ما قد كان وما سيكون: ٭ عندما اختلف زعماء قريش حول القبيلة لتي لها الاولوية في وضع الحجر الاسود في مكانه بالكعبة اتفقوا ان يحكّموا بينهم اول قادم اليهم فكان رسولنا صلى الله عليه وسلم محمد بن عبدالله، فبسط ثوبه ووضع عليه الحجر الاسود فأمسكت كل قبيلة بطرف في الثوب حتى وضعوا الحجر في مكانه.. فلماذا لا تتبع الحكومة هذه السنة في وضع الدستور الدائم للبلاد بحيث تمسك هي والاحزاب المؤيدة والمعارضة بورقة الدستور ويضعون عليها جميعا النقاط والحروف وصولا لكلمة سواء ترضي شعب السودان الوطن الواحد ما قد كان وما سيكون. مستشفى الأشباح: ٭ اذكر مقطعا شعريا لشاعرنا الراحل المقيم حسن الدابي عندما كان مريضا بمستشفى مروي ونفد بجلده منه ولسان حاله الشعري يقول: «مستشفاها ما بي يداوي عِدتا تمسي في مساوي»، ومساوي هذه قرية تبعد عشرات الكيلومترات عن مروي... وبالفعل اصابت لعنة الدابي الشعرية مستشفى مروي فجرفه سيل السبعينيات واصابه بالدمار الشامل.. وهذا ما يجعل الليلة في مستشفى خرطومي شهير اشبه بالبارحة في مستشفى مروي . فالمستشفى ، والذي تتوه في اروقته حتى تصل الى المريض الذي تود زيارته، قد اصابت الكهولة مبانيه واسرته حتى يخيل اليك انك في مدينة اشباح..! فأغلب المرضى ينطرحون ارضا وما تبقى على اسرة اكل عليها الداهر وشرب تكاد تميز من الاهمال.. تسبقك الى العنابر رائحة كريهة وترافقك في حِلك وترحالك فتنفد بجلدك وانت مصاب بالغثيان من قبل ان تصاب بالامراض التي تحس انها عالقة بأجواء هذا المستشفى حراسات تجارية: ٭ الذي يشاهد الاكشاك التي اقامتها محلية الخرطوم حول مدرسة كمبوني وسط الخرطوم تعقد لسانه الدهشة حيث لا تزيد مساحتها عن متر مربع، فإذا وُضعت فيها البضاعة فليس فيها مكان للبائع.. فلماذا ضيقتي واسعا يا محلية الخرطوم حتى وجد الشماسة واضرابهم ضالتهم فاتخذوها مساكن لهم.. فقد تركها اصحابها لعدم انطباق ابسط شروط المحال التجارية عليها. ولا نملك حيال هذه الحراسات التجارية الا ان نقول: لماذا تُبدد اموال الدولة هكذا في معركة من غير معترك..؟!! حِلل 24 بوصة موديل 2013: ٭ يحتار المرء عندما يُفاجأ في واحد من شوارع العاصمة المثلة بصيوانين على اليمين وعلى الشمال عزين احدهما للرجال مرصعة ارضه بالافرشة المخملية والكراسي، يأتيها رجال من كل حدب وصوب ما افرغوا اكواب الماء البارد حتى تأتيهم الاواني مليئة بما لذ وطاب من الطعام، ثم القهوة والشاي على حد سواء، والصيوان الآخر للنساء ترى فيه احجاما كبيرة من الحِلل 24 بوصة موديل 2013م، تُزمجر براكينُها بأطيب المأكولات فتفوح منها رائحة تجذب الانوف والبطون التي جعلها الجوع على صعيد واحد من الغرم...! والذي يحيّر في هذه الصيوانات انها كالتوأم لا تفرق أيهم الفرح وأيهم الترح حتى يختلط الحابل بالنابل عند البعض فيرفع الفاتحة في مكان الفرح، وقد تعلو عقيرة احدى النساء بالزغاريد في مكان الترح...!! ولكي لا يتحول الفرح الى ترح وبالعكس فعلى المحليات ان تُلزم اصحاب الفرح برفع راية بيضاء عالية ترفرف فوق السارية، واصحاب الترح راية سوداء في مكان لا تخطئه العين، عشان تكون المناسبة يا أبيض يا أسود..!