٭ الطريقة التي تم بها اغتيال الشهيد ابراهيم بلندية ورفاقه تعد ظاهرة خطيرة لم يشهدها السودان من قبل.. إن هذه الكارثة الخطيرة يترتب عليها كثير من التغيرات، خاصة أن اهل السودان لم يعرفوا الاغتيالات في حياتهم بقدر ما عرفوا الحرب والاقتتال وشتان ما بين هذه وتلك. ٭ ان الطريقة التي تم بها اغتيال بلندية ورفاقه ستدفع السودان الى مسار قبيح لم يمش فيه منذ الاستقلال، وطوال هذه الفترة لم يعرف الاغتيالات السياسية، في الوقت الذي كانت تمارس فيه هذه الأساليب في دول قريبة منه. ٭ الحركة الشعبية فتحت باباً لن يغلق بسهولة، خاصة أن الشهيد بلندية كان رجلاً أعزل، وكان يتفقد مشروعاته وليس هنالك فرق بين قتل بلندية وقتل شخص آخر أثناء تنزهه مع أسرته في إحدى الحدائق، فكلا الحالتين تعد اغتيالاً وليس قتلاً.. فهل عرفتم الفرق ما بين الاغتيال والقتل. ٭ أظن أننا بعد هذه الحادثة المؤسفة سنشهد انحرافاً في مسيرة السياسة السودانية او بداية انهيار للقيم السودانية. ٭ اغتيال الشهيد بلندية ورفاقه جعل كل الناس تنتابهم حالة من الضيق والتبرم، وحالة قلق من اختلاط الحالة النفسية والسياسية التي تلبست قادة الحركة. ٭ بعد هذه الأحداث المؤسفة هناك سؤال يطرح نفسه: متى تتوقف هذه الحركة لمحاسبة نفسها؟ ومتى ينتابها إحساس ثقيل من تأنيب الصمير، الضمير الذي سمح لها بالغدر والاغتيال والتنكيل. ٭ المراقب للحركة السياسية في مسيرتها الوطنية لأكثر من خمسين عاماً، يلاحظ أن الشعب وقادته اشتهروا عبر تاريخهم بالكثير من الصفات الأخلاقية الجيدة، ولم يعرفوا في هذه المسيرة الاغتيالات السياسية، وهذه الصفة تحديداً تميز بها السودانيون أكثر من أي شعب آخر في كل الدينا.. ولكن الاغتيالات التي نفذتها الحركة الشعبية ستدخل الوطن في تهور أخلاقي سياسي ولن يتوقف بعد اليوم، وسيصبح ظاهرة سودانية سيتوقف عندها علماء النفس والاجتماع. ٭ إن مثل هذه الاغتيالات ستؤدي الى فقدان السودانيين اي احساس بالامن، واعتقد ان هذا ما ترمي إليه الحركة الشعبية التي لطخت أيديها بدماء الشهيد بلندية ورفاقه. ٭ إن هذه الجريمة أفقدت الحركة الشعبية وأذيالها في الجبال أدنى تعاطف من المواطنين لأسباب موضوعية وعقلانية، إذ أن قادة الحركة يعيشون ازدواج المعايير كل يوم، فهم يقولون إنهم يدافعون عن حقوق ويرتكبون أبشع الجرائم في حق قيادات النوبة، وفي ذات الوقت يقتحمون أكثر المناطق تهميشاً، فيأخذون أموال المواطنين وفلذات أكبادهم عنوة بالسلاح، فأي ازدواجية في المعايير أكثر من هذه. ٭ إن حركة تمارس الاغتيالات السياسية وتعتدي على حركة المواطنين العزل وعلى أموالهم وإنسانيتهم وأعراضهم، لا أعتقد ان السلام من أجندتها الاساسية. ٭ الطريقة التي تم بها اغتيال الشهيد بلندية ورفاقه ملأت نفوس السودانيين بالمرارة والكراهية، وأدت إلى نتيجة خطيرة في أذهانهم، وهي استسهال القتل لأي شخص مهما كان منصبه وقدراته ونضاله وتاريخه. وبالطبع هذه الخطوة ستقود إلى خلل خطير في منظومة القيم السودانية، وستدخل البلاد في مسيرة سلوك عشوائي، وقطعاً لن يكون ملتزماً بالضوابط الاخلاقية والخطوط الحمراء التي عرفها السودان منذ بداية تكوينه دولة. ٭ إن هذه الاغتيالات التي بدأت بتصفية الشهيد بلندية ورفاقه ستكون كالعدوى الخبيثة، وستنتقل من جيل إلى جيل، ومن يدفع ثمنها هم قادة الحركة الشعبية. ٭ وبما أن هؤلاء لا دين لهم فلا يمكن أن نقول إنهم قد تنازلوا عن مبادئ الدين الحقيقية أو القيم السودانية الأصيلة. ٭ إن مثل هذه الاغتيالات ستجعل السودانيين يفقدون إيمانهم بالقانون والأخلاق.. فهل هذا ما تسعى إليه هذه الشرذمة قاتلهم الله؟! ٭ خارج النص: لا بد أن تكوِّن الحكومة المركزية لجنة واعية ونزيهة تفصل في حقوق أهلنا البزعة المعتدى على أراضيهم من قبل مجموعة قبلية تابعة للنيل الابيض، بيد أنهم يتبعون لشمال كردفان.. أعزائي القائمون على الأمر إن الصبر له حدود.. اللهم إني قد بلغت فاشهد.