السلطات التونسية تمنع مفكرا إسلاميا بتأسيس 'الجمعية الدولية للمسلمين القرآنيين' الداعية إلى مناهضة التكفير والتشدد وإعلاء التسامح والانفتاح. تونس - يقود المفكر الإسلامي محمد الطالبي وحيدا معركة ضد حكومة حركة النهضة بعد أن رفضت الترخيص له بتأسيس جمعية إسلامية رغم أنه قدم ملفا متكاملا وفق مقتضيات القانون. وخلال اليومين الأخيرين تحول الطالبي إلى نجم تتنافس وسائل الإعلام المحلية عليه بعد أن أعلن حربه ضد حكومة الحركة التي لا يتردد في وصفها بأنها "حركة سلفية من حيث المرجعية ومن حيث المنهج تهدد ممارسة الفكر الحر". ورفضت السلطات الترخيص للطالبي بتأسيس "الجمعية الدولية للمسلمين القرآنيين" بسبب ما قالت "وجود ثغرات قانونية". غير أن الطالبي اعتبر قرار الرفض "موقفا سياسيا من قبل حكومة النهضة وحلفائها ضد كل فكر حر". وأكد أن الجمعية التي "يستميت في الدفاع عن تأسيسها" هي "جمعية تهدف إلى مناهضة منطق التكفير والتشدد الديني الذين اجتاحا المجتمع التونسي وتعمل على إعلاء مبادئ الحرية والتسامح والانفتاح. ويعد الطالبي الذي تجاوز الثمانين من عمره أحد أبرز المفكرين التونسيين المتخصصين في الحضارة العربية الإسلامية. وخلال العامين الماضيين ما انفك الطالبي يهاجم النهضة محذرا من مشروعها الديني ومن خطورة فرض "التدين على الناس" معتبرا ذلك "تعارضا مع الإسلام الذي ترك للفرد حرية الإيمان وحرية الكفر". ويقول المفكر الإسلامي الذي يحظى بتقدير كبير في أوساط المثقفين والسياسيين إن رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي "ليس ديمقراطيا إنما هو استغل الديمقراطية لبناء دولة دينية تطبق الشريعة دون أن تكون له معرفة دقيقة وصحيحة بمفهوم الشريعة". ويرى الطالبي أن الشريعة هي نتاج اجتهادات فقهاء تفرقهم المذاهب والأحقاب الزمنية أكثر مما تجمعهم لذلك لا يمكن تطبيقها في المجتمع اليوم "والحال أنها فهم مخصوص ومحدود في الزمان والمكان".