كثيرة هي المعلومات المتوافرة للآباء والأمهات التي قد تساعدهم حين يقررون إنجاب طفلٍ، ولكن ما العمل حين لا يكون الطفل الأول لهما؟ رغم أن ولادة طفلٍ جديد تجلب الفرحة والإثارة، إلا أنها قد تقوّض شعور الأخ الأكبر بالأمان وتولد في داخله غضباً واستياءً من الفرد الجديد. نتيجة لذلك، وبالإضافة إلى الاهتمام بإنجاب طفلٍ جديد، لا بدّ من التركيز كذلك على تحضير بقية أفراد الأسرة. كتب الخبر: برونوين شارلتون من المهم أن تمنحي طفلك فرصة المشاركة في التفاصيل كافة وأن تحافظي على روتين حياته قدر المستطاع في الأسابيع التي تسبق ولادة المولود الجديد وتليها. جربي النصائح التالية: ● أجلي مناقشة أمر الطفل الجديد إلى حين ظهور علامات الحمل وفور ظهورها استخدمي رزنامة لتحديد الأيام أو حدثيه عن الطفل الجديد وكيف سيخرج إلى الحياة في فصلٍ معين (حين يصبح الطقس حاراً) أو في مرحلةٍ معينة (حين تفتح المدارس أبوابها بعد العطلة الصيفية). ● أفسحي المجال له ليسأل قدر ما يشاء عن الأمور التي تهمّه. ● فسري له عن الأمور التي ستترتب على الولادة: {ماما ستكون متعبة جداً}، {سيبكي الطفل الجديد ويُمضي وقته نائماً}. ● ادعي أقاربك واطلبي منهم أن يشاركوك صور ولادة أطفالهم وقصصهم وما لديهم من أشرطة مصورة تخلّد هذه الذكرى، فالأطفال يحبون الاستماع إلى قصص تروي تفاصيلهم حين كانوا أطفالاً. ● تجنبي التحولات الكبيرة كتغيير المسؤول عن رعايته أو نقله إلى سرير منفصل أو تدريبه على قضاء حاجته أو التخلص من لعبته المفضلة أو إرساله إلى الحضانة... في حال أردت أن يعيش طفلك تغيرات مماثلة لتسهلي على نفسك المهمة عند إنجاب طفلٍ آخر، حاولي أن تقومي بها في وقتٍ مبكر (بضعة أسابيع على الأقل) مخافة أن تنشأ صلة سلبية بين هذه التغييرات ووصول الطفل الجديد. ● حضري طفلك لغيابك لبضعة أيام عندما يحين موعد الولادة (مدة غيابك، من سيتولى رعايته وأين). يفهم طفلك مشاعرك من تصرفاتك. إن بدا عليك الحزن أو القلق، سيشعر بالتعاسة والقلق. ● استعملي الألعاب لمناقشة المشاعر والتغييرات التي تطرأ على الحياة مع وصول المولود الجديد، لا سيما إذا كان طفلك قد بدأ بالمشي. بعد الولادة اسمحي لطفلك بزيارتك في المستشفى ولقاء المولود الجديد بعد فترة وجيزة من ولادته ليشعر بأهمية الحدث العائلي. أما إذا كان يخاف من المستشفيات (رؤيتك ممددة على السرير بثوب المستشفيات أو الأشرطة تحيط بك)، انتظري إلى حين عودتك إلى المنزل ليتعرف إلى المولود الجديد. استفيدي أيضاً من النصائح التالية: ● حضري هدية وقدميها لطفلك حين يلتقي المولود الجديد على اعتبار أنه أحضرها معه. ● لا تقارني بينه وبين المولود الجديد (شقيقك أهدأ مما كنت أو كنت تبكي أكثر منه). ● لا تجزعي إن لم يعر طفلك اهتماماً للمولود الجديد، فعلاقات مشابهة تحتاج إلى بعض الوقت كي تنشأ وتتبلور. ● تقبلي احتمال ورود بعض المشاكل فهي أمرٌ طبيعي، دللي طفلك لبعض الوقت إن كان هذا ما يحتاج إليه. ● ذكري الزوار بضرورة الاهتمام بطفلك ومنحه الاهتمام الضروري، فقد يستاء حين يلاحظ اهتمام الآخرين بالمولود الجديد، لا سيما حين لا يتلقى منهم أي هدية. ● حاولي ألا تلومي المولود على الحدود الجديدة التي فُرِضت على حياتك ({ماما لا تستطيع أن تلعب معك لأنها سترضع الصغير} أو {ماما ستنظف للصغير وتغيّر حفاضته فما رأيك أن تقرأ قصتك لوحدك}) مخافة أن يستاء الطفل منه ويبتعد عنه. حاولي بدلاً من ذلك، أن تمنحيه فرصة المشاركة في الاهتمام بالطفل. ● امنحي أطفالك، إن كنت أماً لأكثر من طفلٍ، المشاركة في تحضير الحفاضة وقراءة قصص الأطفال وحمل الطفل وليس للمنافسة. ● ذكري طفلك بما يمكنه القيام به لأنه يكبر المولود الجديد في السنّ (تناول الطعام، اللعب بالألعاب، الخروج إلى الحديقة). ● تذكري أن تمضي مع طفلك وقتاً خاصاً وأن تعززي فكرة ما يتمتعون به من مهارات وقدرات لمساعدتك على القيام به (بعض المهمات الصغيرة في المنزل، المساعدة في تحضير الطعام). حلول أثبتت البحوث أن مرحلة نمو الطفل تؤثر على قدرتهم على تقبل مولود جديد في المنزل. يواجه الأطفال الذين تقلّ أعمارهم عن سنتين مشاكل أكبر لأنهم يحتاجون إلى الاهتمام والرعاية والحنان. ولا بدّ من الإشارة إلى أن تربية الأطفال ومساعدتهم على التأقلم مع الظروف الجديدة تبدو أصعب حين يسيطر الضغط على أجواء المنزل والعائلة. تذكري أن طفلك قد يلاعب أو يعانق المولود الجديد بخشونة في البداية فعلميه كيف يلاعبه ويقترب منه بلطف. ركزي على السلوك الإيجابي الذي يظهره الطفل إزاء المولود الجديد (أحب أن أراك تداعب ساق أخيك). الأهم من ذلك، لا تتركي مجالاً لليأس يسيطر عليك، لا سيما أن الجميع سيجد صعوبة في التكيّف خلال المرحلة الأولى.