عندما تتقطع السبل.. وتفصل المسافات بين الناس.. وتحول الانهار دون التواصل بينهم.. فاننا نشيد الجسور وصلا بين عالمين كان من الصعب الجمع بينهما .. واشتهرت الجسور بقصص الحب.. والحب يبنى علي عطاء بلا حدود .. وبعيدا في جهة الشرق على تخوم البلاد في ولايتي كسلاوالقضارف.. نشأت قصة حب بين ولايتين قامت على أعمدة جسرين ربطا على شغاف قلبيهما.. انها قصة عطاء بلا من او اذى.. اذ آثرت كل ولاية الأخرى على نفسها وبها خصاصة.. «الصحافة » كانت هناك ترى بعين المحبة وتنصت بالايثار لقصة جسرين. على المرتفعات العالية والمنحدرة للمنطقة الشرقية يجري نهرا عطبرة وستيت.. وعلى ارض الفشقة يقتربان من بعضهما مسافة اقصر من مدي بصر الانسان .. هنا تجري انشطة بناء سد اعالي عطبرة وستيت التي استلزمت بناء جسرين للتعجيل ببناء المشروع.. شيد الجسران خلال 6 اشهر فقط في انجاز حقيقي بطول 200 متر وعرض 12 مترا.. التقينا بأحمد ابو طالب «سائق» واوضح لنا ان قيام الجسرين اسهما في تقليل زمن رحلته من محلية ود الحليو بولاية كسلا الى محلية الفشقة، من عشر ساعات الى نصف ساعة. واكد ابو طالب انه كان يجد العقبات في عبور النهرين خصوصا فترة الخريف، وضياع وقت طويل في انتظار المعديات. وعلى الضفة الاخرى لنهر اعالي عطبرة التقينا باحد الرعاة، الامين بشارة الذي أوضح انهم كانوا يعانون قبل قيام الجسرين في نقل ماشيتهم بين الضفتين، خصوصاً عند نقصان حشائش المراعي بإحدى الضفتين، مؤكداً أن الجسرين ساهما في زيادة اوزان ماشيتهم وجمال منظرها. وأبانت لنا السُّرة «53 عاماً» وتعمل قابلة قانونية، أنها كانت تجازف بحياتها كثيرا في عبور النهرين في موسم الخريف لإنقاذ حياة امرأة بإحدى القرى المتناثرة بالمنطقة، موضحة أن الصعوبة نفسها تواجهها في موسم الصيف، فعبور النهر مجازفة في حد ذاته. تركناهم خلفنا وهم يستعيدون حياتهم من جديد، بعد ان كانت من الصعوبة بمكان.. وفي اعينهم رؤى المستقبل بعد اكتمال السد .. وعندها ستحظي ولاية القضارف بالكهرباء ومياه الشرب الصالحة وازدهار اسواقها، وتتحمل عبء الترحيل للقرى المتأثرة .. بينما تنال ولاية كسلا مياه خزان خشم القربة وزراعة اكثر من مليون فدان جديدة .. بالفعل أنها من قصص الحب النادرة المبنية على العطاء، وجمع بين قلوب محبيها جسرا أعالي عطبرة وستيت.