نظرة عن قرب.. أم بادر فردوس السودان المفقود! متدثرة بهبة الطبيعة الخلابة وترقد بسلام في منطقة تأخذ شكل ربوة مرتفعة تحيط بها الوديان والجبال وتتدفق من تحتها العديد من الخيران الموسمية التي تصب في وادي أم بادر الشهير ، شكلت ام بادر مصدر الهام للناس والشعراء والباحثين عن الجمال ، وكانت ام بادر تحمل انقى الصور التي رسمتها مخيلة الناس عن البادية ، ( الصحافة ) تستعيد ماضي ام بادر كما تصوره الناس وخلده الشعراء والمغنون . يقول مختار محمد مصطفى مدير منظمة ام بادر للتنمية الانسانية ان منطقة أم بادر إحدى إداريات محلية سودري بولاية شمال كردفان وتقع في الجزء الجنوبي الغربي كمنطقة تماس حدودي مع محلية أم كدادة بولاية شمال دار فور ، وتبعد من الخرطوم حوالي 775 كيلومتر عن طريق أمدرمان جبرة الشيخ سودري أمبادر على طول درب الاربعين بينما تبعد كثيرا عن طريق الخرطوم الأبيض النهود أمبادر لتبلغ 2100 كيلومتر بفارق اكثر من 425 كيلو متر عن الطريق الأول، ويؤكد مختار ان عدد سكان أم بادر 115 ألف نسمة في منطقة طولها 110 كلم تبدأ من مشروع جريح السرحة الرعوي والذي تأسس عام 1972م على الحدود بين شمال كردفان ودارفور مرورا بعديد دردق ، وقوز المرخ ، والزينه ، وأم عمد ، والقاشطة ، وأم بادر ، وسوانى شخيب ، والطليح ، وأم خصوص ، وحتى الصنقر شرقا ، وكشف ان منطقة ام بادر تتميز بالطبيعة الخلابة حيث تقع في منطقة تأخذ شكل ربوة مرتفعة تحيط بها الوديان والجبال ، وتنتشر بها العديد من الخيران الموسمية التي تصب في ترعة أم بادر الشهيرة والتي تُشكل مصدراً هاماً لمياه شرب الإنسان والحيوان في هذه المنطقة . ورسخت منطقة ام بادر في مخيلة الناس عندما زاعت اغنية ( دار ام بادر يا حليله ) عبر اثير الاذاعة السودانية ، التي يصفها النقاد الفنيون بانها اول اغنية جراري تنتشر من كردفان الى عموم البلاد التي غنت بها المطربة ام بلينه السنوسي عبر برنامج ربوع السودان وما لبث ان ردد الاغنية المطربون الكبار ، اغنيات الجراري معروفة لدى معظم قبائل شمال كردفان حيث يتمثل الايقاع في اصوات الكرير والتصفيق بالايدي ،التقينا بالفنانة ام بلينة التي وطنت نفسها للعيش في مدينة الابيض لتسترجع ذكرياتها مع اغنية ام بادر، تقول ام بلينا ان اغنية ام بادر منحها لها الفنان القدير عثمان حميدة ( تور الجر ) التي التقطتها من مناطق بلاد الكبابيش حيث كانت الاغنية تشتهر في مناطق ام بادر ودار حامد والكواهلة ، وابانت ام بلينا ان الاغنية تصف جمال منطقة ام بادر وتسرد قصة الزول المزنوق في محكمة القاضي زانوق الذي وصفته المرأة من ام بادر بانه ( عادل ) وعن القول ان ام بادر هى الاغنية الوحيدة لام بلينا توضح ان ادت اغنيات اخرى غير ام بادر مشيرة الى الملحمة ( القرشي شهيدنا الاول ) التي غنتها كثيرا بيد ان ظروف مرض والدها والاعتناء به منعها من تقديم اغنيات جديدة . لم تكن اغنية ( دار ام بادر ) وحدها ما الهمت الشعراء فقد دب سحر منطقة ام بادر في نفوس عدد من الشعراء حيث ألهمت الشاعر الكبير الناصر قريب الله وكذلك الشاعر محمد سعيدالعباسي ، وتعتبر قصيدة ام بادر للشاعر الناصر من ارقى القصائد التي قيلت في وصف الطبيعة حيث جبال ورمال ومياه ام بادر . واشتهرت ام بادر بحادثة «كسر قلم مكمايكل»، التي صارت مضرب الأمثال في مقاومة الإستعمار عندما رفض زعيم كواهلة كردفان عبد الله ود جاد الله حكما من المفتش الانجليزي السير ماكمايكل وكسر قلم المفتش . ويعتمد سكان ام بادر في حياتهم على الرعي والزراعة الموسمية ، بيد ان الجفاف والتصحر الذي إجتاح البلاد مؤخراً أثر أثراً كبيراً على سكان هذه المنطقة ، على ان التعدين عن الذهب بام بادر فتح ابواب الرزق من جديد للمنطقة . وبينما تهبط بنا السيارة من جبال ام بادر نحو واديها الشهير، تسترجع الذاكرة مقاطع من اغنية ( دار ام بادر ) .. زارعنو في الوديان وساقينو بالتيران ..اسمك تقيل يا فلان ذي حنضل القيزان .. الليله والليله دار ام بادر يا حليله.. بريد زولي .. زولاً سرب سربة وخلى الجبال غربا .. أدوني ليه شربة خلوني النقص دربا ..الليلة والليلة دار ام بادر يا حليله معالم حى العرب هنا عرف حي العرب فى أمدرمان قديماً باسم قديف العرب ويرجع تاريخه إلى ماقبل الدولة المهدية باجماع الروايات وسكانه هم خليط من العناصر التركية والمصرية بالاضافة إلى قبايل الحسانية والجموعية والبديرية ، تحده غرباً زريبة المواشي والمنطقة الصناعية وشرقاً حى المسالمة وشمالاً مقابر الجمرية وجنوباً سوق أمدرمان. من المعالم خلوة الشيخ جبارة وخلوة الشيخ عثمان ومسجد الشيخ محمد حسين وجامع الكوارته ومدرسة حي العرب الأهلية ومدرسة صديق عباس ونادى الحديد ومن رموز الحى عبيد عبد النور - محمد أحمد البرير الطيب محمد خير ، محمد صالح الشنقيطي ، النور بله جمجوم ، ميرغني المامون وأحمد حسن جمعة ، إبراهيم عوض - أحمد الجابرى ، شاعر أمدرمان عبد الله محمد زين . مهنتهم غسل السيارات أيادٍ فتية تبحث عن الرزق الحلال تحت الاطارات عندما ترسل الشمس اشعتها الذهبية يكونوا هم قد سبقوها وحملوا او جاعهم داخل ( الباقة) والتى تزينها عبارة الدنيا حلوة ودايرة صبر، غسلوا العربات رأس مالهم الوحيد هو الصبر الذى يتكامل مع انه ليس هناك عمل حقير وانما هناك شخص يجلس القرفصاء فى انتظار الرزق دون سعى .. والخرطوم التى ازاداد عدد سكانها وسياراتها التى اصبحت مصدر رزق للكثيرين الذين رمت بهم ظروف النزوح فى قلب الخرطوم بحثا عن مصدر رزق يحميهم مسغبة الجوع وذل السؤال. محمد ابكر واحد من هؤلاء الذين يزرفون العرق فى عز هجير الصيف تحت اطارات السيارات لنيل الرزق الحلال الذى يجعله يعود الى البيت وعلى شفتيه ابتسامة رضا و كيس خضار بعد يوم مضنى فى الانتقال من عربة لاخرى فى منطقة عمله قرب جامعة النيلين. جلسنا مابينه والاطار الذى ينظفه وسألناه عن تفاصيل مهنته. يقول محمد اروع مافيها العرق والصبر وانها تتيح لك التعامل مع اناس مختلفين وطوال اربع سنوات امارس هذه المهنة فى هذا المكان مع آخرين يتبادل معهم وجبة الفطور والصابونة وقطرات الماء ويعودون فى الامسيات وهم يشعرون بالارتياح. وعن تفصيل الشغل يقول محمد الناس يعتقدون بان هذا النوع من العمل سهل بالعكس هو صعب انا اغسل فى اليوم مابين 5 عربات والحمدلله مستورة والرزق الحلال طعمه حلو ولقد اصبحت جزء من المنطقة واعرف كل الناس واتواصل معهم. ويضيف محمد وبرضو بعرف كل موديلات العربات من اليابانى للكورى وغيرها وفى بعض الاحيان بيجوا ناس المحلية هم يمشوا ونحن نجى راجعين نواصل رحلة البحث عن الرزق. محمد وغيره كثيرون يتوسدون صبرهم يومهم كفاح ويعولون اسراً وآباء وامهات واخوة يدرسون فى بلاد يأتى خيرها من حيث لايحتسب