٭ وإن إكتملت الإجراءات الخاصة بتعاقد المريخ مع مدربه الألمانى السابق مايكل كروجر فسيكون عندها مجلس المريخ ورئيسه الأخ جمال الوالى ونائبه الشيخ عبدالباسط حمزة قد أنجزوا أكبر وأضخم وأنجح صفقة فنية من واقع الإمكانيات المهولة والقدرات غير المحدودة التى يمتلكها كروجر والتى تأكدت من خلال مسيرته الماضية والناجحة مع المريخ ويبدو أن الأخ جمال عمل بالمثل الذى يقول «جنا تعرفو ولا أخر تجهله» ٭ والمستر كروجر غنى عن التعريف ولا يحتاج لتزكية من أحد وله سيرة ذاتية غنية وهو مدرب كفء يعرف كيف يصنع النجاح وكيف يصل لهدفه فضلا عن مميزاته الأخرى وأولها شخصيته القوية وصرامته وخياله الواسع وفكره التدريبى العالى وإجادته لقراءة مجريات المباريات والكيفية التى يستغل بها نقاط ضعف خصمه ومراكز القوة فى فريقه أما أكثر ما يجعله قريبا من تحقيق النجاح فهو معرفته التامة بسلوك اللاعب السودانى ومستوى استيعابه والكيفية التى يتصرف بها داخل الملعب غير ذلك فقد اكتسب كروجر خبرة وتمرس على الحياة فى السودان وأصبح على علم بطبائعنا وكل هذه العناصر ستجعله ليس غريبا ولا يحتاج لفترة «جس نبض» فهو مشبع بالمعرفة والتعود على السودان شعبا وطقسا. ٭ لقد سبق وأن قلنا ان فريق المريخ الحالى ليس عاديا ووصفنا نجومه بالتميز والتنوع حيث الخبرة والتمرس والمهارة العالية وذكرنا أن هذه الكوكبة إن وجدت المدرب القدير والكفء الذى يعرف التوظيف ووضع الاستراتيحيات ويفهم فى علم التدريب وكرة القدم فسيجعل من هذا الفريق قوة ضاربة لا يستطيع أى منافس الصمود أمامها ونرى أن الالمانى كروجر هو القائد الفنى الجيد والمطلوب والذى تناسب قدراته هذه المجموعة المنتقاه والأكثر تميزا وهذا ما يجعلنا نتوقع للمريخ أن يحقق فى عهد هذا المدرب كثيرا من النجاحات والإنجازات. ٭ سيعود كروجر للمريخ وهو فى ظروف جيدة حيث تتوفر كافة مقومات النجاح والتفوق والتطور فالأوضاع المالية فى المريخ مستقرة درجة الإمتياز ووجود هذا العنصر الأساسى من شأنه أن يجعل كل العوامل الأخرى ثانوية إضافة للحماس الكبير والملحوظ لدى القاعدة وأكثر مما سيساعد كروجر هو أنه ظل مطلوبا من أنصار المريخ كافة ويرون فيه «المخرج والمنقذ» بعد أن «أذاقهم المدرب السابق الويل وجعلهم يشاهدون النجوم فى عز الضهر» ثالثا المريخ الآن فى وضع غاية الامتياز من منطلق أنه متصدر للدورة الأولى للدورى الممتاز بفارق ثلاث نقاط من وصيفه فريق الخرطوم الوطنى وبخمس نقاط من نده التقليدى الهلال والذى يقف الآن وحسب نقاطه فى مركز «وصيف الوصيف» غير ذلك فالمريخ على أعتاب الوصول لنهائى بطولة الكأس وهذا ما سيجعل مهمة كروجر تتمثل وتنحصر فى المحافظة على هذا الوضع الصدارى الجيد. ٭ فريق المريخ الحالى يضم فى تكوينه لاعبين من الذين يريدهم كروجر لا سيما وأنه من المدربين الذين يؤمنون بنظرية الخبرة والقوة وهذه متوفرة وبكثرة فى كشف الفريق الحالى والذى يضم كلا من «الحضرى باسكال الباشا علاء الدين يوسف كلتشى أمير كمال الطاهر موسى الزومة فيصل موسى راجى عبدالعاطى غراندى ضفر اوليفية وبقية المجموعة. ٭ يحسب للأخ جمال الوالى بحكم أنه المشرف على ملف التدريب أنه اختار البديل الصحيح وفى التوقيت المناسب فالتعاقد مع المدرب كروجر فى هذا الوقت يعتبر خطوة استرتيجية ومستقبلية وواضح أن الأخ رئيس المريخ يرمى للبعيد ويخطط للغد فالتعاقد مع كروجر الآن يجعله يقف على أوضاع الفريق ويدرسها جيدا ومن ثم يتعامل مع تفاصيل الواقع الحالى برؤية آنية ومن بعد ذلك سيقف كروجر على كل أوضاع الفريق وسيحدد احتياجات الفريق ليتم تجهيزها من خلال فترة التسجيلات المقبلة وذلك حتى يبدأ الموسم القادم بالفريق الذى يريده بمعنى أن تعاقد المريخ مع كروجر ليس الهدف منه تحقيق البطولات المحلية الجارية الآن بل أن مسؤوليته ستكون فى الموسم المقبل. ٭ يعرف عن شخصية المدرب كروجر أنه لا يقبل التدخل فى اختصاصاته وهو قليل الحديث ويسمع أكثر مما يتكلم ينتهج الانضباط ولا يؤمن بالنجومية الورقية والجماهيرية فالنجم عنده هو الذى يقدم فى الملعب ولا يحرص على إنشاء صداقات مع الآخرين ويتميز بأنه منضبط ودائرته محدودة «الاستاد النادى الألمانى شقته» لا يطالع الصحف من واقع عدم معرفته باللغة العربية ولا يهمه ما ينشر فيها يتعامل مع اللاعبين بطريقة خاصة وما يجب أن يعرفه لاعبو الفريق عن كروجر هو أنه إذا وضع رأيا فى أى منهم فسوف يخرجه من حساباته فاللعب المزاجى والاستعراضى والفردى مرفوض عند الألمانى فهو يطالب أى لاعب بتقديم خدماته للفريق وليس لنفسه وتنفيذ المطلوب منه وأى تباطوء أو خروج عن النص فسيجد اللاعب نفسه خارج الملعب. ٭ قبل يومين علق الأخ والزميل رمضان أحمد السيد على صفقة تعاقد المريخ مع كروجر وأشار إلى أنه لا داعى لهذه الخطوة وكان على المريخ أن يعتمد على الكادر الوطنى كما «فعل الهلال» وتطرق لقيمة الصفقة المادية وبالطبع فإن هذا الحديث لا يعدو أن يكون مجرد وجهة نظر من الأخ رمضان ونحترمها ولكن الرؤى تختلف ونقول للأخ رمضان ان التعاقد مع كروجر ليس الهدف منه البطولات المحلية بل القادمة والخارجية هذا من جانب ومن آخر فمثل هذه الوصايا والمقترحات من الأخ رمضان تعتبر مشروخة لدى المريخاب من واقع أن الأخ رمضان يشجع الهلال بالتالى فإن أى مقترح منه لن يقبل وسيكون محل رفض من أنصار الأحمر أما عن مخصصات ورواتب كروجر فحتى وإن وصلت مليار جنيه فمادام المريخ مستقر إداريا وقادر ومستطيع فمن حقه التفكير والتعاقد حتى ولو مع مورينهو وكل يتعاقد حسب قدرات وإمكانيات رجاله المالية. ٭ المتوقع والمؤكد أنه وبعد اكتمال صفقة تعاقد المريخ مع كروجر «نسأل الله أن تكتمل هذه الخطوة» فإن ذلك سيكون أكبر هاجس لأعداء المريخ وسيغضبهم ويجعل النيران تشتعل فى دواخلهم على إعتبار أن عودة الألمانى تعتبر قوة جديدة وإضافية للمريخ ولهذا نتوقع منهم أن يمارسوا عاداتهم وعداءهم مع كل جديد للمريخ ومثلما فعلوا مع وارغو والحضرى فسيهاجمون هذه الصفقة وسيجتهدون من أجل تبخيسها والتقليل من حجمها الضخم ولكن كل ذلك لن يجدى بل سيجعل المريخاب يستمتعون بالدموع وهى تتساقط من عيون أعدائهم وما عليهم إلا أن يموتوا بغيظهم.