* إن كان فريق السالمية الكويتي الذي تلقى هزيمة قاسية من المريخ قوياً أو ضعيفاً، وإن كانت دورة نادي الظفرة تنشيطية أو ودية أو "مضيعة زمن ساي" فإنها في النهاية مباريات تحضيرية تستفيد منها الفرق المشاركة بغض النظر عن من انهزم أو فاز أو حصل على الكأس، والأهم من كل هذا أن المريخ السوداني حقق فوزاً معنوياً مهماً وبعدد كبير من الأهداف ربما سيعيد ترتيب الأوراق في الفرقة الحمراء وسيعيد القليل من الثقة التي افتقدها أنصار الأحمر في الفترات الماضية جراء النتائج المخيبة التي ظلت تلازم مسيرته..!! * الكثيرون حاولوا تبخيس الانتصار الكبير للمريخ ذلك أنهم ينظرون إلى المباراة بمنظار الربح والخسارة في الملعب ومقارنة المستوى الذي ظهر به السالمية الكويتي بالتفوق الذي لازم مسيرة المريخ في المباراة وهم بذلك يرتدون "نظارات التعصب" وتمني سقوط الآخر للبحث عن شماتة جديدة "ومكاواة" أخرى تزحم حبر الزوايا بالسخرية التي ما قدمت شيئاً لنا ولا لهم ولا للكرة السودانية عموماً..!! * حتى وإن حقق المريخ كأس الدورة هذه فإنه لن يكون إنجازاً يحسب لهم ذلك أنها دورة رمضانية عادية وبسيطة حتى إن أهلها لا يحتفلون بها إلا لمجرد كونها "حركة تنشيطية" في هذا الشهر المبارك وإعداد للفريق لمرحلة مقبلة مهمة سواء في الدوري المحلي أو غيره من الاستحقاقات، ولو أن جمهور الكرة السودانية ونادي المريخ ينظرون إليها بغير هذه الزاوية فإنهم يظلمون فريقهم الكبير بالتواضع للحصول على كأس دورة رمضانية ويصنعون من حبتها قبة يحتفلون بكأسها وكأنه كأس دوري الأبطال أو الكونفدرالية..!! * التضخيم الذي يمارسه الإعلام الأحمر لهذه الدورة يخصم من قدر فريق كبير له اسمه وسمعته وتأريخه وجمهوره وهذه الآلة الإعلامية التي تبذل حبرها وصوتها لتصوير أن الحصول على هذه الكأس إنجازاً هو إعلام لا يعرف قدر فريقه ولا يفرق بين ألف الإنجاز وألف الإعداد لذلك فإن كل ما يثار عن دورة الظفرة الرمضانية هي مجرد "هلاويس" قابلة للزوال بزوال المؤثر..!! * على إعلام المريخ أن يركز على الحصول على كأس هذه البطولة ليس للحصول على الكأس فحسب وإنما للاستفادة من تبعات الدفعة المعنوية التي يمكن أن تصاحب هذا التتويج والالتفاف الذي يمكن أن يجده الفريق بعدها لمواصلة مشواره وإعداده للمرحلة المقبلة ولا نعني هنا بالتأكيد الدوري الممتاز أو كأس السودان وإنما تسخير الناتج للتمثيل الأفريقي القادم والتحديات الكبيرة التي تنتظر الأحمر في الموسم الجديد، ولعل التفاف القاعدة الجماهيرية حول الأحمر ستدعم مشواره وبالتالي تنعكس على المنتخب الوطني لأن عافية المنتخب في عافية القمة السودانية..!! * والحديث أعلاه ينطبق على الهلال بكل التفاصيل، فالهلال الكبير وممثل الكرة السودانية الشرس في البطولات الأفريقية يحتاج إلى وقفة عظيمة من أبنائه في ظل عدم الاستقرار الكبير الذي يعيشه الأزرق بعد إعلان عدم شرعية مجلسه وتباطؤ الوزير في اتخاذ القرار الحاسم بتكوين لجنة تسيير للنادي وفوضى الاستحقاقات للاعبين التي تسيطر على الأخبار هناك، وهو ما يستدعى الوقفة ليس من أجل الهلال فحسب، بل من أجل استعادة بعض العافية للكرة السودانية التي خرجت ولم تعد حتى الآن..!! * نخص بهذا الحديث القمة السودانية دون أن نغفل طموحات الخرطوم الوطني المجتهد ولا أحلام الأهلي شندي المتحفز ولا مريخ الفاشر الطموح ونأمل أن نشاهد صراعاً محتدماً على المراكز الأولى في الدوري الممتاز وأن تخطو الأندية خطوة إلى الأمام خروجاً من دائرة "جعجعة بلا طحين" لذلك سيبقى العشم كبيراً في أن يكون القادم أحلى وأجمل لمستقبلنا الرياضي..!! * هواة التبخيس هم آفة الكرة السودانية فلا تلقوا لهم بالاً..!! * وبالتوفيق للمريخ السوداني في دورة الظفرة الرمضانية..!! اللون الأزرق * ليالٍ مرت دون أن تستوعب أقلامنا الرحيل المر للزميل الأستاذ عبد المجيد عبد الرازق، وحين دهشة فإن انسكاب الحبر الأسود على خاصرة الورق يهدينا الحزن النبيل والصمت الجبان في حضرة قامة من قامات هذا الوطن المعطاء..!! * رحل الرجل الإنسان عبد المجيد عبد الرازق، وخلف إرثاً من الحيادية والروح الوطنية في زمن صار فيه التعصب هو السمة الأبرز للحصول على أعلى معدل من القراء والسيطرة على شباك التوزيع والقراءة..!! * اختار الراحل لنفسه طريقاً صعباً وآثر أن ينحاز إلى ضميره وضمير الأمة السودانية فكان العين التي نرى بها واليد العليا التي نمدها، والخطوة "الصاح" التي نمشيها في هذا الزمن "الملولو" فكان عبد المجيد كل هذا..!! * اختلفنا معه في الرأي أو اتفقنا فإن مجال الكتابة مساحة كبيرة للاختلاف أو التوافق، ولعله اختلف مع كثيرين فكان أدب الخلاف عنده مدرسة وعلم يدرس، لم يشتط أبداً أو يتعدى الحدود في رده على المختلفين معه ومن اختلف معهم فكان أدب الحوار والرد عنده متعة يدعمها المنطق البسيط بلا تكلف ولا فلسفة..!! * ولأن الحديث عن مجيدو لا تحتويه هذه المساحة الصغيرة فإنا نحتفظ بجميل احترامنا وتقديرنا له في دواخلنا، ونرفع الأكف بالدعاء في هذه الأيام المباركات من الشهر الفضيل بأن يكرم رب الكون نزله وأن يغسله بالماء والثلج والبرد وأن يوسع مرقده ويجعل قبره روضة من رياض الجنة..!! * اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعفو عنا وعنه برحمتك يا أرحم الراحمين..!! * وإن العين لتدمع وإن القلب ليحزن، وإنا لفراقك يا عبد المجيد لمحزونون ولا نقول إلا ما يرضي الله ورسوله..!! * إنا لله وإنا إليه راجعون..!! * اللهم تلك هي العشر الأواخر من الشهر الفضيل اللهم لا تجعل لنا فيها ذنباً إلا غفرته ولا حاجة لنا من حوائج الدنيا والآخرة إلا قضيتها، اللهم ارفع عنا البلاء والغلاء..!! * أقم صلاتك تستقيم حياتك..!! * صلي قبل أن يصلى عليك..!! * ولا شيء سوى اللون الأزرق..!!