لو كان البنيان يبنى بالخيال لغطت الخرطوم ناطحات السحاب ولو أن الإنجازات تبنى بالوعود لكنا بين طليعة دول العالم في كل المجالات ولو أننا في الرياضة نتوج أبطال بالإسراف في التصريحات لتسيدنا الرياضة في العالم ولكننا نبني قصوراً من الوهم ولو أن ما يطلقه مسؤولونا من تصريحات يترجم عشرة في المائة منه لواقع لكنا من أسعد شعوب العالم. نحن دولة تجيد فن الأقوال، وعاجزون عن الأفعال ت صريحات جهازنا الفني وقيادات الاتحاد غطت أجهزة الإعلام مبشرين بالفتح الكبير وسحق غانا مع الرأفة ولما عدنا مكسوري الجناح تبارى المسؤولون في إطلاق التصريحات عن قلة المال سبب كشف الحال. وفي ذات الوقت نطالع تصريحات المسؤولين عن المدينة الرياضية كيف أن الدولة ممثلة في المالية اعتمدت لإكمال المدينة مائتي مليون دولار، والله بالدولار ولعام واحد ينتهي في 2014 فهل هي نفسها ذات المالية التي لم توفر للمنتخب الوطني الذي يلعب باسم السودان في تصفيات تؤهل لنهائيات كأس العالم وهي النهاية التي تخطط كل دولة لبلوغها إن استطاعت لذلك سبيلاً. هل هي نفسها وزارة مالية السودان والتي سافر منتخبها لهذه الملحمة وتخلف رئيس بعثته حتى يوفر لأعضائها النثريات. هل هي وزارة المالية نفسها التي عجزت عن توفير معسكر لإعداد من يرفع علم السودان في هذه المنافسة العالمية. هل هي نفس الدولة التي وفرت 17 مليار لتنظيم بطولة الشان لأضعف منتخبات أفريقيا شأناً من باب التظاهر والدعاية هل هي الدولة نفسها التي تقدم المليارات للهلال والمريخ إرضاءً لقاعدتهما الجماهيرية فأين إذن إرضاء شعب السودان كله الذي يلعب المنتخب باسمه وهل هي المفارقات في ما نشهده من مواقف ومظاهر احتفائية تتكلف المليارات تشككنا في أن كان العلم الذي يدافع عنه المنتخب ليس علم السودان. أما اتحادنا فالحديث عنه يطول، فمسؤولوه يتخذون من شح المال مبرراً لدرجة أن يعجزوا عن توفير نثريات البعثة ولكن هل حال المال يوماً دون سفرياتهم ونثرياتهم التي لا تنقطع لتمثيل السودان في الجمعيات والمؤتمرات فأيهما أولى بالمال المنتخب أم تحقيق المكاسب الإدارية وما جدوى هذه المكاسب إذا لم تقابلها نتائج في الملعب اتحادنا فيه شئ يحير، كما يقول الفنان، فكم من مرة عايشنا مؤتمرات صجفية واحتفاءات كبيرة بمليارات الرعاية وكم شهدنا مثله في الاحتفال بمليارات بث المباريات وكم من المليارات يحصدها الاتحاد من رسوم الشكوى والتسجيلات والطعون وكم من المليارات تعود للاتحاد من دخول المباريات فيمَ يصرف هذا المال إذن إذا كان المنتخب كما يقول المسؤولون عنه إنه يتيم فكيف يكون يتيماً وأبوه الاتحاد يتكسب المليارات من النشاط كل هذا شئ لا يصدق سواء من المالية أو الاتحاد فكلاهما نشهد لهما أوجه صرف لمبالغ ضخمة فيما هو دون المنتخب ومع هذا لا نسمع عن المنتخب الوطني إلا أنه شيخ المفلسين. ولعل السؤال الذي يحتاج لإجابة: أين دور الوزارة المختصة وهي التي تصدق للمنتخبات بالمشاركات الخارجية والتي شهدناها تعتذر عن التصديق لمشاركات خارجية لشح المال فلماذا تصدق للمنتخب الوطني لكرة القدم للمشاركة إذا لم توفر لهو المال أو تضمن أن الاتحاد نفسه يوفر المال لإعداده حرصاً على سمعة المنتخب والتي في النهاية سمعة بلد. هنا تكمن العلة حيث أن كل المعنيين بالمنتخب الوطني سواء على مستوى الدولة أو الوزارة المعنية أو زارة المالية ثم الاتحاد نفسه فالمنتخب كما يبدو ليس من أوليوياتهم لهذا وحرصاً على سمعة الوطن أوقفوا المشاركات الخارجية حتى تتوفر الإمكانات المادية كلمة أخيرة: من يصدق منكم التصريحات لينتظر نهاية عام 2014 ليشهد الاحتفاء بتكملة المدينة الرياضية آل مدينة رياضية آل وآل منتخب آل وفضوها سيرة. والله أقول لكم شوفوا لينا (سكاتة) حتى نرتاح من التصريحات.