لم يتوقع الكثيرون ممن زاروا أرتريا لأول مرة أن يصابوا بحالة من الرعب والهستيريا، كتلك التي انتابت البعض عندما بدأت السيارة -التي تقل الوفد الفني المشارك في فعاليات الاحتفال باستقلال أرتريا- في الدوران عبر تلك المنعرجات الجبلية التي تحيط بمدينة أسمرا، ولعل هذا مادفع ببعض أعضاء الوفد ومن بينهم الزميل الصحفي عبد الباقي خالد للمطالبة بعودة السيارة للمدينة، ولعل هواجس عبد الباقي كانت طبيعية جداً في مثل تلك الرحلات السياحية التي بالرغم من جمالها إلا أنها كذلك تتسم بالكثير من الخطورة. والملاحظة المثيرة للدهشة والتعجب معاً هي أن تلك المنعرجات بالرغم من خطورتها تعيش بينها الكثير من الأسر الأرترية، ولعل هذا مادفع بمذيعة قناة النيل الأزرق (تسابيح) لمحاولة تنبيه أحد الأطفال الصغار الذين كانوا يقفون على حافة أحد المنعرجات، ليضحك السائق الأرتري المرافق للوفد ويخبرها بأنهم في أمان أكثر منها، بحكم خبرتهم في تلك المناطق الخطيرة التي ولدوا فيها. عموماً الرحلة بين منعرجات الجبال هناك تتسم بالكثير من الروعة التي تتقاسمها بعض ملامح الخطورة، ولعل أطرف تعليق دار خلال تلك الرحلة كان من أحد العازفين والذي قال: (والله ياجماعة كنا بنخاف من عقبة بورتسودان..جينا هنا لقيناها خور ساااكت مع الحاصل دا)..!!! السوداني