انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة العنف الطلابي داخل الجامعات السودانية، مما تسبب في كثير من الظواهر السالبة، وخلق العديد من التوترات، في ظل التعديات وانتهاك الحريات وتفشي القبلية واشهار السلاح الأبيض، وهي لم تكن من الظواهر السائدة في الجامعات سابقاً. وفى استطلاع أجرته «الصحافة» مع بعض الطلاب واساتذة الجامعات عن هذه الظاهرة، قال الطالب محمد الامين من جامعة النيلين، ان ظاهرة العنف الطلابى من الظواهر السالبة الى لم تتعافَ منها الجامعات السودانية حتى الآن، وهذا يعنى ان العمل السياسى داخل الجامعات لم يرتق حتى الآن الى درجة يمكن أن يخرج فيها بتطور جديد فى النظرية السياسية فى السودان، وظل يعبر عن سلبيات العمل السياسى الذى يعتبر العنف أسوأ الوسائل فيه. وتمضى الطالبة زهراء محمد من جامعة السودان قائلة: لقد شهدت كثيرا من أعمال العنف فى الجامعة، ولم يكن هذا الأمر جيدا، بل يمثل ذاكرة سيئة بالنسبة لى، ولا اكون سعيدة عندما ارى زملائي واصدقائي وهم يتصارعون، وتسيل دماؤهم لمجرد اختلاف آرائهم السياسية، والا مر لا يقف عند ذلك، وفى كثير من الاحيان يمتد الى منشآت الجامعة التى عندما نفقدها نشعر بفارق كبير فى التحصيل الاكاديمى، ولا نجد من يعوض لنا ما نفقده. ويقول الدكتور طارق الشيخ عميد شؤون الطلاب بجامعة كردفان، إن ضعف الوعي الطلابي بأساليب الحوار المختلفة التي كانت سائدة في السابق، أحد مسببات العنف الطلابي بالجامعات السودانية، وقال يجب أن يمضي الطلاب في الحوار وفق أدبيات التسامح والعقل والمنطق والحجة بالحجة لدى شرائح الطلاب المختلفة، وقال إن ضعف العلاقات الإنسانية وقلة الوعي السياسي وافتقاد الكادر البشري الخطابي والتدريب وعدم وجود إرشاد، هي مسببات ظلت تعاني منها الجامعات في ظل عدم وجود التثقيف من القوى السياسية التي يمثلها الطلاب داخل الجامعات، وقال إن أركان النقاش تفتقد للأسلوب ولغة الحوار الموضوعات الجادة، وكلها تأتي بلغة الإسفاف. وأبان دكتور الشيخ أن الحوار السياسي في الجامعات وأركان النقاش والمنتديات تخلو من الطرح العميق والهادف. وقال إن بعض الجهات السياسية والأنظمة ظلت تتخذ ساحة الجامعات لتنفيذ أجندتها. ويذهب الدكتور محمد أحمد خير السيد أستاذ علم النفس بالجامعات السودانية، إلى أن مسببات العنف هي المراهقة والشباب والشخصية المندفعة والمضادة للمجتمع والمنحرفة وعامل البيئة والأسر، فضلاً عن الأجواء السياسية ونظام الحكم القائم على العدالة ومدى توفرها، وتركز السلطة والمال، وهي مسببات تفضي لمظاهر العنف، فضلاً عن الفقر والعوز، وان العنف السياسي لديه عدة معايير لتفشيه بالجامعات السودانية، مثل الاضطرابات واحداث الشغب. وأكد انه ربما تكون أحد الأهداف السياسية والاقتصادية والاجتماعية أو الفعل الديني والإجرامي، هي المعايير الثلاثة لطبيعة القوة التي تمارسه من الطلابي والعمالي والمؤسسي، وان الأساليب تأتي في الجامعات من جراء اللوائح الأكاديمية والقصور في الخدمات المقدمة للطالب، وعدم إتاحة الحريات الكافية، فضلاً عن ضعف الخطاب السياسي في كل الأنظمة، مما جعل الطالب يضيق ذرعاً عقب توجيه ألسنة النقد له. وقال إن معظم العنف يأتي دائماً ضد السلطة ومنشآت الجامعة والأساتذة والإدارة أو التنظيم السياسي المناوئ. وعزا انتشاره وسط الفئات العمرية الموجودة الآن، إلى قلة الخبرة التي نتجت عن السياسة غير الراشدة والسليمة، وانحياز إدارات الجامعات وفق موجهات الدولة والنظام الحاكم.