أصبح الفضاء الكونى عبارة عن قرية صغيرة بفضل وسائل الاتصال الحديثة، وقد انعكس ذلك بالطبع على المجال العلمى والبحث العلمى والذى أصبح له نتاج علمى غزير في كل يوم، مما جعل من الصعب على المكتبات التقليدية ومراكز المعلومات ملاحقته مهما كانت إمكانياتها وتوفيره لمجتمع المستفيدين. فجاءت المكتبات الرقمية نتيجة حتمية لثورة الاتصالات لتثبت المكتبات أنها قادرة على التكيف مع كافة التقانات الحديثة. وقد دعت عوامل عدة إلى ظهور الحاجة إلى المكتبة الرقمية (Digital library) أو بمعنى عام إلى ظهور الأشكال المرقمنة أو الالكترونية لمصادر المعلومات منها: ٭ الزيادة الهائلة والمضطردة في الإنتاج الفكرى الناتج عن البحوث العلمية في كل أرجاء العالم . ٭ التطور التقانى وثورة الاتصالات في العصر الحديث، وكثرة الاعتماد على الشبكات المعلوماتية والإنترنت في الحصول على المعلومات. ٭ الحاجة إلى تطوير الخدمات المقدمة من قبل المكتبات ومراكز المعلومات. ٭ الميزانيات المحدودة للمكتبات التقليدية. ٭ قلة الكوادر البشرية المؤهلة لإنجاز العمليات الفنية على وسائط المعلومات كالفهرسة والتصنيف. ٭ قلة المساحة اللازمة التى تمكن المكتبات من اقتناء كل ما يصدر من مطبوعات. ٭ الزيادة في تكاليف الطباعة مما جعل النشر التقليدى مهنة مكلفة مقارنة بالنشر الإلكترونى. ٭ تعريف المكتبات الرقمية: اختلفت الآراء وتعددت في تعريف المكتبات الرقمية فضلاً عن تسميتها أصلاً فهناك العديد من المسميات التى أطلقت على هذا النوع من المكتبات مثل المكتبة الإلكترونية (Electronic library)، والمكتبة الافتراضية (Vertual library)، ومكتبة بلا جدران (Library without walls)، والمكتبة الشبكية (Networked library)، هذا فضلاُ عن المكتبة الرقمية (Digital library). وتقوم كل هذه المكتبات على اختلاف مسمياتها على فكرة الاعتماد على استخدام أحدث ما توصلت إليه تقانات المعلومات والاتصالات وأعمال الحوسبة والبرمجة، وينصب اهتمامها على فكرة الاتاحة (Acces) والخدمة(Service) . ويعرّف عماد يوسف المكتبات الرقمية بأنها: «تلك المكتبات التى تتجه سياساتها نحو زيادة رصيدها من المصادر الرقمية، سواء المنتجة أصلاً في شكل رقمى أو التى تمّ تحويلها إلى الشكل الرقمى «المرقمنة»، وتتم عمليات ضبطها ببليوجرافياً وتنظيمها وصيانتها باستخدام نظام آلي متكامل يتيح أدوات وأساليب بحث واسترجاع لمختلف أنواع مصادرها، سواء على مستوى بدائل الوثائق «الميتاداتا Metadata» أو الوثائق نفسها «المحتوى»، ويتاح الولوج إلى مستودعاتها الداخلية والخارجية والاستفادة من خدماتها المختلفة عن طريق شبكة حواسيب محلية موسعة أو عبر الإنترنت. مميزات المكتبات الرقمية: تتميز المكتبات الرقمية عن المكتبات التقليدية في العديد من الأوجه منها: ٭ تتيح للباحث الوصول لمعلومات كثيرة في موضوع بحثه عن طريق الروابط النشطة للموضوع في أماكن أخرى باستخدام مميزات النصوص الفائقة (Hypertext) والوسائط المتعددة (Multimedia). ٭ توفير وقت وجهد الباحث بالولوج في الشبكة المعلوماتية والبحث عن مبتغاه. ٭ إمكانية المشاركة في المصادر الإلكترونية بين المكتبات، مما يمكن من قراءة الوثيقة أو استخدام مصدر المعلومات من أكثر من باحث في نفس الوقت. ٭ تسهيل عمليات الإعارة بين المكتبات ومؤسسات المعلومات المختلفة. ٭ القدرة على السيطرة على أوعية المعلومات والمصادر الإلكترونية، حيث يمكن تنظيم المعلومات وتخزينها بطرق دقيقة وبصورة فاعلة. ٭ مواكبة التقدم التقانى وثورة المعلومات واستغلالها في مجال المكتبات والمعلومات. ومع كل هذه المميزات لمثل هذا النوع من المكتبات، تبرز لها بعض الآراء عدداً من السلبيات تتمثل في: عدم موثوقية المعلومات الرقمية، وعدم امكانية الاعتماد عليها في البحث العلمى، كما تواجه المكتبات الرقمية مشكلات التقادم التقاني (Technological obsolescence) على مستوى البرمجيات والأجهزة والمعدات، كما تبرز مشكلة الحقوق الفكرية أو الملكية الفكرية لمصادر المعلومات الإلكترونية، ومشكلة الارتفاع النسبى في تكاليف إنشاء هذه المكتبات، مما يعوق انتشارها خاصة في الدول الفقيرة. يتبع [email protected]
