٭ لم يكونوا إنصرافيين كما حكمت عليهم الأجيال التي سبقتهم وشكلوا حضوراً واضحاً في مراكز الإقتراع، الناخبون الجدد مجموعة مقدرة من الشعب السوداني وفي أحيان كثيرة توجه اليهم اصابع الاتهام بعدم المسؤولية والاهتمام بالقضايا الوطنية لانشغالهم بأشياء يراها الآخرون غير ضرورية وهى تأخذ جل وقتهم وتحول دون إهتمامهم بقضاياهم، ولكن اثبتت هذه الفئة وجودها في الساحة الوطنية في ظل العملية الانتخابية الحالية وحضورها بشكل متواصل بل وساعدت العامة من الناس في شرح عملية التصويت من خلال تواجدها في المراكز مع انها المرة الاولى التي يقومون فيها بممارسة حقيقية فكل تجاربهم لا تتعدى حدود الجامعات والروابط بحيث تعتبر تجارب صغيرة ولكنها اضافت الى ثقافتهم كجيل جديد وانعكست هذه الممارسات الصغيرة على تواجدهم في المراكز بشكل كثيف ومتواصل ، فاينما ذهبت تجد اعداداً هائلة من الشباب أتت لتحديد مصير بلد بأكمله (الصحافة) تجولت بينهم وخرجت بالحصيلة التالية . ٭ في مركز هاشم عابدون بمنطقة الحلة الجديدة كانت هناك صفوف طويلة فوجدت أحد الشباب يقف في الصف في انتظار دوره وسألته ان كانت المرة الاولى التي يصوت فيها قال لي نعم وانا مُصر على التصويت لأنه حق ويجب ان احافظ عليه بغض النظر على من سيقع الاختيار والبلد محتاجة الى كل صوت وتحديداً اصواتنا نحن الشباب، لأننا من سيبني وقال انا اقف في الصف منذ الصباح وليس هناك ما يجبرني على فعل هذا أي انه وطني. وبجانبه يقف محمد عمر البالغ من العمر 02 سنة الذي تحدث عن كل جوانب الانتخابات وقال كل شيء يفعله الانسان لاول مرة يشعر انه مميز وهذا احساسي وانا أول مرة اقوم بعملية الاقتراع وأهمية التصويت بالنسبة لي تكمن في تطلعي الى واقع افضل وعمل وأيضاً وظيفة محترمة في مجالي الذي درسته فكل الشباب الآن قد يكون لديهم ذات الاحساس وينطلقون من نفس الاهداف اضافة الى أننا نطمع بأن يكون السودان بلداً واحداً وان تعود دارفور كما كانت بلد سلام وتنتهي كل الصراعات الداخلية. وابتدرت بذلك حديثها بأن الناخبين الجدد عددهم كبير جداً ومعظمهم عاطلون عن العمل وهذه الانتخابات تمثل طوق النجاة بالنسبة لهذا الجيل الذي يعاني من عدم استقرار مهني. والانتخابات بشكل عام ارى انها مرضية وقيامها دليل عافية ويعني ان هناك ديمقراطية ولابد ان يأخذ في الحسبان اننا من العالم الثالث ولا مجال للمقارنة ببريطانيا وامريكا في العملية الانتخابية ونحن ما زلنا نتلمس طريقنا نحو الديمقراطية. وقال محمد الخضر الذي كان يرتدي ديباجة تدل على لونه السياسي انه اول مرة يشهد عملية انتخابية ويقوم بالاقتراع ولكني متواجد هنا أحس الناس على التصويت لمرشحي حزبي ويمكنني القول اني مارست الانتخابات بكل تفاصيلها ولم احصر نفسي في الاقتراع فقط فأنا نشط ورأيت ان استقل هذا النشاط بشكل واسع والكثير من الشباب تركوا كل مصالحهم وجاءوا للتصويت وقال ان احساسه وهو يرمي البطاقة داخل الصندوق كان لا يوصف لدرجة ان ضربات قلبي كانت سريعة. وقالت يزن انها غير مقتنعة بالانتخابات ولكن بما انني سجلت فلن ادع صوتي يسقط حتى لو رميت البطاقة خالية كما هى لأن الكلام الذي قيل في السجلات الانتخابية يبقى مجرد كلام واتوقع بعد اعلان النتيجة ان يكون هناك هدوء عكس الآخرين الذين يتحدثون عن أعمال عنف وحتى ان حدث ذلك فأنا اتوقع ان يكون خارج العاصمة القومية. ولكن محمد الشيخ الذي كان يقف الى جانبها اختلف معها قليلاً وقال ان النتيجة ستكون مرضيه للجميع لأن هذه الانتخابات تمت مراقبتها من قبل المجتمع الدولي والاحزاب وأي طرف يسعى للعنف فهذا دليل واضح على فشله في استقطاب الناخبين بصورة سليمة ،فنحن لا نريد من أية جهة لم توفق ان تقوم بإثارة عنف لأن المتضرر الاول هو المواطن السوداني وقال ان الشعب السوداني اصبح لا يثق بأى تنظيم سياسي والوعود التي ذكرها المرشحون سيتقاضون عنها بمجرد وصولهم الى مراكزهم التي وصلوا اليها عن طريق الشعب السوداني الوفي. ٭ نصر الدين كان متفائلاً فوق العادة وقال البلد ماشة لى قدام واتوقع في الفترة القادمة تكون هناك حكومة تحوي كل الوان الطيف السياسي لنضع حداً لكل ما يحدث في السودان وفي اطرافه على وجه التحديد. وقال اتمنى من الاحزاب السياسية ان تجعل خيار الوحدة جاذباً لاخواني في جنوب السودان وكذلك حل مشكلة دارفور يعني اقطع الطريق على المجتمع الدولي في التدخل في شؤون السودان الداخلية وتحتاج للكثير من العمل في الجانب الخدمي وفئة الشباب هى الاكثر ظلماً. والنتيجة ستكون نهاية هذه الفترة التي مرت على السودان كنسمة، ففي الدول النامية نسمع عن مشاكل كثيرة في فترة الانتخابات ونحن جزئياً نموذج للعالم عن مدى تحضرنا . ٭ وفي مركز عمار بن ياسر بمنطقة القوز تحدثت الى مجموعة من الناخبين الجدد وبدأت أماني ابراهيم حديثها عن الانتخابات ووصفتها بأنها عملية مؤرقة بالنسبة للشعب السوداني وقالت لكل الاسر السودانية تأكل انتخابات وتشرب انتخابات وتنام على نغمة الانتخابات أتمني أن تكون النتيجة بحجم تطلعات الشعب السوداني ومن ثم الشباب السوداني لأنه يعاني من مشاكل كثيرة ومعقدة وفي كل الاحوال الايام بيننا والكلام الذي قيل في الفترة السابقة فالشعب السوداني أكبر من ان يتلاعب السياسيون باذهانه فهو يفوقهم بسماحته ومن معشره، وقدرته على قبول بعضه دون مشاكل، وبالنسبة لي النتيجة محسومة فهى معروفة ستكون لصالح من. أريج واجلال تحدثن عن مجريات الحملة الانتخابية وقالت إجلال انها كانت مشاركة في البرنامج التعبوي بمنطقة الديوم مع أنها هى المرة الاولى التي تقوم بالاقتراع، انا اتطلع الى وطن يسع الجميع وبعد اعلان النتيجة سنبدأ نترقب التغيير الذي سوف يحدث في جميع أنحاء البلاد وفي كافة المؤسسات الخدمية على وجه التحديد، فكل المرشحين تحدثوا عن تأهيل المرافق الخدمية ونحن في انتظار ذلك فهذا تحول حقيقي للسودان شاء الناس أم ابوا فهنالك الكثير من دول العالم الثالث ما زالت تصارع في نفسها وكسودانيين بوصولنا الى هذه المرحلة فهذا تقدم حقيقي وعملي وأنا متأكدة بأن المولود القادم هو ابن شرعي للسودان. ومن الواضح ان الناخبين الجدد جاءوا الى صناديق الاقتراع تطلعاً الى وضع افضل فمعظهم خريجون، مثلت الانتخابات بالنسبة اليهم نافذة عبور الى تحسين اوضاعهم فهم يرون مستقبلهم من خلال هذه البطاقات التي قاموا برميها داخل صناديق الاقتراع عن قناعة تامة ان الحل بعد هذه المرحلة فهل يكون ذلك؟