اعلن رئيس حزب الامة الصادق المهدي مقاطعة حزبه للانتخابات في كافة المستويات الرئاسية والتشريعية والولائية، وبرر الخطوة التي وصفها بالذكية، بهيمنة المؤتمر الوطني علي المفوضية والتجاوزات في العملية، بجانب أزمة دارفور، واستمرار قانون الطوارئ . وكشف ان رئاسة الحزب تدرس استثناء بعض مناطق التماس «النيل الأزرق وجنوب كردفان» من القرار ،ورأى ان حزبه كان الاقرب للفوز بمعظم المناصب التنفيذية والتشريعية، «ولأمكننا تحقيق الانتفاضة الانتخابية ،وخلاص الوطن اذا استجيب للحد الادني من مطالبه». وقال المهدي، في مؤتمر صحفي امس بدار الحزب، ان الاستخفاف بالاصلاح والاستفزاز للآخرين وللمراقبين الدوليين رجح كفة المقاطعة للانتخابات «المعيبة»، واوضح ان آراء أعضاء المكتب السياسي تتجه بالكامل نحو المقاطعة «حينما نوقش الأمر مرة». واكد ان المكتب السياسي اتخذ قراره بالمقاطعة على كافة المستويات، لأن الانتخابات لا تمثل احتكاما صحيحا للشعب، وتحريا صحيحا لارادته، نافيا اي صفقة لحزبه بشأن المقاطعة ، معلناً ان الحزب سيتجه الي معارضة لاصلاح وكشف كل عيوب المؤتمر الوطني . واوضح المهدي، ان حزبه رغم كل «العيوب المدمرة» لنزاهة الانتخابات خاض بكفاءة معقولة كل المراحل، أملا في انقاذ ما يمكن انقاذه، وقرر تجاوز كافة المطالب المشروعة الأخرى، وحصر المطالبة في رفع درجة نزاهة الانتخابات في ثمانية بنود وجدت استجابة لدى التفاوض مع الحزب الحاكم حول ضبط قانون الأمن، والاشراف القومي على الاعلام الرسمي، والالتزام بعدم استغلال السلطة، ومبدأ المجلس الرئاسي للاشراف على المفوضية، وضرورة معالجة الحالة الدارفورية، واستجابة محدودة لمطلب التمويل لم تتعد 16% من الأموال التي طالبنا بها كرد لممتلكاتنا المصادرة، ولكن تأجيل مواعيد الاقتراع ووجه برفض قاطع. واكد الامام، تعاون حزبه مع القوى التي ستفرزها الانتخابات في كافة قضايا السلام العادل الشامل، بجانب التعاون مع كافة القوى المعارضة داخل وخارج المؤسسات الدستورية الجديدة لتحقيق بسط الحريات، وحل مشكلة دارفور، والعمل لاجراء انتخابات حرة ونزيهة بعد تقرير المصير وبعد سلام دارفور. وانتقد المهدي، الجهات الدولية التي تنادي بقيام الانتخابات في مواعيدها، خاصة امريكا ، وقال ان هؤلاء يريدون قيام انتخابات غض النظر عن المآلات ،محذراً من ان ذلك سيقود الى تصدع وتمزيق السودان، واضاف،» هذه فكرة الجناح اليميني الامريكي ،باغلاق الباب امام دارفور، واحداث تشرذم اكثر بين الشمال والجنوب». كما كرر انتقاداته للمفوضية القومية ،وقال انها سمحت للتكفيريين الجدد باصدار «فتاوى مسمومة تكفر وتخون من تشاء مما كهرب المناخ الانتخابي»، ورأى ان مقولاتهم مضت دون مساءلة «لانها ذيلت بدعم الحزب الحاكم» . واكد المهدي ،ان حظوظ حزبه في الفوز كبيرة «اذا ضمن أدنى درجة من النزاهة في مرحلة الاقتراع»، سواء على مستوى الرئاسة، أو على مستوى الولايات واوضح ان فرص الفوز بمنصب «3» ولاة شبه مضمونة و»5» ولايات اخرى فرصنا فيها كبيرة للغاية و»4» فيها فرص واضحة، بجانب الفوز بحوالي 51% من دوائر المجلس الوطني في الشمال، ونسبة مقاربة في دوائر المجالس التشريعية الولائية وفي القوائم،وتابع بقوله،» اذا جرت الاستجابة لمطالب الحد الأدنى لأمكننا تحقيق الانتفاضة الانتخابية وخلاص الوطن».