* إعلام فريقي القمة لأول مرة أراه لا يفاخر أو يتاجر بمستوى الفريقين في أول لقاء جمع بينهما في تصفيات المجموعات للبطولة الأفريقية بل لأول مرة ينصرف الإعلام الأحمر والأزرق عن المباهاة وتفاخر كل منهما باللون الذي يعشقه دون أن يحمل أي منهما المسئولية للتحكيم. * نعم إعلام الفريقين لأول مرة يعترف بتواضع مستوى الفريقين ولا يسلم منه انتقاد لاعبي الفريقين وجهازهم الفني مما يطرح الكثير من الأسئلة هنا: * 1-أجمع المراقبون والفنيون بل وإعلام الفريقين أن كل منهما هيمن على واحد من شوطي المباراة، فهل الهيمنة على شوط واحد يحقق البطولة أم أن الكاف سيعدل قانون المنافسة لمباراة من شوط واحد؟ * 2-هل ما تبقى من زمن لحسم البطولة الأفريقية يمكن الفريقان من معالجة هذا التدني في المستوى بدعم الفريقين بلاعبين جدد في فترة التسجيلات، وهل سنشهد جديداً حقاً في التسجيلات، وقد ظللنا لأكثر من ربع قرن تهلل إداراتنا لمن يتم تسجيلهم لدعم وسد العجز في الفريقين والنتيجة في كل المواسم فشل ذريع لمن يدعم به الفريقان، فعلى ماذا نرفع سقف الأمل بتسجيلات لاعبين جدد والتاريخ يؤكد أن هذا ما ظلت تردده إدارات أنديتنا مدعومة بهرج إعلامي كبير، والحقيقة تؤكد (أنه لم يحدث أن نجح أحد من المحترفين الجدد، أجانب ومحليين ليغيروا من واقع الفريقين). * 3- حتى لو افترضنا وارتفع فينا سقف الأمل في أن تغير التسجيلات ودعم الفريقين بلاعبين جدد من واقع الفريقين المتردي فهل ما هو متاح من زمن البطولة يمكن أن يحقق طموحات الفريقين فينجحان في تغيير ثوبهم في فترة قصيرة؟ * 4- هل البيئة التي يعمل فيها المدربان على الفريقين تهيئ لهما المناخ المناسب أم أن كلاهما وإن تفاوتت نسبة الضغوط عليهما إلا أن كلاهما يعمل تحت ضغط نفسي إداري وإعلامي وجماهيري في كل مباراة بأمل أن يخرج دون مظاهرة وحملة إعلامية ضده؟. * 5- هل الأجواء الإدارية وما تعيشه من انعكاسات صراع المصالح الذي يعيشه اتحاد الكرة وضلوع إداراتي الفريقين في الصراع في حرب نارية أقوى من صراعهما في الملعب فكيف إذن ينصرف كل الاهتمام لمشاركة الفريقين في البطولة الأهم من كل هذه الصراعات حتى يحققا للسودان الفوز بالبطولة الأفريقية ورفع علم السودان في كأس العالم للأندية، ولو مرة واحدة؟. * 6- هل المناخ النفسي لإداريي ولاعبي الفريقين وجهازهم الفني يساعد على تحقيق البطولة الأفريقية وجميعهم تحت التهديد والضغط النفسي وهناك من يتربص بالإدارة وبأجهزة الفريقين الفنية، بل ولاعبي الفريقين خاصة من جانب سماسرة اللاعبين الذين يسخرون كل فترة التسجيلات لحسابهم بما نشهده من تغييرات في اللاعبين في كل فترة تسجيلات، حتى الذين سوقوهم ولم يكملوا موسماً واحداً أو أقصاها موسم فقط، فاين نحن من الأهلي المصري الذي يحتل أفضل مركز للأندية الأفريقية ولم يحدث في تاريخه أن ضم أكثر من ثلاثة لاعبين في موسم واحد كما أنه لا يقحمهم في الفرقة إلا بعد أن ينصهروا في الفريق حتى يتحقق لهم التجانس، وحتى لا يختلف شكل الفريق مع كل فترة تسجيلات، بعكس ما نشهده في قمتنا التي ترتدي ثوباً جديداً في كل فترة تسجيلات بعد أن خضعت الأندية لمصالح السماسرة الذين يتاجرون بلاعبين لا وجود لهم في سوق الاحتراف؟ * 7- وأخيراً هل جماهير الفريقين داعمة لهم من أجل تحقيق البطولة أم أنها خصماً عليهم عقب كل مباراة يتعادل أو يخسر فيها الفريق، مما يشكل ضغطاً سالباً على المدربين واللاعبين، بل والإداريين أنفسهم خاصة عندما تكون هناك معارضة إدارية في الفريق وهو ما لم يسلم منه الهلال والمريخ طوال السنوات الماضية؟. * خلاصة القول أننا في حاجة لمعجزة (أراها مستحيلة) لتضع حداً لهذه السلبيات العديدة التي أحكمت قبضتها على أهم منشط رياضة وانجرفت به من سيئ لأسوأ على كافة مستوياته. * عفواً سأكون سعيداً لو أن الواقع كذب هذا وإن كانت هذه أمنية أشبه بالمستحيلة ورغم ذلك أتمنى أن يكذب الواقع هذا الوضع المأساوي في أهم منشط جماهيري وقاري وعالمي فهل يتحقق المستحيل؟.