آمل التكرم بنشر هذه الكلمة بعمودك المعهود (صدى) فالكلمة الطيبة صدقة حديث صحيح مشهور. والسودان الغني بأرضه وبمائه اصبح اكثر الاقطار حاجة الى الصدقة لكثرة عاهات مشكلاته. ولك موصول الشكر وبعد. ٭ قرأت كلمة بعنوان ( بين حكمة موسى محمد احمد وفجور متمردي دارفور) للاستاذ الطيب مصطفى بتاريخ الاحد 03/21/2102م موسى هو رئيس مؤتمر البجا حاوره البجاوي عبد القادر باشا. أهم ما جاء فيها روحه الطيبه البعيدة عن الحقد والحساسيات الاجتماعية رغم روح المحاور باكاش الاقرب الى التكرد لا الحيدة ورغم عدم إيفاء الحكومة بالتزامها حيال الشرق كما قال الكاتب مثال لروحه أجاب موسى عن سؤال: لماذا لا تفضوا الشراكة إذن؟! قال ليس هذا حل للمشكلة بل تعميق لها. لقد تسامينا عن الصغائر لما هو أهم. لقد ترتب على هذه الروح (الحديث لي لا للكاتب) الاستقرار والأمن والتنمية (بورتسودان إيلا مثالاً) وأهم من هذا المحافظة على النسيج الاجتماعي وراحة البال، والانسان اعظم رأس مال، حقيقة قالها ماركس بكتابه (رأس المال) مثال اليابان فاقت أمريكا المنتصرة عليها في الحرب العالمية الثانية بالانسان. لقد لفت نظري في كلمة الطيب أنها تتفق وتجربة مرت بي وأخرى مرت بآخر رأيت ذكرها لتوضيح الفرق بالواقع المشاهد بين الشرق والغرب في السودان، وهذا هو مساق الحديث وموضوع العنوان. 1/ التجربة الاولى: حكى لي أحد أبناء نهر النيل، فقال كنت وآخر بالسوق العربي بالخرطوم أتت متسولة من الغرب فأخرج الآخر جنيهاً لها، لم تأخذه وقالت (الجنيه ده يسوي شنو؟!)أخرج آخر ومدَّهما لها. لم تأخذهما شاكرة داعية بل اقتلعتهما من يده وذهبت ولسان حالها يقول (ولا كتر خيرك)، فدهشنا من فعلها لا تعليل لهذا غير شعور الحقد والتمرد. وغير مثل دارفور القائل (بارجغل في بطنه شغل). 2/ التجربة الثانية: مرَّ بي متسول من الشرق يلبس صديري كالعادة وأنا بعربة الهايس فاخرجت المحفظة فلم اجد غير فئة العشرين والخمسين فاعتذزت بصدق له فقال لي: لا عليك الكلام النية كأنك اديتني فأكبرت فيه هذه السماحة واخذت من السائق جنيهين له فالكلمة الطيبة بخور الباطن حكمة سودانية مشهورة. السؤال: لماذا كان هذا الفرق بين أدروب وآدم؟! أرجع الاستاذ الطيب السبب الى قيادة موسى الحكيمة وقيادة د. خليل وعبد الواحد ومناوي الحاقدة المتمردة، هذا التعليل في رأيي سبب قريب السبب الابعد المسبب للسبب القريب المباشر هو الطبع المركوز فيهم كالزجاج قابل للكسر لا الصدأ عكس الحديد. يؤكد هذا ان أدروب بالتركية بقيادة عثمان دقنة كسر المربع الانجليزي. وقد وثق شاعرهم هذا الكسر بقصيدة اطلق على البجا أهل الشرق لقب (فزي وزي). وفي المهدية بعدها مات رجال الغرب بشجاعة بموقعة كرري تحدث عنها الانجليز ورجال الشرق بقيادة عثمان دقنة حاربوا بشجاعة لم يواجهوا رصاص المدفع الرشاش (أب ثكلي كما سماه السودانيون) الذي أباد 61 ألف في مدة وجيزة كما قال تشرشل عنهم بكتابه (حرب النهر). بل انسحب برجاله الى ام درمان. وكمن في الطريق في مضيق بين الجبال فلما أتى الانجليز ومتلهفين الوصول الى ام درمان بالبر بعد أن أبطرهم النصر انقضوا عليهم من كل جانب بالسيوف كشيطان سابقاً اذهلت المفاجأة الانجليز فهربوا الى البواخر ببنادقهم مخلفين وراءهم 74 قتيلاً بالسيف لا النار حقاً (الرأى قبل شجاعة الشجعان) كما قال المتنبيء بحق وحقاً غبي من يظن أن الناس أغبياء، وأغبى منه من يظن المتغابي غبياً. كما قال الشاعر( ليس الغبي بسيد في أهله) (لكن سيد أهله المتغابي). بداهة ليست الغاية المقارنة بين أهلنا في الشرق والغرب. أكرر بداهة لكن الغاية توضيح أن الجهل بالناس يضر مثال أفندية السياسة، الإدارة والعلم بالناس مفيد مثال مادبو وبابو نمر بالغرب ومحمد طاهر بالشرق وأمثالهم من رجالات الإدارة الاهلية بالجهات الاربع. وحديثاً أب سن في الفاشر سابقاً وإيلا في بورتسودان الآن الذي اعلن سقى بورتسودان ماء النيل خلال يناير 3102م هذا. هذا بشكل عام والغاية لابعد والعاجلة الا يعيد فرسان المسيرية والرزيقات تجربة كرري أعني الانتحار بشجاعة بل الحرب بشجاعة ك/عثمان دقنة. اقول هذا بمناسبة قول أحد شيوخ الرزيقات أن للقبيلة 8 آلاف فارس جاهزين للقتال اليوم (3/1/3102) جاء بالصحف أغار 007 من الجيش الشعبي الجانقي على الرزيقات ونهبوا 004 من الغنم و005 من البقر وقتلوا 8 فرسان و4 أطفال وجاء في خطاب والي جنوب دارفور ان الولاية (تطلب من الرئيس البشير دفرة) بهذا اللفظ (دفرة) الا يعني هذا ان المشكلة ليست في الرجال ولكن في السلاح والعتاد لمواجهة السلاح بالسلاح والسلاح المضاد والتفوق بالشجاعة ولا نهزم الرجالة بسلاح جانقي أويل. والله من وراء القصد بروفيسور/ عبد الله عووضه حمور