ارتبطت سعة الخيال بمقدرة الانسان خاصة لدى الاطفال فى دول العالم الثالث الذين يجيدون قهر شح الامكانيات بخيال خصيب .. واطفال السودان مشهود لهم بالمقدرة الفائقة فى التغلب على كل الظروف التي تواجههم . واغلب العاب اطفالنا تكون ناتجة من البيئة المحلية التي يعيشون فيها ومازالت ذاكرة الناس تحن الى ايام الطفولة والالعاب التي يخترعونها من المواد القريبة منهم ، فهناك الالعاب المصنوعة من الصفيح والتي يحصل عليها الاطفال من علب الصلصة و الالبان المجففة ويحولون تلك الرقائق التي انتهت مهمتها الى تحف فنية تضاهي من ناحية الشكل و المضمون عربات اللواري والبكاسي والشاحنات الثقيلة والدراجات ونجد الاطفال يصنعون اشكالا للحيوانات من الطين والصلصال تكاد تنطق من ناحية الشكل على نفس هيئة الافيال والاسود والطيور . وفي كثير من الاحيان لا يحتاج الاطفال الى زمن او مبالغ نقدية لتحويل احلامهم الى واقع ملموس يعيشونه وهذ الوضع يتجلى في عدد من الالعاب التي يخترعونها حسب حاجاتهم وظروفهم ، وفي الصورة اطفال من حي ابو شريف الشعبي بمدينة كوستي يطوعون ابسط الخامات ويؤرجحون بايديهم حبال الافتقار الى متنزهات ويحولونها بأيدي ساحر الى حقيقة يلعبون بها باستخدام حبل وسرير وثلاثة اعواد من اقرب راكوبة بمنازلهم .. ويتحدون بها اضخم ملاهي الخرطوم والتي يتطلب الدخول اليها تذكرة واستخدام الالعاب مبالغ اضافية .