منذ تأسيسها فى عام 2003م، لم تمتد يد الإصلاح لها، حيث ظلت على حالها رغم تقدم إدارتها ومعلموها وكذلك طالباتها بالشكوى من تصدع المبانى، لدرجة أنها باتت تشكل خطورة كبيرة على حياة الطالبات والمعلمات.. إنها مدرسة الدويم الفنية الثانوية للبنات التى قامت على أنقاض داخليات مدرسة صفية الثانوية للبنات، حيث عانت هذه المدرسة ما عانت من إهمال وزراء التعليم وإدارات التعليم المتعاقبة، رغم المكاتبات والمناشدات التى رفعتها إدارة المدرسة خلال السنوات الماضية. «الصحافة» أخذت أوراقها وكاميرتها وتوجهت إلى المدرسة، وحقيقة فقد ألجمتنى المفاجأة بسبب المشهد المروع الذى رأيته، حيث تخيلت وللوهلة الأولى أننى فى غزة أو أفغانستان، وذلك لما لحق بها من دمار، وما يكسوها من بؤس وكآبة، إلا أن صوت مديرة المدرسة الذى جاء مرحبا بقدومى، أعادنى إلى الواقع، وتأكدت أننى داخل مدرسة الدويم الفنية الثانوية للبنات التى تقع فى قلب مدينة العلم والنور وفى مكان استراتيجى يضم العديد من المدارس. مديرة المدرسة الأستاذة نفيسة إمام، قدمت فى البدء سردا عن بدايات المدرسة ومراحل تطورها «الأكاديمى» طبعا، حيث قالت إن ميلاد هذه المدرسة يعود الفضل فيه بعد الله سبحانه وتعالى، إلى الأستاذ محمد الأمين كبر «الأمين العام الحالى للمركز القومى للمناهج»، مشيرةً إلى أنه ساهم كثيرا فى تأسيس هذه المدرسة، مشيرة إلى أنها الوحيدة على مستوى الولاية، وأبانت أن المدرسة تضم قسمين أحدهما يستوعب الطالبات اللائى نجحن فى امتحان الأساس وينلن فى الآخر شهادة فنية، والقسم الثانى للطالبات اللائى لم يجتزن امتحان الأساس ويحصلن على شهادة حرفية، وقالت إن المدرسة تدرس بالإضافة للمواد الأربع الأساسية مواد فنية وحرفية مثل، تاريخ الفنون، الطباعة، التصميم الفنى، التغذية، النسيج والصناعات الجلدية. وأضافت أن هنالك مواد مثل الفندقة والسياحة لم يعين لها معلم رغم المطالبات المتكررة من المدرسة، وقالت إن إدارة المدرسة تلجأ لحلول إسعافية لسد النقص، إلا ان الحل الجذرى يكمن فى تعيين معلمين من قبل إدارة التعليم. وأكدت السيدة المديرة أن إدارة المدرسة تعانى معاناة كبيرة من أجل القيام بدورها التعليمى، خاصة فى جانب توفير المواد التى تحتاج إليها الطالبات فى دراستهن، أما صيانة المبانى فقد قالت إنها فوق طاقة الإدارة، وتستوجب دعم الجهات الرسمية. وتحدثت بحسرة عن عدم اهتمام الجهات المختصة بالمدرسة، مشيرة إلى أنه لم يسبق لأى مسؤول أن زار المدرسة، وأنهم يعتمدون على الله ثم على الجهود الذاتية ومساهمات بعض الجهات الخيرية التى تكون أحيانا فى شكل أثاثات وبعض المعينات، وذكرت أنه رغم كل هذه المعاناة فقد ظلت المدرسة الفنية تحرز مراكز متقدمة على مستوى القطر، وسبق أن أحرزت اثنتان من طالباتها المركز الأول فى امتحانات الشهادة الفنية. وذكرت أن المدرسة تعانى مشكلة أخرى ظلت تتكرر سنويا وتؤرق مضاجعهم، وهى طلبات نقل الطالبات إلى المدارس الأكاديمية خلال العام الدراسى، بسبب عدم رغبة بعضهن فى المواصلة في المساق الفنى، الأمر الذى يعود لأسباب اجتماعية يكون الأهل وراءها، وقالت إن هذه مشكلة أساسية تعانيها المدرسة. واختتمت الأستاذة نفيسة إمام تصريحاتها ل «الصحافة» بتجديد مناشدة المسؤولين بالتربية والتعليم، وكذلك الجهات الخيرية بالدويم وغيرها، مد يد العون وإنقاذ المدرسة من السقوط، وحتى تنعم بناتهم بالاستقرار والأمان، الأمر الذي افتقدته المدرسة لسنوات طويلة. وحقيقة فإن وضع مدرسة الدويم الفنية الثانوية للبنات وضع مخجل ويحزُّ فى النفس، وعندما كنت داخل المدرسة قفزت إلى ذهنى عدة أسئلة وبإلحاح شديد، أولها هل يعلم المسؤولون بحال هذه المدرسة؟ والثانى هل وصل الإهمال لدرجة أن مدرسة بحالها يسقط جزء من مبانيها وما تبقى أصبح آيلا للسقوط، ولا يلتفت إليها لا وزير ولا معتمد ولا مدير تعليم ثانوى، ولا حتى ما يُسمى بلجنة تطوير المدينة؟ ونوجه الدعوة لمعتمد المحلية دكتور صلاح فراج لزيارة هذه المدرسة ليرى أن أرواح المئات من الطالبات فى خطر حقيقى يستوجب التحرك العاجل من سيادته. إن ما شاهدته من دمار وخراب بهذه المدرسة أمر محزن ويدخل الحسرة فى نفس أي إنسان، كما يؤكد مدى القصور الإدارى وعدم المتابعة من قبل المسؤولين فى التعليم الثانوى ووزارة التربية والتعليم بالولاية وتهميشهم للتعليم الفنى، علماً بأن المدرسة تقدم للمجتمع فتيات مصممات وماهرات يساهمن مساهمة كبيرة فى الارتقاء بالمجتمع، ولا نملك إلا أن نضم صوتنا إلى صوت مديرة المدرسة بأن ادركوا هذه المدرسة، وسارعوا إلى نجدة بناتنا وأخواتنا بصيانة مبانيها، تحركوا قبل فوات الأوان فالأمر لا يحتمل التأخير.