* الحقائق «المرة»التي على أهل الإنقاذ تجرعها الآن كانت نتاج إعتداد كارثيّ بالرأي لا يماثله إلا إعتداد من إبليس برأيه - والعياذ بالله - أمام رب العالمين. * فهم كما إبليس تماماً بنوا إعتدادهم بالرأي هذا على استشعار عظمة في النفس «مخيفة!!» جهر بها يوماً أمامي أحد المشهورين بالتعالي منهم وهو«منجعص»في كرسيِّهِ الوثير دون أن يطرف له جفن .. * قال إن منسوبي الأحزاب المعارضة هم دون نظرائهم الاسلامويين : فهماً ، وعلماً ، وذكاءً .. * وعندما سألته عن الحيثيات التي بنى عليها إفتراضه ذاك أجابني إجابةً «إستاهلها» لحظتذاك بما اقترفت من خطأ فادح .. * فقد نسيت قبل أن أطرح السؤال أن أطوي «قنبورى»الذي كان يتمايل هبلاً فوق رأسي ، أو أن أمسح «ريالتي»التي كانت تسيل على جانبيّ فمي .. * ولو تركت لفطنتك عزيزي القاريء تخيل أية إجابة استعلائية متوقعة من تلقاء ذاك ال «منجعص!!»لما خطر بذهنك أبداً أنها قد تكون : «أهو كده» .. * وبدافع من تضخم الذات هذا أقصى أهل الانقاذ المعارضين من قضايا الوطن المصيرية كافة وهم يقولون لهم ولاشك في سرهم : «روحوا كده بلاش كلام فارغ معاكم» .. * و«راحوا كده»فعلاً أهل المعارضة بما أنّ نظرة الإنقاذ إليهم تم تلخيصها في عبارة «أهو كده» .. * ولكن حين أتي أوان مفاوضات نيفاشا استشعر المعارضون عظم القضية هذه المرة وسعوا إلى إشراكهم في مفاوضات قد تُفضي إلى تقسيم الوطن .. * وكلما طرق المعارضون هؤلاء باباً في إطار مساعيهم هذه فتح لهم من يصيح فى وجوهم تارةً : «نجوم السما أقربلكم» .. * وتارة ثانية :«تلقوها عند الغافل» .. * وثالثةً : «لما تلحسوا كوعكم» .. * وانزوت المعارضة بعيداً .. * وحتى في انزوائها هذا لم «ترحمها!!» الإنقاذ .. * فقد طفقت تقطيعاً في أوصالها .. * وتمزيقاً لكياناتها .. * واستدراجاً لكوادرها .. * وتضييقاً على أنشطتها .. * وفرك أهل الإنقاذ أيديهم أن أراحتهم «شطارتهم»من «شيء» اسمه معارضة .. * وحسبوا أن الساحة قد خلت لهم تماماً عدا شريكتهم الحركة الشعبية .. * ثم إلى حد ما الحركات الدارفورية .. * ونسوا في غمرة اعتدادهم بأنفسهم وذكائهم و«فهلوتهم»أن «اللعب»مع الحركة الشعبية قد يفضي في نهاية «الشوط» إلى الانفصال .. * وأن الانفصال هذا فضلاً عن ضياع البترول سوف يكون سُبَّة تاريخية على جبين نظامهم لن يمحوها «تزويق» سياسي ولو برعوا فيه براعة «خبراء تجميل» هوليوود في «تصليح!!»الوجوه .. * وحين انتبه «شُطّار»الإنقاذ بعد خراب سوبا إلى أن معبد وحدة البلاد القدسي سوف ينهار فوق رؤوسهم سعوا جاهدين إلى جرِّ رؤوس المعارضين إلى حيث يقفون حتى يتقاسم الجميع معاً وزر التفريط في وحدة البلاد هذه .. * فقد طالب «شاطر!!»قبل أيام أهل المعارضة بتحمل مسؤوليتهم التاريخية في هذه المرحلة الحرجة من عمر البلاد .. * وعاب «شاطر»ثانٍ على المعارضين هؤلاء الوقوف حسب وصفه موقف المتفرج .. * أما «الشاطر»الثالث «المنجعص»صاحب «أهو كده»فقد قال قولاً ظريفاً شبيهاً بقول القط عقب عجزه عن الوصول إلى اللبن الذي يشتهيه .. * فإذا كان القط قد قال : «هو أصلو مر» ويعني اللبن فقد قال المنجعص : «هم أصلاً عاجزين عن فعل أي شيء» .. * ونسي الشاطر هذا أن نظامه في المقابل هو«أصلاً» الذي تسبب في جعل المعارضة عاجزة عن الفعل السياسي بسبب منهج الإقصاء وسياسة «فرق تسد» .. * وحتى وإن لم تكن عاجزة المعارضة هذه فان من حق رموزها أن يردوا على الإنقاذ ، وقد طرقت هي بابهم هذه المرة ، بالأسلوب نفسه الذي اعتادوا عليه من تلقائها .. * من حقهم أن يقولوا لل «شطّار» : «لما تلحسوا كوعكم»