٭ الشاعر في غالب الاحيان يرى في الظلام ما يعجز عن رؤيته الآخرون في الضوء.. والشعر من نفس الرحمن مقتبس والشاعر الفذ بين الناس رحمان.. ً٭ والشاعر المتجاوز لا ينظر للاشياء من السطح بل يذهب بعيداً الى الاعماق حتى يلامس الجمر المتقد ومنها تأتي معالجاته للمسائل وللصور ذات ابعاد انسانية فريدة هذا ما سجل حضوراً مكثفا في مقدمة خواطري وأنا اتصفح ديوان الشاعر عبد الرحمن مكاوي.. «اصبحت كيف» وهو مجموعة قصائد غنائية غاصت بعيداً في اعماق الحياة بكل جوانبها المضيئة والمظلمة المتشائمة والمتفائلة الحلم.. والمعاناة.. والامل.. والشكوى كلها جاءت في سبع وثلاثين قصيدة تقودك في قفز رشيق من صورة للوحة.. لخاطرة.. استوقفتني بصورة ملحة قصيدة ايتام الزمن ولتصدقوا ما قلت اقرأوها معي: حواء بيتا بقى الطريق وحالا يغنى عن السؤال متلفحة الحنية شال متوسدة الهم والنعال وقبال «تأشر» لي تعال في عيونا حبست الدمع بين الرموش قدامي سال قالت كلام بعد السلام مداني يا وليد العمر وصبح محال حتى الصبر والحال كمان والله مر اطفالي ايتام الزمن نايمين وبايتن القوا وصبح سراب حق الدواء وغلبني حل المسألة وصعبان على حتى السؤال ٭٭٭ دي القصة كانت باختصار تحت الهجير ما لاقيه ضل والفقر ذلاني ذل والعيشة صبحت تلتلة وحق الفطور بقي مشكلة وبقت الشوارع مدرسة بدل الدروس كان الاسى ومين يحمي اطفال الجياع من التشرد.. والضياع قبال تفكر في المشي ما دايرة منك اي شيء غير عني تكتب بس مقال او قصة او مقطع شعر دي امانة للناس انشرا او قولا لو صعب النشر لكن وحاتك يا جناى رغم الاسى الجوه العيون ورغم آهات الشجون بتمنى باكر لو.. يكون اشراق امل وصباح جديد ونغني للفجر الوليد رغم الشجون لازم يكون.. لازم يكون ٭ نعم لازم يكون ولازم يأتي الغد المشرق ولكن ليس بالاماني والرغبات.. يأتي الغد بالأمل والعمل الامل يغذيه حداء الشعراء والعمل يقوده المناضلون.. المناضلون الحقيقيون في زمان اليتم في السودان. هذا مع تحياتي وشكري