انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة امتلاك أكثر من شريحة وسط الطلاب الجامعيين، بالإضافة لشرائح دول عربية، بل أصبحت مظهراً من مظاهر التفاخر الاجتماعي، وسط هؤلاء الطلاب، ونجمت عنها الكثير من السلبيات.. (آخر لحظة) قامت بجولة استطلاعية وسط عدد من الطلاب، والخبراء، وأولياء الأمور، وخرجت بهذه الحصيلة فالى مضابط التحقيق: أربعة شرائح تقول شهرزاد ابراهيم بأنها تمتلك أربع شرائح لكل شركات الاتصال السودانية، بالاضافة لشريحة دول عربية للتواصل مع أمريكا وأهلها خارج السودان، وبقية الشرائح للتواصل مع الأصدقاء والأهل، و ترى بأنه لا يوجد أي نوع من الضرر من امتلاك الشخص لأكثر من شريحة كبقية الأصدقاء فيما قال مؤيد: إن سبب امتلاكه لأكثر من شريحة كي يكون مثل بقية زملائه وأصدقائه فقط، وإن لديه شرائح لم يستعملها حتى الآن، وأرجع امتلاكه عدداً من الشرائح، لأسعارها الزهيدة التي أصبحت في متناول يد الجميع. بسبب التعرفة ويرى معاذ محمد إن امتلاك عدد من الشرائح ليس كمظهر اجتماعي تفاخري، عازياً ذلك لارتفاع سعر التعرفة لبعض الشركات، وبالتالي من الضروري أن يكون لدى الشخص عدد من الشرائح. كان لابد لنا من معرفة آراء أولياء الأمور، ودورهم الرقابي للأبناء أثناء استعمال الهاتف، علماً بأن الشبكة العنكبوتية متاحة عبر الهاتف وهناك ما هو متاح وغير.. بداية أجمع عدد من أولياء الأمور بأنها زياد عبء اقتصادي جديد على الأسر في ظل الظروف المعيشية الصعبة مشيرين الى أنها تؤدي الى انجراف الأبناء وراء العديد من الظواهر السالبة، من غش، وتهرب وعدم التحصيل الأكاديمي وغيرها من المشاكل. انعدام الرقابة ويؤكد عبد الله حسن عبد الله على انعدام الدور الرقابي من قبل العديد من الأسر، مطالباً شركات الاتصالات بزيادة قيمة الشريحة، لتعجيز الطلاب عن شرائها مشيراً.. لقيامهم بتوفير ثمن الشريحة من قيمة المصروفات اليومية، والحرمان من تناول الطعام والشراب وغيره من احتياجات في سبيل الحصول على شريحة أو أكثر. وتقول سوسن عوض: إن تشديد الرقابة عليهم يجعلهم يذهبون الى مقاهي الانترنت المفتوحة، والغوص في عالم آخر، مطالبة الجهات المسؤولة بوضع القوانين الرادعة وتفعيلها على هذه الأماكن، وإجبار شركات الاتصال بتسهيل البيانات للمواطنين لتفادي الوقوع في الأخطاء. على الطرقات وأوضحت نوال أرصد: إن المشكلة ليست في الأسر، وإنما في شركات الاتصال التي أصبحت تطرح شرائحها على الطرقات، دون مراعاة لكثير من الظروف الاجتماعية النفسية والاقتصادية، لأن هدفها الأول والأخير الجانب الربحي ليس إلا. سلاح ذو حدين من جانبها قالت الأستاذة هناء البيلي مدير روضة الملاذ الآمن: إن ظاهرة اقتناء أو امتلاك أكثر من شريحة أصبحت (كموضة)، رغم الحاجة لها لتسهيل الكثير من المهام والأعباء، وليست هناك مشكلة في حالة استغلال الطلاب، ما هو ايجابي وليس الجانب السلبي، بالدخول في النت لاستخراج البحوث والمعلومات المفيدة، وهي سلاح ذو حدين.. مشيراً لانجراف أصحاب النفوس الضعيفة وراء السرقة، وارتكاب الجرائم، بواسطة تلك الشرائح وزادت.. إن الشركات تبحث عن الربح فقط، دون مراعاة لتلك الجوانب بل تقدم تسهيلات للزبون، بتوفير عدد من الباقات لكي يختار ما يناسبه، وفيما يتعلق بالجانب الاجتماعي، أكدت الأستاذة سلافة بسطاوي والباحثة والناشطة في مجال حماية الأسرة والطفل.. على الدور الكبير لوسائل الاتصال في حل مشاكل التواصل والاطمئنان وغيرها، من الكثير من الأعمال، موضحة أن امتلاك الطلاب لعدد من الشرائح يؤثر على الكثير من عاداتنا، وتقاليدنا، وتعاليم ديننا الحنيف، وقيام البعض بتصنيف الشرائح بحفظ بعض الأشياء الخاصة، والتي تتنافى مع قيمنا بالإضافة لتأثيرها على الاقتصاد، وعدم مراعاة الوقت والسهر بالساعات الطوال، مما يعرضهم للإرهاق وعدم التركيز، ومن ثم تأثيره على التحصيل الأكاديمي. ويقول دكتور محمد الناير الخبير الاقتصادي: إن الاتصالات في السودان عالية، رغم انخفاض أسعار أجهزة الموبايل ما بين 50-60 جنيهاً، وقيمة الشرائح الى 3 جنيهات، بهدف الانتشار الواسع، وزيادة عدد العملاء للدخول في البورصة، وزاد أن التعرفة في السودان تعتبر عالية على المستوى الطبيعي، ومن المفترض أن تتراجع القيمة علماً بأن السودانيين ينفقون 3 مليار دولار في الاتصال موضحاً بأنه يؤثر على الاقتصاد، مضيفاً أن متوسط مدة المكالمة أعلى مقارنة بمستوى العالم.. وقال إن هناك جهلاً واضحاً في عدم الترشيد.. أما بالنسبة للطلاب فتعتبر ميزانية مرهقة للأسر، وخصماً على المأكل والمشرب والملبس، بتحويلها للاتصالات التي لا معنى لها، وأكد دكتور الناير بأن هناك ظواهر سالبة كارتفاع مستوى الجريمة، وانتشار الشرائح بطريقة غريبة يهدد الأمن القومي، وعلى الأسر ارشاد أبنائها بامتلاك شريحة واحدة، بغرض الاستفادة منها، والشركات حرمت الطلاب من استغلال أوقات الراحة في المكالمات. آخر لحظة