بعد قرار الوالي باستيراد بصات لترحيل المواطنين فى العاصمة، والتى قيل بأنها احضرت لتخفيف المعاناة عن كاهل المواطن، وبعد أن تم تحديد التعريفة والتى دار حولها حديث ولغط كثير نسبة لارتفاعها مقارنة بتعريفة الحافلات والتاكسي «الطراحة»، وقررت بمبلغ الفي جنيه للخطوط الطويلة «الكلاكلات والصحافات وام بدة وسوق ليبيا والثورات»، وبواحد جنيه اذا ركب الشخص من منتصف المسافة او من الخرطوم الشهداء. ولكن قبل ثلاثة ايام تفاجأ الركاب بزيادة في سعر التذكرة قيمة الواحد جنيه حيث ارتفعت الى اثنين جنيه، وحتى يتم تقنين وتبرير هذه الزيادة أطلق عليه البص السريع، ولا ندري ماذا يعنى بص سريع وما ضرورته، فهو ليست له طرق مخصصة او «هاى وى» او كوبرى معلق، وانما يسير فى نفس الطريق ونفس الزحام وجنبا الي جنب كل الدواب الحديدية التي احتشدت بها العاصمة، وليس هناك ما يميزه عن رفيقاته مواعين النقل الاخرى حتى يكون سريعا. والواقع انه ليس سريعاً وان لم يتوقف في بعض المحطات مثل البصات الاخرى. فيا سيادة والي الخرطوم نرجو أن نعلم من الذى فرض هذه الزيادة ذات التبريرات غير المقنعة؟ وفى مقابل ماذا فرضت؟ وانتم بالامس ملأتم السموات والارض حديثا ووعودا بتخفيف المعاناة عن المواطنين، وهل انت على علم يا سيد الوالى بهذه الزيادة وموافق عليها فى ظل الارتفاع الجنوني للاسعار فى هذه الايام؟ أم أن هذه الزيادة تصب فى خانة الزيادات التى أصبح المواطنون يتفاجأون بها عند كل صباح حينما يريدون شراء أية سلعة، ويجدون ان سعرها قد زاد عن الامس، دون أن يكون هناك حسيب او رقيب، كما أن هذه الزيادة ليس لها ما يبررها لأن أسعار الوقود لم تزد. واذكر أنني كنت احد ركاب بص الثورة بالوادى، وأعلم كمسارى البص الركاب بهذه الزيادة، فهاج وماج جميع من بالبص صغيرهم وكبيرهم، ورأيت حجم السخط والغضب الذى صدر عنهم، حتى انتهت رحلتى بود أورو وتركتهم وهم يواصلون سخطهم. والذى ملأنى حزنا وألما جماهير الطلاب والموظفين المصطفين على طول الشارع وهم يؤشرون للبص بالوقوف ولا يلتفت اليهم بحجة أنه سريع. وهذا مثال على القرارات غير المدروسة التى يبدو أنها توضع بليلٍ دون دراسة. أولاً: تزيد من معاناة المواطن. ثانياً: تستبعد فئة الطلاب حيث يمنعون من ركوب البص السريع لان قيمة التذكرة «2» جنيه، وعليهم انتظار البص العادى، وأصبح عدد البصات السريعة اكثر من البصات العادية، علما بأن الطلبة هم أكثر الفئات ارتباطاً بالمواعيد والاكثر حاجة للدعم والمساعدة. ثالثاً: هل يعقل ان تكون قيمة رحلة الموظف اوالعامل او الطالب أربعة جنيهات فى اليوم ذهابا وإيابا؟ رابعاً: الزيادة التي وضعت دون مبرر، وسبقها حديث بأن هذه البصات «خسرانة» ويا دوبك تكفى مرتبات الموظفين العاملين بها، وحتى أذا سلمنا جدلا بأن هذا صحيح، فيمكن لولاية الخرطوم ان تدعم هذه البصات بهدف تخفيف المعاناة عن المواطنين. خامساً: الخوف من أن تكون هذه الزيادة مؤشراً الى انها في طريقها للتعميم لتشمل كل البصات سريعة وغير سريعة.