1/ قناعتي التي أستندتُ عليها طوال حياتي السابقة (عُزوبية مجيهةٌ، ولا زواج مجهجه) ما عادت تحتمل وزني المتزايد بفعل الفراغ العاطفي، ولكن ماذا أفعل مع احباطات الواقع المُزري، وهذا الإمتلاء المُشين. 2/ شقيقي (بشير) الأصغر من الأصغر مني، هاهو يسدُ كل فراغاته بزواج مدنكل، ليتركني في العراء عُرضة لألسنة المُلسنين، وحسنة لله يا مُحسنين. 3/ كُلما تراودني نفسي الأمارة بالزواج، كي أفعلها وأتزوج، تمتطيني إحداهن كعجلة تدور في دائرة الهلع بتسارع لا يلتفت لقيمة جاذبية المعيشة البالغة 9.8، فأصرف النظر في الحال دون أن ألتقي بالصراف. 4/ الخوف من هسي، ومن بكرة، ومن بعدين، ما هو إلا قوة طاردة مركزية لا تعادل قوة الجذب التي تُشدك للقفص الذهبي، فلا تتعب نفسك وتتعبنا في البحث عن تكافؤ ثابت يعيد للمدارات اتزانها. 5/ وفق التعداد السُكاني الأخير، لدينا 40 مليون عنصر بشري متردد، لا هم فلزات في منازلها، ولا هم لافلزات تؤمن بالروابط الإنسانية التساهمية، فلا تكذب علينا إذن أيها المُدعي الجديد في كرسي الوزارة، وتقول إن لدينا القدرة الكاملة على التأين. 6/ من الذي قال إن لكل فعل رد فعل، ها أنا أنفعل مع العريس منذ أن فتحنا خشُمنا في بيت العروس إلى أن أغلقناه مع باب الشقة، ولكن حالما عُدتُ وحيدا إلى مقري، فتشتُ عن كل ردودي فلم أجد ردا واحدا يدعوني للنوم بسلام. 7/ ومن الذي قال إن مرض حامد قاتل كالسيف، إذا كنتُ أنا حامد نفسه بكامل فقره، وقواه الرايحة في زريبة الحياة.؟ 8/ ومع ذلك بدأ حامد يؤمِل، ولكن ما أن سمع أحدهم يغني (مسكين البدا يأمِل) حتى ترك الأمل جانبا، وتناول ربابته، وجمع حباله الصوتية وصرخ (شوفوا لي دبارة أربط بيها شوال الأمل ده) 9/ (لأميمة، وبشير) كعرسان جُداد كرت كرتونة، حبال طويلة من التبريكات والفرح، وأبقوا عشرة على شوالات الود والتفاهم من أجل حياة لا تحتاج لنيفاشا أو أبوجا لا قدر الله. 10/ لماذا لا تدق الخارطة السياسية الجديدة عنق صيحات الزواج الجماعي وتكتم نفسها حتى يخرج الهواء الساخن من مكاتبنا، استعدادا لزواج جماعي جديد. [email protected]