أثبتت التجارب أن لقاحا لعلاج الملاريا أنتجته شركة غلاكسو سميث كلاين ووصفته بأنه سلاح جديد ضمن معركة اجتثاث المرض الفتاك لم يثبت فعاليته إلا بنسبة 30% عند إعطائه لأطفال أفارقة في تجربة إكلينيكية حاسمة. وتلقي هذه النتيجة المفاجئة المخيبة للآمال بظلال من الشك على مدى فاعلية هذا اللقاح في مكافحة هذا المرض الذي ينقله البعوض ويقتل مئات الآلاف من الأطفال سنويا. وقال بيل غيتس صاحب شركة مايكروسوفت الذي ساعد في تمويل إنتاج هذا اللقاح إن الأمر يتطلب توفير مزيد من المعلومات لتحديد كيفية استعمال اللقاح ومدى الفائدة المرجوة منه. وأضاف في بيان "جاءت نتائج كفاءة اللقاح دون المتوقع منه، غير أن تطوير لقاح لمكافحة طفيل من الأمور بالغة الصعوبة". وقال باحثون اليوم الجمعة إن نتائج التجربة النهائية من المشروع الذي تضمن 6537 طفلا تراوحت أعمارهم بين ستة أسابيع و12 أسبوعا أظهرت أن اللقاح يتسم بمستوى وقاية "متواضع"، إذ خفض من معاناة المصابين به بنسبة 30% مقارنة بالحصانة الكاملة في عينة مقارنة استرشادية. ورغم تواضع هذه النتيجة قالت شركة غلاكسو سميث كلاين البريطانية للمستحضرات الدوائية إنها ستمضي قدما في برامج تطوير اللقاح الذي يطلق عليه اسم (آر تي أس) أو موسكيريكس. وقال المدير التنفيذي أندرو ويتي إنه لا يزال يرى أنه سيكون أداة هامة في مكافحة الملاريا. ولا تتوقع الشركة جني أي أرباح كبيرة من اللقاح الذي لن يباع إلا في البلدان الفقيرة. وقال سميث بيركلي المدير التنفيذي لتحالف جافي الذي يتولى تمويل برامج التطعيم للدول الفقيرة لرويترز إنه يريد الاطلاع على بيانات في فترة أطول، بما في ذلك أثر الجرعات المنشطة وتحليل لكفاءة اللقاح. وتجيء هذه الانتكاسة بعد شهرين من نتائج محبطة مع لقاح ضد حمى الدنغ، وهو مرض ينقله البعوض أيضا. وستطرح تفاصيل التجربة الخاصة بالملاريا في مؤتمر طبي يعقد في كيب تاون وتنشر نتائجه إلكترونيا ضمن الدورية الطبية نيو إنغلاند جورنال أوف ميديسن.