(بدءاً لابد أن أزف التهنئة للشعب السوداني ولكل المسلمين بالتهنئة بالعيد السعيد ولكم هو مؤسف أن يكون المسلمون – خاصة العرب- الأسوأ حالاً في العالم والمؤسف أكثر أن يكونوا هم أنفسهم المسؤولين عن ما يعانيه المسلمون من الطامعين في السلطة حباً في الجاه والمال ولنرفع أكفنا جميعاً في أن يكفي المسلمين شر الطامعين منهم في تحقيق مصالحهم الخاصة على حساب الإسلام وأمة المسلمين وليذكر هؤلاء أينما وجدوا أن يوم حساب الله سبحانه تعالى آت لا ريب فيه). أعود الآن لمسلسل الكرة السودانية التي تعيش أسوأ فترة في تاريخها ومسيرتها وهي مهددة بأن تدفع مطامع الصراع من أجل السلطة في وقت تواجه فيه ثلاثة أندية من قمة الكرة السودانية معارك البطولات الأفريقية ليصب هذا الصراع المؤسف أولاً على الانصراف عن الاهتمام بها وهي في أشد الحاجة لذلك والأخطر أن تكون مهددة بإقصاء من ينجح منهم من أن يواصل مسيرته من أجل السودان والكل يعلم أنه اليوم مهدد بالتجميد من الاتحاد الدولي لكرة القدم. ولكن دعونا نتوقف بشفافية مع هذه الأزمة التي تتهدد الكرة السودانية والتي إن تعاملنا معها بموضوعية بعيداً عن مصالح كل الأطراف الأفشل في مسيرة الكرة السودانية فإننا لابد أن تقتلنا الحسرة ونحن نرى الدولة التي يتعين عليها أن تكون الأحرص على الوطن ومصالحه ونفاجأ لأول مرة في مسيرة الرياضة أنها هي وليس أي جهة غيرها تسببت في خلق الأزمة والمؤسف أكثر هي التي تملك إنقاذ الكرة السودانية منها ولكنها تقف على أعلى مستوياتها موقف المتفرج بينما تؤكد الحقائق أن بعض مؤسساتها الرسمية والسياسية هي التي فجرت الأزمة وهي التي تبقي عليها لأمر يصعب فهمه طالما أن اتحاد المدهش ليس له قوة لينصب نفسه خصماً على الفيفا والتاريخ نفسه يشهد للدولة السودنية أنها شهدت خلال السنوات الماضية العديد من الأزمات التي تهددت السودان بالتجميد على مستوى اللجنة الأولمبية والاتحاد السوداني لكرة القدم وكانت الدولة التي لم تكن هي السبب في تفجر الأزمة كما هو الحال اليوم فإنها كانت الأحرص على مكانة السودان في خارطة الرياضة العالمية وتعمل بقوة على حسم أي مشكلات تتهدد السودان بالتجميد لدرجة أن تجمد قوانينها من أجل حل الأزمة حرصاً على بقاء السودان في المنظومة الدولية ولعل آخر هذه المواقف التي شهدناها تجميد وزير الرياضة السيد حاج ماجد سوار للقانون الذي يمنع البروف شداد وآخرين من الترشح لدورة ثالثة ورأينا كيف جمدت الدولة قانونها لتكفي السودان شر التجميد وهو ما حسب لها موقفاً إيجابياً استحقت عليه التهنئة، وكم من مشهد كهذا سبقه حيث عطلت الدولة قوانينها لتكفي السودان شر التجميد، فلماذا تتخذ هذا الموقف الآن؟ فكيف لنا إذن أن نشهد اليوم أغرب موقف للدولة التي عدلت قانونها لأول مرة في البرلمان وبتوقيع رئيس الجمهورية وسنت قانوناً يرفع رسمياً أي نص يخول لسلطة أن تتدخل في استقلالية الاتحاد، ولكن كيف لنا تحت ظل هذه الثورة التي شهدها قانون الرياضة لأول مرة نفاجأ بأن الدولة هي التي تصنع الأزمة يوم تدخلت بعض أجهزتها الرسمية غير المسؤولة عن الرياضة، حيث لم يكن هذا التدخل من الوزارة المختصة بالرياضة أو المفوضية واللتان رفع قانون 2016 سلطتهما عن التدخل؟. والمحبط أكثر ويصعب فهمه أن تدخلت مؤسسات رسمية وسياسية تابعة للنظام في شأن الاتحاد وتسبب تدخلها في أزمة تتهدد اليوم السودان بتجميده في الاتحاد وطرد فرقه الثلاث من المشاركة أفريقيا ومع ذلك فإن هذه الأجهزة الرسمية تقف موقف المتفرج وهي التي تسببت في تفجر الأزمة بما منحته من تميز لاتحاد غير معترف به دولياً، بل ومرفوض منها لعدم اعتمادها النظام الأساسي بجانب مخالفاته لقانون 2016 نفسه لكونه تم انتحاباه من جمعية تم عقدها في مخالفات واضحة مما فجر معركة بين الفيفا وهي أعلى سلطة محتصة باعتراف الدولة وبين مجموعة المدهش التي ما كان لها أن تمنح نفسها هذه القوة التي تتهدد بها السودان بالتجميد وبعنجهية وقوة لا سند لها غير انحياز وسكوت الدولة على ما تفتعله هذه المجموعة التي ما كان لصوتها أن يرتفع لولا أنها تعتمد على قوة وانحياز أجهزة تنفيذية وسياسية من مؤسسات الدولة لهذا أجد نفسي مجبراً لتوجيه سؤال مباشر للدولة: ما هو الذي ترمي إليه أعلى مؤسسات الدولة بهذا الموقف وهي تقف موقف المفترج بانتظار أن يصدر قرار – قادم لا محالة- بتجميد عضوية السودان في الفيفا وحرمان أنديته من مواصلة المسيرة في البطولات الأفريقية؟. ويبقى السؤال: كيف نشهد هذا من نفس الدولة التي جمدت قانونها الساري المفعول وله الحاكمية حرصاً على عضوية السودان في الفيفا في أكثر من سابقة واليوم هي التي تتهدد هذا الوجود في الفيفا رغم أنها لأول مرة رفعت يد الوزارة المختصة والمفوضية من التدخل في استقلالية الاتحاد التزاماً بشروط عضويتها في الفيفا تحت القانون، وثانياً الالتزام بدستورها الذي أكد على هذا باستقلالية الاتحادات والهيئات الرياضية الأعضاء في المنظمات الدولية؟. حقا إنه موقف يصعب فهمه والدافع إليه بل لا أملك إلا أن أختم وأقول (هذا زمانك يا مهازل فامرحى).