يفيد بعض الناشطين في المنظمات المجتمع المدني ان بوادر حرب تلوح فى الافق وقد تندلع في اي وقت بين دولتى السودان (شمال وجنوب) وتشير بعض التوقعات و التكهنات الى ان تلك الحرب قد تندلع فى غضون اربع الي سته اسابيع فى ظل تلاحق وتصاعد حدة التوتر والتصريحات الاعلامية العدائية بين البلدين بشان الاختلاف حول رسوم عبور النفط وفشل جولتي محادثات اديس ابابا بدون تحقيق اي انفراج يذكر في القضايا العالقة بين الدولتين وإتهام دولة جنوب السودان حكومة السودان بسرقة ما يزيد عن اربعة ملايين برميل من خام نفط مزيج النيل الجيد الذى يمر عبر اراضى دولة السودان، وكانت الحكومة السودانية اعلنت في نهاية العام الماضي انها ستأخذ حقوقها المستحقة من ترحيل النفط الجنوبي عينا من ميناء التصدير الرئيسي بشرق السودان بمدينة بشائر الساحلية عند البحر الاحمر مما ادى الى اغلاق ابار النفط من قبل دولة جنوب السودان، ويمثل نفط دولة جنوب السودان ما مجموعه (70%) من الميزانية الكليه التي كانت تعتمد عليها دولة السودان قبيل انفصال الدولة الوليدة (دولة جمهورية جنوب السودان) وقال فؤاد حكمت الخبير الدولي في مجموعة الازمات الدولية ومستشار فض النزاعات في الاتحاد الافريقي في مداخلة له بمركز فض النزاعات بالقاهرة قبل يومين ان مباحثات الوساطة الافريقية التي انتهت في الاسبوع الماضي بقيادة تامو موبيكى رئيس دولة جنوب افريقيا والرئيس الكينى مواي كيباكى والرئيس المضيف ملس زيناوى رئيس دولة اثيوبيا ان فشلها في تقريب الهوه والوصول الى اتفاق بين طرفى الازمة فيما يخص النقاط العالقه بشان الحدود بين الدولتين ومسالة أبيى دون التوصل الى حلول ادى الى تازم بين الخرطوموجوبا وتصاعد حدة التصريحات بين مسئولى الدولتين حيث اتهمت جوباالخرطوم بسرقه بنفطها وردت الخرطوم بانها استقطعت حقها فى رسوم عبور النفط من دولة جنوب السودان الى ميناء التصدير عند البحر الاحمر على الرقم من عدم وجود اتفاق بين الطرفين بشان الرسوم وقال حكمت ان تطور هذه الاعمال اثر بشكل كبير علي العلاقات بين البلدين ويمكن ان يدفع هذا الفعل جوباوالخرطوم الى العودة الى الحرب اذا ما اجبرت على ذلك مرة اخرى حيث ذكر مسئول سودانى ان جوبا ليست ببعيدة ، وذلك اثر انهيار الاتفاق ومع تصاعد وتيرة التصريحات والتلويح والتهديد بالعودة الى الحرب مرة اخرى اغلقت دولة جنوب السودان كامل حدودها مع دولة السودان مما ادى الى تكدس ما بين 7 الى 10 مليون راس من الابقار عند الحدود ولم تتمكن من الدخول واكمال رحلتها وحتى بحر العرب فى دولة جنوب السودان اذ تم اغلاق ال 12 مسار التى تتم عبرها ومن خلالها عمليه الدخول والخروج من والى دولة جنوب السودان علما بان الابقار تدخل وحتى 70 كيلو داخل اراضى دولة جنوب السودان وتمكث لما يقارب ال 8 اشهر فى العام منذ امد طويل ورقم ان حق الرعى مضمن فى اتفاق السلام الشامل (او ما يعرف باتفاق نيفاشا ) الا ان المسارات تم اغلاقها امام حركة الرعى، يضاف الى ذلك وجود القوتين القتاليتين الضاربتين لدى الحركة الشعبيه والجيش الشعبى عند الحدود مع دولة السودان ى وهى القوة 9 والقوة 10 ., و هاتان القوتان تعتبران بمثابه الجيش المحترف قتاليا لدى الجيش الشعبى والحركة الشعبيه بدولة جنوب السودان ويشير حكمت الى ان انضمام (3) من حركات دارفور الى ما يعرف بتحالف كاودا ( الحركة الشعبيه قطاع الشمال، حركة العدل والمساواة، حركة التحرير / منى اركو مناوى وحركة التحرير / عبد الواحد نور ) وتكوين الجبهة الثورية سوف يودي الى ارتفاع سقف مطالب حركات درافور باسقاط نظام الدولة فى المركز ( الخرطوم ) بدلا عن الوصول معها الى اتفاق سلام عادل يرضى طموحات وتطلعات اهل الاقليم، اضافة الى ان تصاعد الحرب في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق وأبيي ادى الى حركة نزوح خلال الفترة من يونيو " حزيران" 2011 وحتى الشهر الماضي مما فاقم الوضع الانساني بإنفجار بؤر جديدة للصراع أضافت إلى الكارثة الإنسانية الموجودة أصلا في إقليم دارفور والذي أدى إلى نزوح ولجوء الآلاف خلال الحرب الممتدة طوال العشر سنوات، وينبه حكمت الى ان اثر الحرب بين دولتى السودان سيمتد الى دول الجوار (ارتيريا واثيوبيا) مع العلم ان اثيوبيا لديها قوة لا باس بها من الناحية العددية كقوة فصل وحمايه بين جيشى دولة السودان ودولة ,وجمهورية جنوب السودان بمنطقة أبيى المتنازع عليها والتي صدر بحقها قرار تحكيم من محكمة العدل الدولية