أحدهم مات في ساحات الوغى ليحمي شعب الجنينة المكلوم.. وأحدهم إختار الإختباء في البدروم مع جنرالاته المحاصرين بعد أن أثبتوا للعالم فشلهم السياسي والعسكري. رحم الله والي الجنينة الأستاذ خميس أبكر فقد أعطى البرهان درساً في الشجاعة والإقدام وبأن القائد الحقيقي لا يختبئ بل يموت بين جنوده ليحمي شعبه. لا تستطيع قوات الدعم السريع إنكار الحادثة فقد تم توثيقها بالصوت والصورة وإن كان لديهم رواية أخرى فليطالبوا بتحقيق دولي. على الشعب السوداني أن يعي أن الفرق بين الإبادة الجماعية التي كان يقودها نظام البشير في دارفور في العام 2003 لم تجد صورها وفيديوهاتها طريقها للشعب والعالم بسبب تحكم النظام البائد في وسائل الإعلام.. لكن ما يحدث الآن هو نقطة في بحر جرائم البشير والبرهان وميلشياتهم في دارفور فوجود الإنترنت الآن حسم الجدل وجعل الشعب السوداني يقف مذهولاً أمام ما يحدث في دارفور. هل بعد ذلك ثمة إصطفاف حول من يحملون السلاح ويعطلون بناء الدولة المدنية؟ هل أنت كمدني أعزل مازلت تريد إنتصار أحد الجانبين ليوجه سلاحه ضدك وضد أحلامك وأحلام الشعب السوداني؟ هل مازلت تقول بل بس ونعم للحرب وضد التفاوض والحل السلمي الذي سيفضي لإيقاف الحرب؟ سنظل نردد لا بديل لهذا العبث إلا دمج الجيوش وبناء المؤسسة العسكرية على عقيدة وطنية تحمي الدستور وتحمي الشعب. وتظل الورش الخاصة بالترتيبات الأمنية والتي نظمتها قوى الحرية والتغيير من أهم الورش التي مرت على تاريخ الشعب السوداني فإن لم تُحل مشكلة الأجهزة النظامية في السودان وتم حسم مسألة دمج الجيوش وهيكلة جهاز الأمن والشرطة فلا تحلموا بعالم سعيد.