أكدت مصادر نفطية، أمس، أن المؤسسة السودانية للنفط تسعى لشراء شحنتين من زيت الغاز للتسليم في تشرين الأول (أكتوبر) من السوق الفورية. وتريد المؤسسة تسلم الشحنة الأولى بين 19 و21 تشرين الأول (أكتوبر) والثانية بين 29 و31 من الشهر نفسه. وقالت المصادر إنه كان من المقرر بداية أن تغلق المناقصة في 27 آب (أغسطس)، لكن تقرر تمديد موعد الإغلاق إلى الثالث من أيلول (سبتمبر)، على أن تظل العروض سارية حتى الخامس من أيلول (سبتمبر). يُشار إلى أن خبراء توقعوا ألا يؤدي اتفاق النفط الذي تم التوصل إليه هذا الشهر بين السودان وجنوب السودان إلى حل سريع للأزمة الاقتصادية التي تعانيها الخرطوم، وأن يبقى مرتبطاً بالتقدم في المواضيع الأمنية. واتفق الجانبان على أن تدفع جوبا للخرطوم حزمة تصل إلى ثلاثة مليارات دولار، إضافة إلى رسم عن كل برميل من نفط الجنوب يعبر البنية التحتية للشمال ليصدر عبر مرفأ السودان. وقالت جوبا إن الرسم سيكون 9.48 دولار للبرميل. ولم تعلق الخرطوم على الرسم النهائي، لكن رئيس قسم العلوم السياسية في جامعة الخرطوم الشافي محمد المكي، قال إن الأرقام غير مشجعة "رغم أن أمراً ما هو أفضل من لا شيء". وأضاف "أعتقد أن الأزمة الاقتصادية جدية جداً. لا أعتقد أن هذا القدر من المال سيحل المشكلات". ويصعب أيضا تحديد القيمة الاقتصادية الحقيقية للصفقة لأن الأرقام التي أوردها الطرفان "موجهة إلى الجمهور المحلي" وفق مجدي الجزولي، الأستاذ في معهد الوادي المتصدّع، وهو منظمة أبحاث لا تبغي الربح. وشكل النفط محور التوتر والصعوبات الاقتصادية للسودان منذ انفصال الجنوب في تموز (يوليو) من العام الماضي، مقتطعاً معه نحو 75 في المائة من 470 ألف برميل كانت تنتجها البلاد يومياً قبل الانفصال. وفقدت الخرطوم بسبب خسارتها هذه الكمية أكثر من 85 في المئة من مداخيل صادراتها، التي وصلت إلى 7.5 مليار دولار في النصف الأول من 2011 وفق أرقام البنك الدولي.