عفواً سبدرات، فلست المقصود وحدك دون غيرك من رفاق الشيوعية السابقين، سهولة الاسم وشيوعه هما ما فرضاه على العنوان أعلاه، ولولا ان التطويل في العناوين غير مستحب وخاصة في الصحافة لكان الافضل لنا ان نكتب مثلاً «شيوعية أمين حسن عمر» أو فلان أو علان ممن كانوا ناشطين في أقصى اليسار فدارت عليهم دورة الزمان وقذفت بهم تقلبات الطقس السياسي والقلق النفسي إلى أقصى اليمين، ولكن لا هم ولا أمين يصلح مع اسمائهم الاختصار الذي ربما يفضي إلى الارباك والالتباس مثلما يصلح مع اسم سبدرات الذي ما إن يتردد فلا يحتاج سامعه أو قارئه إلى «مفرزة» توضح له أن المقصود هو وزير العدل الحالي وليس سبدرات آخر سواه، علاوة على أن ما يزكيك هنا ويجعلك أفضل الشيوعيين السابقين الذين قلبوا وجه العملة هو انك قلت بملء الفم بلا مداراة أو مداهنة أو مصانعة انك لن تبصق على تاريخك وهذه شجاعة لم تتوفر للكثيرين من رفاقك الذين انتهجوا نهجك الاخير الذي بوّأك مكاناً علياً بين الإسلامويين، وذلك حقك واختيارك الذي لا ينبغي ان يبخسك إياه كائنا من كان، ولكن فقط نرى أن من واجبك وواجب أمين حسن عمر وغيركما ممن يعلم الناس شيوعيتهم السابقة و«اسلاميتهم» الحالية، أن تطلبوا من اخوتكم واخواتكم في الله ان يكفوا عن إحراجكم والتعريض بكم من حيث لا يدرون وذلك حين يصرون علي وصف بعض رفاقكم في الشيوعية الذين هجروها واختاروا وجهة اخرى غير التي اخترتموها، بالشيوعيين المندسين في تلك الجهات، فحالهم من حالكم وما يسري عليهم يسري عليكم، فهل أنتم أيضا شيوعيون مندسون في صفوف المؤتمر الوطني؟، وهب انكم كذلك فهل حزب المؤتمر الوطني بكل هذه الغفلة والسذاجة للدرجة التي تجعله يسلم امثالكم بعض شؤونه المهمة ويمكنكم من مفاصل بعض مهامه المفصلية، ما لاخوانكم يكيلون بمكيالين، احدهما للشيوعيين السابقين الذين انضموا إليهم، والآخر للآخرين الذين اختاروا غيرهم، فما لهم كيف يحكمون ولماذا لا يعدلون، فإن صدقت شيوعية عرمان حتى الآن، فلماذا لم تصدق شيوعية امين وكلاهما شيوعي سابق، هذا «كليشيه» قد باخ وعفى عليه الزمن مع كامل التقدير والاحترام لقيادات وأعضاء الحزب الشيوعي السوداني. المندس والمدسوس فعلا هو التقارير الأمنية المفبركة التي تجد طريقها للاندساس بين صفحات بعض الصحف واثير بعض الاذاعات والتلفزيونات وآخرها ما نُسب زورا لمنصور خالد في حق زميله ياسر عرمان على النحو الذي طالعه الناس في بعض الصحف معروفة الوجهة والاتجاه والتي سارعت إلى نشره رغم ثغراته الواضحة وضعفه المهني البائن الذي لا يخفي على محرر مبتدئي لا يعرف الفرق بين الخبر والدعاية السوداء، وذلك لسذاجة ما نُشر والذي لا يدل إلا على سذاجة معديه وناشريه، وقد تكاثر في الآونة الاخيرة نشر واذاعة مثل هذه التقارير الامنية المفضوحة والمكشوفة والتي تتصادم بل وتتقاطع مع ألف باء معايير وأخلاقيات النشر الصحفي لخدمة اغراض امنية واهداف سياسية بعيدة كل البعد عن اغراض واهداف ووظائف الصحافة، ومن سذاجة هذه التقارير الامنية التي تحاول عبثا ان تتمسح بمسوح الصحافة انها لم تتورع حتى عن المساس بأحد أعرف زملائنا الصحافيين بعلوم الصحافة وفنونها اكاديميا وعمليا، فكتبت عنه انه غادر الخرطوم إلى جهة سمتها مع آخرين صحافيين وسياسيين للتخابر والتخابث على امن الوطن واستقراره مع جهات أجنبية ترتب لاثارة القلاقل والمشاكل، في الوقت الذي لم يكن فيه هذا الزميل قد غادر الخرطوم ولو إلى مسقط رأسه الذي لا يبعد عنها سوى بضعة كيلو مترات، فتأمل في سذاجة الناشرين التي فاقت سذاجة من أعدوا هذا التقرير....