اعلن متحدث باسم الجيش الشعبي أمس، ان القوات المسلحة شنت ضربات جوية متكررة على مواقع تابعة له في ولاية الوحدة ،للسيطرة على حقول النفط بالولاية، وقتل ثلاثة اشخاص. وبينما وصف رئيس لجنة الشؤون الخارجية فى مجلس الشيوخ الأمريكي السيناتور جون كيري الوضع في جنوب كردفان ب»الخطير» ، ولكنه غير ميؤوس منه»، مبيناً ان «بامكان الطرفين ان يبدآ مجددا الشهر المقبل بتطبيق اتفاق السلام»، اكدت الاممالمتحدة أمس، ان ما يصل الى 40 ألف شخص فروا من القتال. وقال المتحدث باسم الجيش الشعبي ،العقيد فيليب اقويرو، ان طائرات سلاح الجو قصفت منطقة ياو بولاية الوحدة عدة مرات أمس الاول،وزعم ان»هذه المنطقة في عمق جنوب السودان ،وتنفيذ تلك الضربات يشكل تحركا من جانب الخرطوم للسيطرة على المنطقة وخلق حدود بالامر الواقع للسيطرة على حقولنا النفطية». واعلن اقويرو ،ان الجيش الشعبي في حالة «تأهب قصوى» ويعزز مواقعه الدفاعية متوجسا من قيام الشمال باجتياح للسيطرة على الحقول النفطية للجنوب. لكن بول غاتوت كول، الذي قاتلت مجموعته المتمردة الجيش الشعبي في الاشهر الاخيرة، اكد ان القصف استهدف قوات الجيش الشعبي الفارة من القتال في جنوب كردفان»، غير ان المتحدث نفى انخراط مجموعته في هذا القتال. كما ان المتحدثة باسم بعثة الاممالمتحدة بالسودان هوا جيانغ اكدت ان «المنطقة التي قصفتها الطائرات ليست داخل حدود الجنوب، ولكنها على الحدود بين الشمال والجنوب وهي منطقة لتجمع قوات الحركة الشعبية». من جهته، وصف رئيس لجنة الشؤون الخارجية فى مجلس الشيوخ الأمريكي السيناتور جون كيري الوضع في جنوب كردفان ب»الخطير» ولكن غير ميؤوس منه»، مبيناً ان «بامكان الطرفين ان يبدآ مجددا الشهر المقبل بتطبيق اتفاق السلام». وقال كيري فى بيان أورده راديو «سوا» الأمريكي أمس، إن» احتلال أبيي من قبل القوات المسلحة ونزوح عشرات آلاف من السكان يشكل خطرا على الانتقال السلمي لاستقلال الجنوب الشهر المقبل الذي يأمل الجميع أن يتم بسلاسة». وأشار إلى أنه يتوجب على الطرفين إيجاد حل لمنطقة أبيي ولمصادر التوتر الأخرى بينهما بمساعدة الأسرة الدولية، مطالبا بوجود أكبر للأمم المتحدة في أبيي وإجراء محادثات مباشرة بين قادة الطرفين وتسريع المساعدات الإنسانية. يأتى ذلك فى الوقت الذى أعلن فيه المتحدث باسم بعثة الأممالمتحدة قويدر زروق في السودان إن ما يزيد على 10 آلاف نازح بسبب القتال في ولاية جنوب كردفان تجمعوا قرب مجمع البعثة. واكد زروق، ان تقارير وردت عن قصف جوي وانه امكن سماع دوي قصف مدفعي قرب كادوقلي صباح أمس،وقال المتحدث «حدث هذا حسب معلوماتنا امس في ام دورين وام سرديبة وهيبان وسرف الجاموس». واضاف «سمع القصف العنيف ايضا قرب كادوقلي ومواقع اخرى في وقت مبكر هذا الصباح». وتدفق آلاف النازحين الفارين من الحرب في جنوب كردفان الى سوق واحياء الصالحين والسلام في مدينة الأبيض،وعبرت مئات العربات نحو الخرطوم،وغيرها من مدن السودان المختلفة. وكشف عدد من المواطنين ل «الصحافة»، عن حجم المأساة التى تعيشها المنطقة ،من انعدام المياه والاكل وانقطاع الكهرباء . و سيرت امانة المؤتمر الوطنى بشمال كردفان قافلة لكادوقلى ،واعلن وزير الشؤون الاجتماعية بشمال كردفان،الدكتور صلاح الدين الهادي،عن تكوين لجنة عليا لاغاثة الفارين. وفي السياق ذاته، أعلنت الاممالمتحدة أمس، ان ما يصل الى 40 ألف شخص فروا من القتال في ولاية جنوب كردفان بعد نحو أسبوع من الاشتباكات بين القوات المسلحة والجيش الشعبي. وقالت اليزابيث بايرز المتحدثة باسم مكتب الاممالمتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية للصحفيين في جنيف،ان نقاط تفتيش مسلحة أقيمت على الطرق الرئيسية داخل وحول كادوقلي ،موضحة انها تلقت تقارير عن «عمليات نهب للممتلكات واسعة النطاق» مستمرة منذ يوم الخميس،واضافت «من سكان كادوقلي الذين يقدر عددهم بنحو 60 ألف نسمة يعتقد الان ان بين 30 ألفا و40 ألفا فروا من المدينة». من ناحيته ،اكد روبرت كولفيل المتحدث باسم مفوضة الاممالمتحدة لحقوق الانسان، ان المنظمة تلقت «تقارير مقلقة للغاية عن ضحايا مدنيين وتشريد جماعي وأوضاع انسانية متدهورة»،واضاف أن موظفي حقوق الانسان على اتصال مع أطباء وكاهن في المنطقة زعموا أن عددا من المدنيين قتلوا او جرحوا في القتال وأن عمليات تفتيش تجري من منزل الى منزل في غرب كادقلي. وذكر شهود ان مدينة كادوقلي تشهد هدوءاً حذراً ،اذ سمع اطلاق نار متقطع صباح أمس ، ولا يزال الفارون من المدينة يعيشون وضعاً إنسانياً صعباً، وأُغلِقَ صباح امس مطار كادوقلي في وجه الملاحة الجوية ما أجبر إحدى المروحيات التابعة للامم المتحدة الهبوط اضرارياً خارج المطار.