«مبارك كان يمسح أحذيته بنفسه منذ أن كان نائبا للرئيس، وحتى رئاسته للجمهورية، وأنه كان يريد بأي وسيلة أن يسقط شقيقه سامي مبارك في انتخابات مجلس الشعب في الثمانينيات».. ذلك هو ملخص الحلقة الثامنة من شهادة الكاتب محمد حسنين هيكل على عصر الرئيس السابق حسني مبارك. وواصل هيكل مفاجآته، حول عصر الرئيس السابق حسني مبارك بعدما كشف عن اعجابه بأحذية الرؤساء، وكان يريد أن يعرف من أين يشترونها «هل جاهزة أم تفصيل؟» وأن مبارك كان يمسح أحذيته بنفسه منذ أن كان نائبا للرئيس، وحتى رئاسته للجمهورية، وأنه كان يريد بأي وسيلة أن يسقط شقيقه سامي مبارك، في انتخابات مجلس الشعب في الثمانينيات. وبدأ هيكل الحلقة الثامنة من كتابه الذي يحمل اسم «مبارك وزمانه من المنصة إلى الميدان» والتي تنشرها جريدة الشروق في عددها الصادر امس، قائلا إنه كان على قناعه بأن مبارك يستحق أن يأخذ فرصته كرئيس للجمهورية، بعدما اختلفت الآراء حوله منذ تكليفه بتولي مهام رئيس الجمهورية، خاصة أن البعض كان يريد تحميله أكثر من طاقته، والبعض الآخر كان مايزال واقفا عند بقايا حكاية البقرة الضاحكة، وإطلاق النكات على مبارك. وحين فتش هيكل في تاريخ مبارك، بعد توليه مسؤولية الرئاسة، ذكر الحديث الذي دار بينه أي هيكل وبين السفير جمال منصور، الذي كان وكيلا لوزارة الخارجية وقتها، وأحد الضباط الأحرار، وهو خال الدكتور عصام شرف رئيس مجلس الوزراء الأسبق. وقتها حكى السفير جمال منصور ل «هيكل» قائلا إنه التقى مبارك لأول مرة عندما كان يشغل منصب نائب الرئيس، وقد تم تكليف مبارك وقتها بنقل رسالة إلى الماريشال جوزيف بروز تيتو، رئيس يوغوسلافيا، وكان جمال منصور وقتها سفيرا لمصر في هذه الدولة، وأنه اصطحب مبارك في نقل الرسالة إلى «تيتو» بصفته السفير، ووقتها سأل مبارك منصور عن حذاء الرئيس اليوغوسلافي قائلا: هل تعرف من أين يأتي تيتو بأحذيته؟ وهل هي جاهزة أم تفصيل؟ ثم طلب منه مبارك أن يسأل أي شخص من حاشية الرئيس اليوغوسلافي من أين يشتري أحذيته! انتقل هيكل من الحديث عن «أحذية مبارك» إلى عبقرية الرئيس السابق في إدارة الانتخابات النيابيةعن ذلك يذكر هيكل أن مبارك كان قد كلف اللواء حسن أبوباشا، وزير الداخلية في عام 1984، بأن تدار العملية الانتخابية للبرلمان بطريقة تحول دون نجاح شقيقه سامي مبارك بأي طريقة، بحيث لا يتم ترشيحه على قوائم الحزب الوطني، أو حزب الوفد آنذاك، ووقتها قال مبارك لوزير داخليته «اتصرف». أضاف هيكل وفقا لرواية حسن أبوباشا أن مبارك وضع شقيقه سامي على رأس قائمة الممنوعين من دخول البرلمان، وأنه قال ذات يوم لوزير داخليته بنبرة حادة، وصوت مرتفع: «سامي موش هيدخل يعني موش هيدخل».