عمرو خالد .. سطع في سماء الدعوة إلى الله في نهاية التسعينات، لقب ب"داعية الشباب" بعد أن أخذ بيد الكثير منهم إلى طريق الهداية ، واجه صعوبات في حياته دفعته إلى ترك وطنه لكنه لم يترك رسالته التي تميزت بالبساطة والقدرة إلى الوصول للقلوب. بدأ خطوات جديدة في حياته بعد حصوله منذ أيام قليلة على درجة الدكتوراة بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف من جامعة ويلز ببريطانيا عن أطروحته: "الإسلام والتعايش مع الآخر- دراسة حالة على المسلمين في بريطانيا". وقال خالد في حوار مع الاعلامي محمود سعد في برنامجه "وتلك الأيام" الذي بدأ أول حلقته على قناة" أزهري" الاثنين "إن هذه الرسالة فتحت أبواب كثير للدفاع عن الاسلام ونشر صورته الصحيحة أمام الغرب" . وأضاف"ما اكتسبته من الرسالة تعلُم طريقة تفكير جديدة تعتمد على خطوات متسلسلة تؤدي في النهاية للوصول إلى هدف ، وفي مجال الدعوة ستفدني في توصيل معاني هامة واساسية للشباب المصري والعربي". وشدد على أن رسالة الدكتوراة لن تغير طريقته في الخطاب الموجه للشباب ، ولكنها ستعطي خلفية ورؤية أكثر عمقا "، مؤكدا أنه "سيظل داعية يحاول اصلاح الشباب بترقيق القلوب وتوجيهم إلى مشروع تنموي ونهضوي". وأكد خالد على ضرورة تجديد الخطاب الديني بحيث يركز على احتياجات البلد مثل البطالة والمشاكل الاجتماعية والطلاق فأولويات الخطاب يجب ان ترتبط بأولويات احتياجات بلادنا ويعالج مشاكل الناس محنة ونعمة ويروى خالد رحلته من أجل الحصول على الدكتوارة التي بدأت منذ عام 2004 ، قائلا "لم يكن يدور في خيالي ان أعد رسالة الدكتوارة لكن ظروف خروجي من بلدي التي يعلمها الجميع منحتني الفرصة والوقت لمحاولة اكتساب ادوات علمية وشرعية تمكني من توصيل رسالة الاسلام للغرب الذي لا يستمع إلا لمن يمتلك أدوات علمية ". واضاف "كان والدي يشجعني بشدة للحصول على هذه الدرجة العلمية لقناعته بأنها ستمنحني الفرصة لمواجهات الانتقادات التي طالما وجهت لي بأني لا أملك سندات علمية كافية للعمل كداعية اسلامي ، فضلا عن اهتمامي القوي بتصحيح صورة الاسلام في الغرب". ولفت الداعية الاسلامي إلى أن "محنة" خروجه من بلده كانت "نعمة" للأحتكاك بالشباب الغربي ، قائلا "هذا ما منحني فرصة جيدة للحديث عن الاسلام فوسائل الاعلام والجرائد الغربية عندما تريد من أحد أن يتحدث عن الشباب العربي والاسلام فأنها تلجأ إلى 20 أو 30 شخصا باعتبارهم ذات ثقة ، ولله الحمد أنا واحد من هؤلاء لذا يجب استغلال هذه الفرصة وطرق كافة الابواب". وقال إنه قضى في الرسالة أكثر من ست سنوات نظرا لانشغاله بالكثير من الأهداف في حياته ، حيث كان مرتبط ببرنامج صناع الحياة الذي كان انطلاقه جديدة لدفع الشباب من أجل العمل على إعمار الارض ، وبرنامج على خطى الحبيب وباسمك نحيا وهي رسائل هامة ايضا يجب توجيها للاسلام". وعن سر اختيار جامعة "ويلز" لنيل درجة الدكتوارة أجاب " يوجد بهذه الجامعة أكبر مركز لمقارنة الأديان في أوروبا الذي أسسه رئيس الامارات الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ، لذا كان يجب عليا عندما أفكر في رسالة للتعايش مع الغرب أن تكون هذه الجامعة مناسبة لذلك". وأشار إلى أنه سيحاول في الفترة المقبلة عمل كثير من الابحاث لتوصيل رسالة الاسلام الصحيحة للغرب ، كما سيتم ترجمة رسالته التي ستنشر كمرجع هام في أغلب الجامعات الأجنبية باللغة العربية للاستفادة منها على المستوى العربي . فوضى الفضائيات وردا على سؤال بشأن رأيه في القنوات الفضائية الكثيرة التي ظهرت في الآونة الأخيرة ، أجاب خالد "بأن هناك فوضى في القنوات الفضائية باستثناء قنوات قليلة منها إقرأ والرسالة وقناة أزهري الذي يحملون فكر معتدل". وبرر خالد هذه الفوضى بأنها نابعة من "أحادية التفكير" ، قائلا "البعض يعتمد فكرة رأيي ولا توجد أراء أخرى ، أو ان من ليس معي فهو ضد الله". وتساءل خالد "لماذا يلجأ البعض الى التشنج والتعصب في الدعوة الاسلامية "، مشيرا إلى مقولة الإمام مالك "إذا وجدت من يدافع عن الحق يشتم فاعلم أنه معلول النية ، لان الحق لا يحتمل ذلك ، والحق عز وجل قال وجادلهم بالتي هي أحسن". ودعا خالد إلى ضرورة تجديد "الخطاب الديني" ليراعي احتياجات البلد والمجتمع واحتياجات الشباب ، فلابد من "مخاطبة الناس بما يحتاجون فنحن حاجة للتركيز على عمق الخطاب الديني". المحبة في الله وفي مداخلة تليفونية ، قالت الدكتورة عبلة الكحلاوي الاستاذ بجامعة الأزهر" هناك حاجة لترسيخ مبدأ المحبة في الله بين الناس" . وأشارت عبلة الكحلاوي إلى أن المحبة في الله بين الناس أساس ديني يجب اعادة صياغته وترسيخه ، لافتة إلى الاية الكريمة "وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُم" ، مشددة على الحاجة للتأليف بين القلوب .