(وحيد اخو القادم) كانت هذه آخر نبوءات (ح) العرافة المشهورة في الاوساط النسوية عامة ومنطقة سكنها خصوصا، قبل ان ينفر منها الكثيرون بحكم اكتشافهم غلاء اسعارها وزيف قراءتها.. (ح) من فرط احترافها تحدد اياما بعينها لحضور الزبائن وتسميها بايام الحضرة، وتردد (سيد الثلاثاء الما بصبح الواطة).. غض النظر عن قدرات (ح) وامكاناتها في اقناع الزبائن، الا أن الكثير من الضيوف يتواصل معها من فرط كرمها وضيافتها ولطافة (وونستها) وحبا في قهوتها.. طقوس وتفاصيل (ح)ينهال عليها الزبائن من الجنسين، وتبدأ الحكاية بايقاد (الوداعية)البخور متزامنا مع اكواب القهوة، وتضع امام الجميع الودعات السبع استعدادا لما يعرف بال(كشحة).. ستات الودع لهن اسرار اخرى ابرزها الخدام الذين يحضر كل واحد منهم يوما بعينه، وبحسب متابعات(كوكتيل) فإن يوم الاحد يحضر(بشير) والاثنين(لولا) والثلاثاء(خليل باشا) والاربعاء (ازرق بندا) الخميس(الخواجة).. ومن مفارقات هذا العالم أن كل خادم له طقوس يتم اعدادها لاحضاره وبخور خاص.. ولعل من اهم الطقوس (البياض) الذي كان في السابق رمزيا واضحى حاليا ما يقارب الالف جنيه.. كذلك فتح(العلبة) وهو طقس لتقديم قرابين في محاولة للبحث عن كشف البصيرة او امتلاك قدرة التنبؤ، ويذبح ربما خروف او حمامة أو تيس اسود او ابيض أو ديك رومي.. عالم الودع مترع بالعديد من المصطلحات والمفردات العامية(الوحيد، تاني اخو، ود الصرة) كل تلك وغيرها مصطلحات خاصة بال(وداعيات) تضيف جوا ساحرا على تلك الجلسات إضافة إلى عادة إيقاد البخور وتطعيم القهوة بالأدوية من جنزبيل وقرنفل وهبهان . قارئة الفنجان (د. س) انثى في مقتبل العمر، تعمل كبائعة لطقوم القهوة، تقوم بتزيينها بال(ودع) لتبدو براقة، فيتزايد عليها الإقبال خاصة من (العرافات) بحكم أن منظر الاطقم مكمل لشكل الجلسة تجذب الزوار لها ومحبي القهوة.. بشكل عام قراءة الفنجان واحدة ايضا من ابرز الهوايات القديمة في السودان ، وطبقا لمتابعات(كوكتيل) فإن قراءة الفناجان عادة مشهورة عند الأتراك والمصريين وكثير من البلدان الاخرى، لكن الاتراك أسياد هذا الشأن ومبتدعيه في محاولة لسبر اغوار المجهول وقراءة (الفال) وهي كلمة تركية معناها الحظ أو النصيب. ومن ابرز طقوس قراءة الفنجان أنها (حلوة في الآخر) اي يتم القراءة بعد آخر (شفطة) حيث يتم قلب الفنجان ويترك لخمس دقائق ليكون بعدها جاهزا للقراءة.. اسباب التفشي ( لا يعلم الغيب الا الله) و(كذب المنجمون لو صدقوا) كانت اغلب العبارات التي يرددها السودانيون الرافضون لهذه الهوايات، فضلا عن أن الكثير من الفتيات والنساء يؤكدن انهن لسن مؤمنات بهذه الامور وانهن يستمتعن فقط بالاجواء والطقوس وال(قعدات)، فيما كشفت(س.ن) أنها ترتاد بشكل دائم كل من برزت اسمها في هذا المجال بحثا عن عريس.. ويرى باحث في علم الاجتماع فضل حجب اسمه ل(كوكتيل) أن تفشي الخرافة والجهل ومحاولة البحث عن الغيب والمجهول نوع من محاولات الهروب من الواقع والحاضر ربما لقسوته، أو محاولات للتماسك النفسي، منوها الى أن ذلك لا يرتبط بالتعليم من عدمه، وانما بالوعي العام في المجتمع، مشيرا الى ان من حق اي شخص التعبير عن قدراته وهواياته، واضاف: الملام هم هؤلاء الباحثون عن مدعي معرفتهم بعلم الغيب. آراء ورؤى المواطن احمد فؤاد يذهب في حديثه ل(كوكتيل) انه لا يحب هذه العادة وقدم نصيحة للعديد من النساء ممن يداومن على هذه الامور ، واضاف: لا يعلم الغيب إلا الله.. وكذب المنجمون ولو صدقوا. العم مبارك محمد يرى في حديثه ل(كوكتيل): (النسوان بحبن الودع لكن الرجال قل منهم والبمشي يسمى " تالتن " – على حد وصفه-