لم يكن أثر الانتخابات واسقاطاتها الموجبة والسالبة حكرا على الحقل السياسي بل تعدته إلى ما سواه من المضامير الاقتصادية والاجتماعية حيث تأثر الحراك الاقتصادي بصورة كبيرة قبل وأثناء الاقتراع فساد السكون المشوب بالحذر في كل القطاعات التجارية لا سيما في اليومين الأولين للاقتراع بأسواق العاصمة القومية غير أن الحركة بدأت تدب في أوصال المحال التجارية بعد ذلك رويدا بعد أن تبددت موجة الخوف والوجل التي كانت مسيطرة على أذهان ومخيلة الجميع من المواطنين والتجار، فعاودت الأسواق نشاطاتها المعتادة حيث كشفت جولة للصحافة ببعض أسواق العاصمة المتخصصة في بيع خدمات إقامة المناسبات من خيام ومكبرات صوت وكراسي وغيرها من المعدات التي من شأنها الاستعانة بها في بسط الخدمات المريحة للناخبين بالإضافة لتعريج الصحافة على سوق الملابس لاسيما البدل بمختلف أنواعها حيث أتضح لنا أن سوقها لم يتأثر بعد بمجريات الانتخابات بل يشكو البوار والكساد وقلة الإقبال في هذه الأيام غير أن التجار يتوقعون أن تروج بضائعهم بعيد اعلان النتائج النهائية من واقع توقع إقبال الفائزين على شراء البدل التي تليق ومقاماتهم في البرلمانات والمجالس التشريعية علاوة على اقتناء رباطات العنق (الكرفيتة) وفي جوانب دور الفندقة والسياحة كشفت الجولة عن تأثير الانتخابات في زيادة الحجوزات في الفنادق بالعاصمة والولايات على حد سواء قبيل وأثناء عمليات الاقتراع حيث ازداد الطلب على فنادق العاصمة قبيل الاقتراع وعلى فنادق الولايات بعد الاقتراع نسبة لسفر كثير من طالبي الحجوزات إلى الولايات سواء كانوا من المراقبين أو اعلاميين بعد انطلاق عمليات الاقتراع. ففي فندق ريجنسي (المرديان) يقول أحد المسؤولين فيه فضل حجب اسمه ن الانتخابات قد أحدثت حراكا في طلب الخدمات الفندقية لا سيما قبيل انطلاق عمليات الاقتراع بفنادق العاصمة حيث زادت نسبة الطلب والحجوزات على فنادق العاصمة ولكن مع انطلاق عمليات الاقتراع قلت نسبة الحجوزات نسبة لسفر كثير من أصحاب الحجوزات من اليونميد والاتحاد الأوروبي وخلافهما من المنظمات والتابعين للأجهزة الاعلامية جراء سفر الغالبية العظمى منهم الى الولايات السودانية لمراقبة العملية الانتخابية بها مما أدى لقلة نسبة الحجوزات بفنادق العاصمة وبالتالي زيادتها في الفنادق بالولايات. ونفى أن تكون هناك زيادة في تعرفة الحجوزات لسببين أولهما أن الفندق أسعاره ثابتة وعالمية والآخر أن أية اضافة في قيمة الحجز من السهولة أن يكتشفها طالب الخدمة حيث لا يكلفه الاطلاع على مختلف القيم بمختلف الفنادق سوى ضغطة زر على لوحة مفاتيح جهاز حاسوبه المحمول. وغير بعيد منه ولجنا لى فندق الفردوس الذي أمن أحد القائمين على أمره على ما جاء في افادات فندق ريجنسي وأكد أن الانتخابات احدثت حراكا ملموسا في الحركة الفندقية الأمر الذي أنعش حركة الفنادق والدور الفندقية بالبلاد مما شكل إسهاما في رفد سلة الاقتصاد من العملات الحرة. وتوقفنا عند أحد النزلاء من الشقيقة مصر بأحد الفنادق فوصف الخدمة الفندقية بالسودان بالمتطورة وأنه ذهل لما وجده من خدمات راقية وتعامل طيب وسرعة في انجاز المهام والعمل الدءوب على خدمة الزبون. وكما أسلفنا ان اثر الانتخابات قد طال مختلف المناشط الاقتصادية فدلفنا إلى السوق الأفرنجي حيث تروج تجارة الملابس الراقية من البدل السفاري وخلافها وربطات العنق التي يتوقع التجار والمراقبون عن كثب لمجريات الانتخابات وما تسفر عنه أن تشهد رواجا بعد انصرام الانتخابات وظهور نتائجها حيث ينشط الفائزون في إقتناء البدل وشراء ربطات الأعناق تماشيا مع الوضع الجديد لهم البرلمان والمجالس التشريعية ،فأوضح لنا التاجرموسس موبور بمجمع نيفاشا بالسوق الأفرنجي أنه ليست هناك اي مبيعات في هذه الأيام بل الحركة مدنية جدا وأن السوق يمر بحالة كساد وأن الأسعار غير ثابتة وتخضع لحالة الزبون مدى حرصه على إقتناء ما يريده من ملابس وكشف عن أن سعر البدلة يتراوح بين (90-120) جنيه أما التاجر (م ع) في نفس المجمع فأوضح لنا أنه لايوجد بيع في هذه الايام وسخر من سؤالنا عن وجود زيادات بإجابته بسؤال تهكمي ( هل يوجد بيع حتى تكون هناك زيادة؟) وعن أسعار البدل أبان أن سعر البدلة (120-150) جنيه والإيطالية 220 جنيه والسورية 160 جنيه والصينية 110 جنيه بينما يباع رباط العنق (الكرفيتة) بواقع 10 جنيهات وتوقع أن يكون هناك شئ من الحراك وزيادة في الإقبال بعد إعلان نتائج الانتخابات من واقع اتجاه أعضاء البرلمان والمجالس التشريعية على إقتناء البدل وربطات العنق والأحذية الراقية وفي مجال الأحذية يقول التاجر منوت دينق إن الأسعار غير ثابتة ومتفاوتة وأنه لا يوجد شئ في البلاد حقيقي فالحقيقة ضائعة وأن الأسعار غير ثابتة وأوصل لنا مسحة من الاستياء كشفت عنها تعابير وجهه وكلماته المبتسرة . وبالقرب منه توقفنا عند جون زكريا الذي اتخذ من الزاوية الشمالية الغربية لمجمع نيفاشا متكأ لعرض مجموعة الأحذية التي وضعها على منضدة على مدخل الصالة فقال إن الأسعار غير ثابتة وأن سعر الجزمة الصينية والمصرية والسورية يتراوح بين( 25-30) جنيه وأن الإيطالية مرتفعة الأسعار حيث يتراوح ثمنها بين (70-80) جنيه وأن نسبة البيع ضعيفة وتوقع زيادة الطلب بعد انتهاء الانتخابات . وفي منحى آخر من الأنشطة التجارية والخدمية كشفت جولة للصحافة ببعض محلات إيجار الخيام ( الصيوانات) والكراسي ومكبرات الصوت أن الإقبال على طلب الخدمة قليل نسبة لاتخاذ المدارس مراكز للاقتراع حسب قول التجار حيث أوضح حاتم أحمد الوسيلة بمجموعة الشمال للمناسبات بشارع محمد نجيب أن نسبة الإيجارات تقلصت بصورة كبيرة نسبة لتأجيل الكثير من ألأفراح جراء التوجس من حدوث تفلات أمنية بالعاصمة القومية أبان عمليات الاقتراع واضاف أن حركة الشارع بدأت في العودة إلى الوضع الطبيعي ففي وقت ارتفع فيه الإقبال على إيجار مكبرات الصوت والخيام لاستعمالها خارج مراكز الاقتراع بالرغم من أن اتخاذ المدارس مراكز قلل من النسبة المتوقعة من إيجار الصيوانات لجاهزيتها وكبر عدد الغرف فيها التي يمكن أن تستعمل في عمليات الاقتراع . وفي محلات عادل شروم أوضحت الموظفة ( لنا تاج السر) أن الإقبال على أجهزة (الساوند سستم) ارتفعت وتيرتها بصورة ملحوظة في الأيام الماضية وتوقعت أن تزداد نسبة الحجوزات بعد إعلان نتيجة الانتخابات جراء احتفالات الفائزين من المرشحين علاوة على عودة الأفراح والمناسبات العائلية إلى وضعها الطبيعي .