٭ عدد كبير ومقدر من المهمومين بشأن هذا الوطن بصورة عامة ومسألة التعليم والتربية على وجه الخصوص.. يعيشون مشاعر القلق والخوف والغيرة على مسيرة العملية التربوية وظلوا يعبرون عن هذا الاحساس منذ المؤتمر التعليمي الذي عقد في التسعينات لثماني سنوات مع تغيير المناهج.. وقرارات فتح جامعات جديدة بالصورة التي نرى. ٭ وطوال السنوات الماضية كثرت موجات القلق والشفقة على مسار التعليم لا سيما في مرحلة الأساس... الكل يتحدث عن ضعف المستوى وعدم مقدرة الصغار على استيعاب المناهج الطويلة. وانتجت التجربة ظاهرات جديدة لم تكن متجذرة في مناخ السودان التربوي ظاهرة الدروس الخصوصية.. ذلك لأن مستويات الذكاء عند الأطفال متفاوتة ومناخات الأسر متفاوتة وأوقات الآباء والأمهات في مساعدة الأطفال في المراجعة والتحفيظ متفاوتة.. والمقدرة على الاتيان بالمدرسين الخصوصيين تكاد تكون منعدمة تماماً فغول الغلاء يقضي على الأخضر واليابس من امكانيات الأسر?مهما كان مستوى دخلها. ٭ هذه معضلة ظلت متفاقمة وجعلت الكثير من الندوات وحلقات التدارس تشير إلى أهمية تقييم التجربة وكلها اشارت إلى أهمية اعادة النظر في السلم ثماني سنوات.. من ضمن الذين اهتموا بهذه المسألة الاتحاد العام للطلاب السودانيين.. اتحاد الانقاذ واجروا استبياناً وسط معلمين وخبراء تربية وعلماء اجتماع فكيف كانت النتيجة.. أكثر من 60 في المائة قالوا بالرجوع للسلم القديم يعني: ست سنوات أساس ، ثلاث سنوات متوسط، ثلاث سنوات ثانوي.. و23 في المائة قالوا: ثماني سنوات للأساس، وأربع سنوات للثانوي.. و5 في المائة قالوا : تسع سنوات للأ?اس، وثلاث سنوات للثانوي. ٭ وكلما كثرت اثارة هذا الموضوع وعقدت بشأنه حلقات الدراسة تفاءل الناس وتطلعوا لعمليات التصحيح والاصلاح فالأمر يهم مستقبل المعرفة وتوظيفها لبناء مستقبل الأجيال وبالتالي مستقبل السودان. ٭ وذات العدد المهموم بالعملية التربوية تابع باهتمام كل المناقشات والاستبيان وغيره.. فالكل كان يدرك مخاطر مرحلة الأساس بسنواتها الثماني فقد كانت معضلة أسألوا عنها المعلمين والمعلمات أنفسهم ان تضم مرحلة واحدة وفي مبنى واحد اعماراً متفاوتة تبدأ من الطفولة البريئة المندهشة بين السادسة والسابعة وتنتهي في عمق سنوات المراهقة بكل ما تحمل من متغيرات ومتاعب ومشاكل، وأهل علم النفس وعلم الاجتماع يفهمون هذا جيداً. ٭ أكتب هذا وأنا أذكر ان في أواخر عام 2007 دار همس بأن قراراً كاد أن يصدر ويقول بأن تصبح سنوات الأساس تسعاً بدلا عن ثماني ويومها رددت مع نفسي ان أهل الانقاذ دائماً يتحدثون عن الشورى والدراسة واحترام الرأي الآخر وينوون فعل ما يتعارض مع أقوالهم جملة وتفصيلاً.. ٭ المهم ربنا ستر ولم يصدر ذلك القرار لكن بقى سلم الثماني سنوات مع كل التحفظات حتى تحفظ كيانهم الطلابي.. وها نحن على مشارف عقد مؤتمر آخر للتعليم.. والتجربة في عمرها المديد فعلت ما فعلت بمستوى التعليم.. والاباء والمعلمون والتربويون والواقع المائل يقول اننا في حاجة إلى التغيير. هذا مع تحياتي وشكري