المؤتمر الوطني لم يأت شيئاً (جديداً ) في تحصله على (10) قناطير تمباك لتسيير نشاط الحزب بولاية شمال دارفور كما أوردت التقارير الإعلامية، حيث يكشف التاريخ السياسي للأحزاب صنوفا أخرى للدعم والتبرعات والهبات الموضوعة تحت عنوان (التمويل) ..الأمر الذي أثار دهشة قطاع عريض وسخرية قطاع أعرض حملت تعليقاته وسائط التواصل الاجتماعي، ولعل مكمن الغرابة في التبرع بحد ذاته بقدر صنف المادة التي تم التبرع بها.. اصل الحكاية: عضوية المؤتمر الوطني بولاية شمال دارفور سعت لتقديم مساهمتها في تسيير أنشطة مؤسستها، معلنة عن تدشين نفرة محلية ولاية شمال دارفور، وكشف ممثل منطقة ريفي الفاشر عن تبرع منسوبي المؤتمر الوطني بالمنطقة ب (100) جوال ذرة، و (10) قناطير تمباك - يبلغ سعر قنطار التمباك (2100) جنيه- إلى جانب (7,5) قناطير صلصة، بالإضافة إلى (40) رأس ضأن و (30) من الماعز، ليتم الدفع بتلك التبرعات العينية إلى خزينة المؤتمر الوطني بعد تحويلها إلى (كاش) بالطبع. (الوطني) ليس استثناءً: تمويل الأحزاب بدأ كمسلسل طويل يتناسب طردياً بحسب الكثيرين مع الوضع الاقتصادي عامة وظروف عضوية الحزب خاصة، وحمل مسلسل التمويل ذاك العديد من المفارقات السياسية في دعم الأنشطة والمشاريع السياسية. وشهدت عهود سياسية سابقة تبرعات بمواد عينية تتناسب مع نشاط المنطقة التي ينتمي إليها كادر الحزب، فتراوحت التبرعات بين الأنعام أو المحاصيل قبل أن يتطور الزمان ويصبح التبرع بالرصيد أمراً مألوفاً.. المشاركة بالمال: المحلل السياسي عبدالرسول النور يذهب في حديثه ل (السوداني) إلى أن التمويل الأساسي للأحزاب يتم عن طريق دفع اشتراكات الأعضاء، معتبراً حملة جمع الاشتراكات عبر الرصيد التي ابتدرها المؤتمر الوطني، طريقة حديثة. وأضاف:الغرض من التبرع أو التمويل هو إشراك جميع الكوادر في مساعدة الحزب وتنمية إحساسهم بدورهم داخل مؤسساتهم الحزبية.. الأمة نموذجاً: النور بحكم أنه قيادي عتيق في حزب الأمة القومي بدا ملماً بتفاصيل تمويل حزبه تاريخياً، وكشف أن تبرعات عضوية حزب الأمة في الولايات المختلفة تاريخياً تتوقف على مصدر دخل المنطقة. وأضاف: عضوية الحزب من القضارف كانت تتبرع بالمحاصيل الزراعية، بينما كوادر الحزب في ولايتي كردفان ودارفور تبرعاتهم كانت بالأنعام، أما الأعضاء الذين ينتمون إلى الولاية الشمالية فيأتي تبرعهم على شكل تمور وقمح، فيما كان تبرع عضوية الأمة من ولاية الجزيرة بالخضروات والفواكه التي تباع في الأسواق لصالح خزينة الحزب. الطبقة الرأسمالية: الناطق الرسمي لحزب الاتحادي الديمقراطي المسجل محمد الشيخ محمود يذهب في حديثه ل (السوداني) إلى أن التبرعات من القدم كانت عينية وعن طريق الأقطان والأبقار. وأضاف:الأحزاب مؤخراً أصبحت ُتمول من قبل أعضائها بدفع الاشتراكات لتقوية وتطوير الحزب، مطالباً الحكومة بدعم الأحزاب في ظل الضائقة الاقتصادية التي يمر بها المواطن لأن الطبقة الرأسمالية في الأحزاب قد ولى عهدها. مقبول وليس فيه ضرر: (لا يمكن أن يمول حزب سياسي بشيء مكروه في الدين) بهذه العبارة ابتدر القيادي بالمؤتمر الوطني ربيع عبد العاطي حديثه ل (السوداني)، واتفق مع من سبقه بأن التبرع و الدعم منذ قديم الزمان كان يتم عبر مواد عينية، واستدرك (لكن يجب أن يكون بشيءٍ مقبول وليس فيه ضرر) ، موضحاً أن تبرع عضو للمؤتمر الوطني بتمباك يحتاج إلى وقفة ومراجعة، مطالباً الأحزاب بتوعية اعضائها بالمواد التي يجب أن يتبرعوا بها. وأضاف:لأن الغرض من المواد أن تعم الفائدة وألا تسبب ضرراً أو سخرية من الحزب. تبرع محترم: عضو المكتب السياسي بحزب الأمة القومي فتحي مادبو أعتبر في حديثه ل (السوداني) أنه لا غرابة في أن يتم تمويل الأحزاب، فالتمويل يتم حسب المنطقة التي ينتمي إليها العضو، فكان التمويل المتداول والمعروف عن طريق الخراف والأبقار والمحاصيل الزراعية المختلفة، موضحاً أن واقع البلاد الآن يتطلب التبرعات والدعم سواء أكان مادياً أم نقدياً وليس هناك غرابة أن يتبرع مواطن بتمباك. وأضاف: قنطار التمباك يبلغ 2100 ج أي أن تبرعه بلغ 21 ألف جنيه، وهذا تبرع محترم.