اذكر وقبل اجراء الاستفتاء الذي تم في السودان وقرر اهلنا في الجنوب الانفصال عن شمال السودان بأغلبية كبيرة وكبيرة جدا ما زال العالمون ببواطن الامور يحاولون معرفة خباياها وثناياه إلا ان الذي يحضرني وانا اكتب عن احداث مؤلمة ومؤسفة قام بها الجيش الشعبي لتحرير السودان ونتج عنها استشهاد اكثر من 20 من افراد قواتنا المسلحة كما تأذى منها بعض من قوات الاممالمتحدة التي كانت ترافق الجيش السوداني في رحلة رسمية، وقبل ان نتحدث عن هذه الجريمة البشعة، ارجو ان اذكر القارئ السوداني بأنه وعند اقتراب موعد الاستفتاء تحدثت اصوات كثيرة وبصوت عالٍ عن ضرورة تأخير هذا الاستفتاء لمدة مناسبة مع الضغط على الشريكين لحل جميع المشاكل المالية والحدودية التي كانت قائمة، واذكر ايضا مطالبة الجميع بالوصول الى نتائج محددة في كل المسائل العالقة بين الشمال والجنوب.. ولدهشة الجميع واستغرابهم فكان اول المعترضين على هذا الامر هي الولاياتالمتحدةالامريكية بقيادة اوباما والتي اصرت علي إجراء هذا الاستفتاء وهي على يقين تام بأن كل المشاكل العالقة ستحل حلا جذريا بين الشمال والجنوب، ولكن الوعد الامريكي تبخر في كثير من المواقف وفي كثير من المواقع التي لا يمكننا احصاءها الآن لأننا نتحدث عن موضوع الساعة وهو اعتداء الجيش الشعبي على قوات الجيش السوداني وقوات الاممالمتحدة لم تكن تتوقع مثل هذا الهجوم الذي تم.. ارجو ان انبه الاخوة في الحركة الشعبية ما كتبته انا عن ضرورة تدخل السيد الرئيس لارسال المؤن والمواد الغذائية التي كانت ترد من الشمال الى الجنوب ولست وحدي من كتب في هذا الموضوع لأن كثيرا من مفكري اهل السودان يعملون على سير العلاقات الاخوية بين الشمال والجنوب على الرغم من شعورهم بأن الاخوة في الحركة الشعبية والجيش الشعبي يتعاملون معنا بالمثل العربي الشهير (رمتني بدائها وانسلت) فكلما بدرت خروقات من الجيش الشعبي او الحركة بادر الاخوة في هاتين المؤسستين بالصاق التهم التي فعلوها بالجيش السوداني والمؤتمر الوطني وكنا نعلم ذلك تمام العلم ، ولكن كنا نأمل ايضا ان عامل الزمن سيحل مثل هذا ، كما ارجو ان انبه بأنه اذا استعر الحال على هذا المنوال فستفقد الحركة الشعبية تعاطف الكثيرين معها املا في خلق جسور الثقة بين الشمال والجنوب.. والحركة الشعبية عليها ان تعي بأن تصرفها هذا افقدها كثيرا من الاصدقا ءالذين كانوا يزينون كل ما تفعله الحركة بأنه حق ولو كان باطلا.. ولعل الولاياتالمتحدة الصديق الحميم للحركة وحامي حماها قد طلبت من حكومة الجنوب تقديم ايضاحات حول اطلاق النار الذي استهدف قوة اممية بالسودان والجيش السوداني بمنطقة أبيي..! ولعل الامين العام للامم المتحدة كان اكثر تطرفا في ادانة العدوان اذ وصف الهجوم الذي تم بالهجوم الإجرامي على القوات.. الجيش السوداني وقوات الاممالمتحدة.. ولعل قوى الاجماع الوطني التي استنكرت العودة الى الحرب بين الشمال والجنوب ودعت ، في بيانها، كافة الاطراف العمل على نزع فتيلها وابعادها عن المنطقة والبلاد، دون ذكر كلمة واحدة عن خطأ الجيش الشعبي للاعتداء على القوتين السودانيتين والاممية.. ان الجيش الشعبي قد تلقى الدرس المناسب الذي يستحقه وما زلنا نرجو ان تستقر الاحوال ولا تتطور الى دق طبول الحرب لأننا ما زلنا نأمل في ان تتعامل الحركة الشعبية مع الحكومة السودانية القائمة بشيء من الصدق والامانة، وكنا نعتقد ان قوى التحالف تعمل في هذا المضمار دون خلفيات سياسية او عقائدية لأن السودان في النهاية هو وطن الجميع واذا فرطنا فيه في هذه الظروف الدقيقة التي يمر بها فإننا نكون قد ارتكبنا خيانة عظمى ولا سيما فإني قد قرأت في الاسبوع الماضي اتصال احد قادة هذا التحالف بالدكتور خليل وعبدالواحد عارضاً عليهما رغبة التحالف في التعاون معهما من موقعهم الجديد في يوغندا لتحرير السودان من الاسلاميين ..! والله لا اجد وصفا مناسبا لهذه الحادثة ولا تفسيرا منطقيا لها ولكنها الخيانة التي رضعوا من ثديها منذ زمن الاتحاد السوفيتي ، إن مناشدتي للاخوة في الجنوب ان يتحلوا بالانضباط اللازم الذي يجنبهم الانزلاق الى قبل ما فعله الجيش الشعبي بالجيش السوداني والقوى الاممية... كما ارجو ان اشير بأن شجب كل من الاممالمتحدةوالولايات كان اقوى بكثير من شجب بعض المؤسسات الحزبية السودانية. على اي حال فإني ارجو مخلصا ان تتريث الحكومة فيما يجب اتخاذه وتضع في اعتبارها بأن من مصلحة السودان جميعه ان لا تقوم حرب اخرى لأن هذا من شأنه ان يعطل من المشاريع الاقتصادية والاجتماعية التي تتبناها الحكومة. ويعيدنا الى المربع الاول كما ارجو ان تعمل الحكومة بخطى واثقة بأي خطوات تقوم بها لأن معارضيها استغلوا قصة مراجعتها لبعض المواقف فأخذوا يغالطون بطريقة لا تتفق وهيبة الحكومة.. مصر يا أخت بلادي يا عزيزة: قبل ستة اسابيع من الآن وعند بدء تعاوني مع صحيفة الصحافة الغراء كتبت معلقا على الثورة المصرية واعتقال الرئيس مبارك وحبسه وقلت بأنني لا اطالب باستثناء احد اخطأ في حق مصر ،ولكنني لفت النظر الى ان الرئيس السابق محمد حسني مبارك بلغ ما بلغ من العمر وهو رئيس لأكبر دولة عربية ذات ثقافة واعراف متوارثة ورجوت من الاخوة الثوار في مصر ان يتعاملوا مع الرئيس السابق محمد حسني مبارك تعاملا هادئا الى ان يقدم للمحاكمة لتثبت ادانته او يبرأ ودعمت قولي هذا بأن مبارك رغم الاخطاء الكثيرة والكبيرة التي تمت في عهده إلا انه رجل قام بعدة انجازات قومية خاصة في حرب اكتوبر، طالبا ان يعامل المعاملة الهادئة وقد قرأت اليوم الاحد في صحيفة الصحافة الغراء بان طبيبا مصريا لم يشأ ان يذكر اسمه قال إن حالة مبارك الصحية مستقرة، إلا انه حالته تحتاج الى طبيب نفساني كما ان كثيرا من الاقلام طالبت بنقله الى سجن طره وهذا يخالف دعوتنا المخلصة بمعاملة الرجل معاملة تتفق مع ما قدمه في حرب اكتوبر وتقدمه في السن.. ولكن الشيء الذي اثارني هو ان محمد حسنين هيكل صرح بإحدى الصحف بان حسني مبارك لم يكن له اي دور في حرب اكتوبر الذي يعلم العالم اجمع بان الطيران الذي كان يقود سلاحه محمد حسني كان عنصرا فعالا في حسم هذه المعركة، وعاد هيكل فأشار بأن اسرائيل تعلم بأمر هذه الحرب وكأنما اراد ان يقول بأن الاسرائيليين والمغفور له بإذن الله محمد انور السادات كانا متفقين لأن ما قاله ليس له اي معنى غير هذا المعنى ولا يمكن للرئيس محمد انور السادات ان يزج بأخيه وكان يعمل طيارا فبلغني الشهادة من ربه انما قاله هيكل امر خطير وفطير ولم يوفق فيه لأنه انكر علي مصر انتصارها في حرب اكتوبر وهو يعلم تمام العلم بأن المرحوم جمال عبدالناصر قبل مبادرة روجرز وزير خارجية امريكا في ذلك الوقت ولم يتم له ما اراد فجاءت اكتوبر وانتزعت ارض مصر المحتلة انتزاعا ببطولة وشرف تدرس الآن في معظم المعاهد العسكرية. ولنعد الى موضوع الرئيس المخلوع مبارك فنحن كما اسلفت لا نطالب باستثنائه من المحاكمات والادانة ان وجد مذنبا ولكنني اذكر بأنه رئيس مصر ولا ينبغي ان يتعرض بما يتعرض له الآن واذكر بأن مبارك مهما فعل فلن يصل الى ربع ما فعله الملك فاروق الذي اعطته الثورة المصرية الضمان والامان وودعته القوات المسلحة الثائرة ب 22 طلقة وداعا له وسمحت له بأخذ كل ممتلكاته وحوائجه التي وضعها على ظهر الباخرة (المحروسة) والتي تملكها رغم انها باخرة حكومية كما سمحت الثورة المصرية للسفير الامريكي كافري ان يصطحب الملك فاروق الى ظهر الباخرة المحروسة والتي ودعه فيها كركون شرف قبل ان تغادر..! ومصر الثقافة ومصر الحضارة قامت بما قامت به حفاظا على سمعة الدولة وتجنبا للتحقيق في مخازي فاروق في ذلك الوقت.. وانا لا اطالب بمنحه باخرة او السماح للسفير الامريكي لتوديعه وانما اطلب طلبا بسيطا لا يؤثر على سير العدالة وهو ان نضع الاعتبارات والانجازات وسن هذا الرجل والتعامل معه في هدوء.. سير سير يا بشير...: سمعت نبأ من خلال اجهزة الاعلام ان الرئيس البشير صرح بأنه لا يعتزم ترشيح نفسه لرئاسة الجمهورية في المرة القادمة وتعليقا على ما جاء في هذا النبأ ارجو ان أوكد للمشير البشير بأنه ما عاد ملك نفسه وانما هو الآن ملك لهذا الشعب ولا مجال له ان ينفذ ما ذكره من عدم رغبته في الترشح فالإفادة او التصريح جاءت في وقت غير مناسب تركزت كل طموحات اهل السودان وتطلعاتهم في قيادته المتزنة الواعية النزيهة ومثل هذا التصريح في هذا الوقت سيصيب الكثير بالاحباط وعليه فإني ارجو من اخي عمر ان يعلم كما نعلم جميعا بأننا خدام لهذا الشعب وكلمة الشعب هي النافذة وهي الآمرة الناهية كما اذكره بأنه لا يعتبر في عداد (العواجيز) إياهم فما زال والحمد لله يتمتع بقوة في الذهن والجسد وعصاه تعرض عرضة شاب في دار جعل «ما شاء الله يا سيادة الرئيس»... كلمة لابد منها... الدكتور عبدالرحمن الخضر والي الخرطوم ومشكلة مياه الولاية..: الدكتور عبدالرحمن الخضر بدأ في ولاية الخرطوم بداية طيبة وبهمة ونشاط شديدين الا ان فصل الصيف جاء ليكشف عورات مياه الشرب حيث يحاول الدكتور عبدالرحمن جاهدا الا يغرق في شبر موية وارجو ان يتمكن من الاستفادة من معاونيه في هذا المجال وهم كثر لأنه من غير ذلك لا يستطيع ان يقوم بكل هذه الاعباء منفردا كما اذكره بأن مدينة امدرمان وبالاخص مدينة الثورة تعاني ما تعاني وقد اغفل ذكرها سهوا عندما عدد مناطق المعاناة وارجو ان اذكره بأن تشجير الشوارع يستهلك كميات كبيرة من المياه وكان في العهد الاستعماري تقوم عربات التانكرز بجلب المياه من النيل لري هذه الاشجار التي اصبحت ظاهرة ضرورية في ولايتك العامرة .. لا سيما وان الجميع مقتنعون بأنك تبذل قصارى الجهد لحل هذه الضوائق وفقكم الله لبذل المزيد من المجهودات التي تمكنكم من النجاح.. والله الموفق..