الموت انتقال من عالم الدنيا إلى عالم البرزخ، والبرزخ أوسع من الدنيا فطوبى لمن قدم خيراً فهو له من رياض الجنة. انتقل من هذه الفانية إلى رحمة مولاه رجل البر والإحسان الأرباب التيجاني محمد إبراهيم بعد حياة عصامية ملؤها البذل والتضحيات، والنجاح الذي حققه على كافة الأصعدة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والدعوية والرياضية. فمن تجارة القطاعي إلى الاسبيرات وقطع الغيار، ثم قفزه إلى المواد البترولية وأسطول البصات السفرية والأعمال الزراعية، فتوسعت الأنشطة التجارية وانتقلت الإدارة إلى الخرطوم للعمل فى العديد من المجالات التجارية والأفران الآلية ثم لتجارة الاستيراد والتصدير، وقد كانت شركة التوحيد للتجارة والمقاولات اسماً على مسمى، وملء السمع والبصر تجارياً واجتماعياً ودعوياً ورياضياً. ورافق المرحوم التيجاني الشريف حسين الهندي فى معارضة النظام المايوي لفترات طويلة، وعانى فيها من بطش النظام المايوي، ولم يهدأ له بال حتى تم زوال النظام المايوي، وقد كان التيجاني مهندس اتفاقية القاهرة بالشراكة مع الشريف زين العابدين الهندي، وصحبهم حتى تم توقيع الاتفاق بين الاتحادي الديمقراطي والمؤتمر الوطني، ومازالت الشراكة سارية حتى الآن، والمشاركة فى الحكم قائمة فى الحكومة ذات القاعدة العريضة الحالية. والتيجاني رجل المآذن وخلاوي القرآن والمدارس على امتداد مدن السودان ونجوعه، وامتدت أياديه الكريمة للمشافي والمصحات، وانداح الرجل بعفويته ونفسه الراضية يداً حانية على الضعفاء والمساكين والمرضى والأرامل والأيتام. ونسأل المولى أن يجعل ذلك نبراساً وقدوةً لمن يملكون المال والإمكانات، والتيجاني كان نائباً لرئيس نادي الهلال، إذ أنه كان يعلم أن الرياضة ليست لعباً ولهواً ولكنها رسالة ودبلوماسية شعبية، وأن العقل السليم فى الجسم السليم. وكان التيجاني حمامة سلام ووئام ومحبة بين الترعة والدويم وشبشة والخرطوم.. رحم الله التيجاني فهذى الأعمال الجليلة والخصال الخيرة الحميدة لا تنبع إلا من تلك الشجرة الطيبة المباركة من نسل العباس عم رسول الله صلى الله عليه وسلم.. رحم الله التيجاني واسكنه فسيح جناته. أما فقيد الطالباب والدويم خبير المراعى الذي افتقدته الدويم قبل الجزيرة والذي كان يملك قلباً روؤفاً رحيماً، فقد اختار النسب مع أسرة الشيخ سالم الشيخ رابح المجمر سليل الدوحة النبوية، وقد رزق من الأستاذة صفية الجلال بنتين هما فدوى وعزة، فهذه الأسرة الصغيرة ضمت أعزَّ وأشرف القبائل فى بحر أبيض وهى المسلمية والكرتان والجعافرة. الزبير الحبر صفات أمة فى رجل، وقد كان محبوباً لكل اهالى الدويم، وقد خرجت المدينة عن بكرة أبيها لتشييع الجثمان إلى مثواه الأخير.. والزبير كان محباً لأهل الله بمختلف مشاربهم ومشاركاً فى أفراح المدينة وأتراحها.. الزبير مدرسة متفردة فى العلاقات الاجتماعية وخبرة عملية امتدت ربع قرن من الزمان فى مجاله المهني والفني والزراعي .. رحم الله الزبير الحبر واسكنه فسيح جناته مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً. بخيت محمد الحسن بخيت الدويم من المحرر: الفقيد الكبير التيجاني محمد ابراهيم رجل معروف لدى كافة أعيان مدينة الدويم، ليس بسبب أفضاله الكثيرة على مدينته ومدينة اقرانه ومرتع صباه فحسب، ولكن لارتباطه بتاريخها ومعاصرته لأحداث كبيرة سطرها التاريخ السياسي السوداني، ولأنه كان حاضراً في جميع المناسبات، وكان كريماً ودوداً، ولذلك سيكتب عنه العديد من سكان المدينة. وما سطره قلم الأخ بخيت هو جهد متواضع في ذكر محاسن موتانا، ونتوقع من العالمين ببواطن الأمور أن يفردوا مساحات كبيرة لاستعراض أسماء في حياتنا.