* آفة الأخبار بعض رواتها وليس كلهم، ونجتهد كثيراً في تكذيب هذه الحقيقة المتجلية في بحر الأخبار، ولكن الوقائع تثبت توفرها في عالم الإعلام، وكذلك في عوالم الناس ومجالسها..ومركز صحفي لصيق بأجهزة الدولة ومصادرها كان ذاك الذي نشر - منتصف الأسبوع الفائت - خبر مقترح تحويل شارع (الخرطوم/ مدني) إلى (اتجاه واحد)..ونقل المركز الصحفي على لسان الإدارة العامة لشرطة المرور ما يلي ( كشفت الإدارة العامة للمرور عن ترتيبات لتخصيص طريق الخرطوم/ مدني كاتجاه واحد، بحيث يكون المسار ذهاباً، على أن يتم استخدام الطريق الشرقي للإياب، وعقدت إدارة المرور اجتماعاً مع غرفة النقل لمناقشة المقترح الذي سيتم تنفيذه عقب رفع توصيات اللجنة التي تم تشكيلها لتنظر في هذا الشأن)، هكذا كان الخبر..فانتقدت الفكرة في زاوية الخميس الفائت ، ثم طالبت إدارة المرور بتوسيع دائرة النقاش قبل تنفيذها ..!! ** مشكوراً، اتصل اللواء شرطة عبد الرحمن حسن عبد الرحمن، مدير الإدارة العامة للمرور، وأفادني بالتوضيح الآتي .. ( الحدث ليس كما تم نشره تحويل مساري الطريق إلى مسار واحد (ذهاب فقط)، بل تم استهداف ثلاث فئات من المركبات العامة لتتخذ طريق غرب النيل(الخرطوم / مدني) مساراً للذهاب، وطريق شرق النيل مساراً للإياب..والفئات المستهدفة بهذا القرار المرتقب هي : البصات السفرية، الحافلات السفرية والشاحنات الكبيرة، وعلى أن تكون الحصاحيصا هي المحطة التي تقصدها تلك الفئات..أي بقية المركبات - الخاصة وكذلك العامة القاصدة لمحطات الكاملين وبقية مناطق الجزيرة الواقعة قبل الحصاحيصا - لن يشملها القرار المرتقب ..علماً بأن هذه الفكرة ليست من بنات أفكار إدارة المرور فقط، بل هناك مجلس برئاسة وزير الداخلية مسمى بمجلس تنسيق السلامة المرورية، وهذا المجلس يجتمع دورياً ويناقش قضايا المرور بالسودان، ويضم في عضويته بجانب إدارة المرور (27 جهة) ذات صلة بالمرور.. !! ** واجتمع ذاك المجلس في رمضان الفائت، وناقش كيفية الاستفادة من الطرق الجديدة، بحيث استخدامها يقلل حوادث المرور، وكان طريق الخرطوم / مدني محوراً من محاور النقاش، وأجمعوا على الاستفادة من طريق شرق النيل وقدموا مقترح تنظيم رحلات تلك الفئات إلى الإدارة العامة للمرور، ودرست الإدارة المقترح وأشركت عدة جهات - منها غرفة النقل - في النقاش، ثم وافقت على التنفيذ..المركبات الخاصة لن تتأثر بالقرار، وكذلك المركبات العامة التي محطاتها النهائية ما قبل الحصاحيصا، وخروج تلك الفئات الثلاثة المستهدفة بالقرار من مسار ذهاب هذا الطريق قد يخفف كثيراً على الطريق، وكذلك يقلل من نسب الحوادث ..!! ** وبالمناسبة - والحديث لمدير الإدارة العامة للمرور- عدد الذين انتقلوا إلى رحمة مولاهم بسبب حوادث المرور في السودان، في العام 2011، بلغ (2600 مواطن)، علماً بأن عدد السيارات المتحركة في السودان خلال اليوم لا يتجاوز (مليون سيارة).. فرنسا، على سبيل المثال، عدد السيارات المتحركة فيها يومياً تتجاوز ( 24 مليون سيارة)، ومع ذلك لم يتجاوز عدد ضحايا المرور في العام 2008، على سبيل المثال، (11 مواطنا) .. هذه مجرد مقارنة.. هذا الوضع المزعج يرغمنا على التفكير الدائم والبحث المستمر عن البدائل والوسائل التي تحد من ارتفاع نسب حوادث المرور.. وما نحن بصدده حالياً - تنظيم مسار الفئات الثلاثة - يعد وسيلة من الوسائل الجديرة بالتجريب، إن نجحت فالحمد لله، وإن لم تنجح سنظل نفكر ونعمل ونبحث عن الوسائل التي تقودنا إلى النجاح بإذن الله ) .. انتهى توضيح اللواء شرطة عبد الرحمن حسن عبد الرحمن، مدير الإدارة العامة للمرور، فله الشكر على الرصد والمتابعة والتقدير على الاتصال والتوضيح، مع صادق الدعاء بالتوفيق ..!!