تضاف إلى سبل كسب العيش في السودان، هي مهنة الخبير الإستراتيجي، تنافس مهن الزراعة والرعي والتجارة في السودان، احتلت مكانها في سوق العمل في الثلاثين عاماً الإنقاذية، من أدبيات قسمة السلطة والثروة في حكم الإنقاذ أن تبتدع وظائف خاصة للمؤلفة قلوبهم، أو لمن يخدمون ويبررون بقاء الإنقاذ، يمتهنها نخبة من الضباط العسكريين في تنظيم الأخوان من الذين أحيلوا للمعاش لسبب أو آخر، وألحقوا بمؤسسات تعني في مسماها بالدراسات . انتشرت تلك الخبرات وتوزعت بعناية تطرح الدفوع عن السلطان العسكري، منهم من يعلن على الهواء أنه خبير يقوم بالتدريس في الكليات العسكرية السودانية، لا ترجف له عين، وهو يرسل القول لمقدم البرنامج بأن القانون العالمي يمنح القائد العام للجيش في أي بلد التدخل لاستلام الحكم، حالما رأى ذلك، يعجز الخبير في تقديم تلك المراجع العالمية التي تجيز تدخل الجيش للاستيلاء على الحكم، إنفاذاً لما يفتي به الخبير، فلسلاح البحرية أو سلاح الجو في بريطانيا أو أمريكا الاستيلاء على الحكم، مناهج الدراسة المعيبة تلك لا وجود لها في صحف العالم التي تسعي إلى رفد بلادها بأحدث التقنيات والتعامل مع أحدث الأسلحة، لا تضيع وقت ضباطها في تكوين خلايا داخل القوات المسلحة للاستيلاء على الإذاعة، وطرح بيان الانقلاب على الحكم المدني في كذبة ربما هي الأشهر. تلونت إفادات أولئك الخبراء، وامتزجت بكسب الخبز عن طريق ما يهرفون به من خلال القنوات الفضائية، أصبح السودان مع تلك الفتاوى مادة للتندر، ويجد فيها بعض مقدمي البرامج العربية (خبطات) إعلامية تنقلهم إلى فضاءات تحقق لهم نجومية، المحصلة الحقيقية خسران السودان كثيراً . المستثمر الأجنبي أو العربي لا يكتفي بما يقدمه وزير الاستثمار من محفزات جذب للرساميل، تذهب العين الخبيرة في مجال الاستثمار إلى دراسة مصداقية السلطات السودانية في تحقيق الأمن والاستقرار، ما يرسله الخبراء كإفادات وآراء من خلال برامج القنوات العربية، يفهم في أحيان كثيرة كما هو الرأي الرسمي، ينقله ذلك الخبير الذي ينسب نفسه إلى مركز دراسات رسمي تقابل وزارة المالية مخصصاته. الخبرة الإستراتيجية لا تتعرض إلى احتلال حلايب وشلاتين، وتأثير ذلك على الأمن القومي السوداني، قضايا تحقيق ضبط التلفتات الأمنية من أدب إستراتيجية تحقيق التنمية المستدامة تغفله أيضاً عيون الخبراء حسب الطلب، تأثير وباء الكورونا في العالم لا يقل عن ما سببته الحرب العالمية الثانية ويحتاج إلى وقفة ونظر إستراتيجي، إخفاق الدفاعات الجوية السودانية في رصد الطائرات التي ضربت مصنع الشفاء في السودان أو أغارت على متحركات في منطقة بورتسودان، تلك نقاط وبؤر اختلالات في المنظومة الدفاعية السودانية تحتاج إلى سنوات من الدراسة وحلقات من البحث والاستقصاء . الخبرات الإستراتيجية الناشئة كمهنة تضاف إلى سبل كسب العيش في السودان، يمكن احترام دورها إن هي تصدت إلى معالجات رفع القدرات القتالية للجندي السوداني، التحديات كثيرة منها قلة عدد سكان السودان تنسيباً إلى الأرض وعدد السكان مقارنة مع بعض الدول المجاورة، طول حدود السودان وامتداداتها مع ثماني دول، وهشاشة الوضع العسكري في السودان في الشرق ودارفور، توزع القيادة العسكرية، والأمر العسكري عند عدة جهات بعضها خارج السودان، تلك معطيات تأخذها الخبرات الإستراتيجية لوضع خطط، تحقق تلك الرؤى بوجود جيش سوداني تحت قيادة واحدة وعقيدة قتالية هي السودان، في المحصلة لابد من بناء قوات مسلحة وتدعيمها بأحدث التقنيات والأسلحة للتغلب على تواضع عدد السكان وتعويضه بتكنولوجيا حديثة وخبرات إستراتيجية تنتمي في بنيتها، وتتكون من العقول السودانية المشهود لها برجاحة العقل، وتدعم سيرتها الذاتية إنجازات وثقتها مراكز في (وست بوينت) و(سانت هيرست)، ومراكز إعداد القادة العسكريين في العالم، الرعي والزراعة والتجارة مهن لكسب العيش الحلال.