الرئيس سلفاكير ميارديت اختار أن يعقد اجتماعاته مع كل طرف من الأطراف منفردا، ودون وجود فرق الوسطاء من الإيقاد أو الخرطوم. ما كان لافتا منذ الوهلة الأولى في هذه الاجتماعات مدلول مكانها حيث جرت داخل القصر الجمهوري، إذ أنها ربما كانت المرة الأولى التي تتم داخل قاعاته اجتماعات رئيس دوله مع متمرديها أو معارضيها. ربما لمنح اللقاءات أهمية قصوى باعتبار أن الرئيس البشير هو من أوصل تلك الأطراف إلى نقطة الالتقاء بمبادرته في يونيو آنذاك. نصائح سلفا دعوة الاجتماع نفسها كانت مبادرة من الرئيس سلفاكير، فالرجل أراد بالخطوة طبقا للتحليلات أن يبرهن مدى جديته وحرصه على تنفيذ هذا الاتفاق. سلفا وفي مستهل اللقاء المغلق مع قادة قوى المعارضة طلب منهم أن يمنحوا بلدهم ومواطنيهم الأولوية، وأن يكون اللقاء بداية لصفحة جديدة.. الرجل الذي كاد أن يقتلع معارضوه عرشه، بدا بمزاج أكثر اعتدالا في مواجهة خصوم الأمس وشركاء اليوم في إدارة بلد أصابته لعنة معظم جيرانه مبكرا. ماذا قال رياك مشار؟ القيادي بالحركة الشعبية التي يتزعمها د.رياك مشار مناوا بيتر وصف اجتماع زعيم د.رياك مشار مع رئيس جمهورية جنوب السودان الفريق سلفاكير ميارديت بالمثمر، وأوضح أنهما تناقشا في كيفية الإسراع في تكوين اللجان المختصة بالعمل في المرحلة لما قبل الفترة الانتقالية، حيث تعهد مشار بتقديم قائمة مرشحيه في أسرع وقت. مناوا نوه للصحافيين أمس عقب لقاء سلفا/ مشار، إلى أن يكون الخطاب خلال المرحلة المقبلة خطاب سلام يؤدي إلى التصالح والتصافي الاجتماعي بين مواطني جنوب السودان باعتباره الشغل الشاغل للقيادات في الحكومة والمعارضة، وأضاف: الطرفان أمَّنَا على مواصلة لقاءاتهم الأولية في الخرطوم فيما تنتقل إلى جوبا في وقت لاحق، وأن التبشير بالاتفاق يكون عبر اللجان المشتركة. مطلب دينق ألور أما رئيس مجموعة المعتقلين السابقين دينق ألور، فبدا حريصا على ضرورة الالتزام والعمل الجماعي، وإعادة الثقة بين الأطراف قبل الدخول في الفترة الانتقالية، واعتبر أن بناء الثقة سيساعد على تنفيذ الاتفاق، وأكد أنهم قرروا فتح صفحة جديدة، ووصف الاجتماع بأنه تم بروح ودية. وأردف: إذا استمرت هذه الروح سيتمكنون من تنفيذ الاتفاقية. وفي السياق، أكد القيادي في تحالف المعارضة الجنوبية (سوا) د.لام أكول أن اللقاء جاء بدعوة من الرئيس سلفا، بمشاركة جميع الأطراف الموقعة على الاتفاقية، حيث جرت مناقشات وتبادل الآراء حول كيفية بدء تنفيذ الاتفاقية قبل الفترة الانتقالية وخلالها. ونبه أكول إلى أن التنفيذ سيتم في شكل لجان وآليات تم الاتفاق عليها، متوقعا أن تتشكل اللجان في غضون 10 أيام أو أسبوعين حتى لا يتأخر التنفيذ، مشيرا إلى أنهم أصبحوا شركاء في تنفيذ هذا الاتفاق. أهداف الاجتماع وزير الإعلام والمتحدث باسم حكومة سلفاكير مايكل ماكوي، كشف في التنوير الصحفي بالقصر الجمهوري أمس، عن أن اجتماع سلفاكير مع المعارصة كان لهدفين، هما كيفية تنفيذ الاتفاقية وبداية بناء الثقة مع المعارضة، وتكوين اللجان والآليات المتفق عليها في المصفوفة، وأضاف: (هنالك آليات معينة يتم تكوينها خلال فترات معينة معظمها يجب تكوينها خلال 14 يوماً بعد التوقيع على الاتفاقية والمطلوب تقديم أسماء المرشحين للجان للمشاركة في هذه الآليات قبل نهاية ال14 يوماً). وأشار إلى أن المعارضة وعدت بأن يتم تسليم أسماء مرشحيها في اللجان خلال اليوم أو غدا، ولفت إلى أن سلفا أكد لهم بداية تنفيذ الاتفاقية وبناء للثقة بين جميع الأطراف، وأعلن استعداده للتنفيذ، وطالبهم بوضع مصلحة جنوب السودان وشعبه كأولوية قصوى، وأشار إلى أن سلفا شدد خلال اللقاء على ضرورة عودة الحياة إلى طبيعتها في الجنوب.