لها لدعم موقفك في المحاججة البائسة . كلما توحدنا وارتفعت أصواتنا وأدوات عملنا في مقابلةكلما قللنا من آثارها وساهمنا في إيقافها ، تأخر الوقت ولكن لم تنتهي الفرصة بعد .